الثلاثاء 06/مايو/2025

في ذكرى وفاء الأحرار1.. الفلسطينيون يتطلعون لصفقة 2 تبيض السجون

في ذكرى وفاء الأحرار1.. الفلسطينيون يتطلعون لصفقة 2 تبيض السجون

بعد 5 سنوات من تمكن المقاومة الفلسطينية من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، من داخل أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية المحصنة جنوب شرق قطاع غزة، تمكنت من إتمام صفقة تبادل تم بموجبها إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني، جلهم من قدامى الأسرى وأصحاب الأحكام العالية.

وأسدلت المقاومة الفلسطينية في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011م، الستار عن واحدة من كبرى العمليات الفدائية في تاريخها، بعد مفاوضات غير مباشرة مع دولة الاحتلال برعاية مصرية، تخللها عدوانان عسكريان تعرض لهما قطاع غزة، عقب أسر شاليط، في حزيران/ يونيو 2006، وأواخر عام 2008م، وحصار مشدد على القطاع، لتتوج بصفقة تبادل أطلقت عليها المقاومة اسم “وفاء الأحرار 1”.

ويعيش الشعب الفلسطيني اليوم الذكرى السنوية الثامنة، لإتمام صفقة “وفاء الأحرار 1″، وهو يتطلع لصفقة تبادل ثانية، تخرج ما تبقى من قدامى الأسرى، بعضهم اقترب من العقد الرابع داخل السجن.

صفعة للاحتلال
يرى عبد الناصر فروانة، المختص في شؤون الأسرى، أن صفقة “وفاء الأحرار1” شكلت صفقة صفعة وهزيمة غير مسبوقة للإسرائيليين، وبالمقابل سجل الفلسطينيون انتصارا جديدا في تاريخ المقاومة وصفقات التبادل.

وقال فروانة لـ”قدس برس”: “هذه الصفقة هي الأولى التي تتم وبنجاح داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما بين الهزيمة وانتصار آخر، يقف الإسرائيليون أمام كابوس جديد، يتمثل بما لدى المقاومة بغزة من أوراق”.

وأضاف: “هذا الكابوس سبب للسياسيين والأمنيين الإسرائيليين صداعا دائما وإحراجا أمام الجمهور؛ فهم من جانب لا يريدون تكرار صفقة شاليط والإقرار بالهزيمة، ومن جانب آخر عاجزون عن إقناع أهالي أسراهم والجمهور الإسرائيلي بقدرتهم على استعادتهم دون أن يشكل ذلك انتصارا لنا”.

وأشار إلى أن الإسرائيليين لجؤوا إلى كل الوسائل منذ العام 2014م، ومارسوا الضغط والانتقام والابتزاز، واستخدموا أوراق المساومة، ومع ذلك فموقف حماس ثابت، و”إسرائيل” لم تنجح في تحقيق أهدافها.

الموافقة على التبادل
وقال: “إسرائيل لم تتعلم من تجربة شاليط في التعامل مع أسراها في غزة، ولم تستخلص العبر والدروس، بمعنى أن عليها أن تقر بالهزيمة وتبدي استعداداتها لدفع استحقاقات صفقة التبادل واختصار الوقت، ويكفيها خداع الجمهور الإسرائيلي”.

وكشف فروانة أنه وحسب معلومات موثقة لديه، فإن هذا الملف فتح مرارا عن طريق وسطاء عرب وأجانب وممثلي دول مهمة.

وقال: “قبيل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وقبل شهر تقريبا، أعيد فتحه مجددا، في محاولة من نتنياهو لتحقيق انتصار يعيد أسراه وينقذه في الانتخابات”.

وأكد أن حركة “حماس” دائما مستعدة للتبادل، ولكن المشكلة تكمن لدى الإسرائيليين، الذين لا يريدون دفع استحقاقات التبادل، وخاصة نتنياهو، الذي لا يريد أن يسجل عليه هزيمتين في هذا الشأن.

وقال: “أعتقد أن تغير الخارطة السياسية وتشكيلة الحكومة الجديدة في إسرائيل في الفترة القادمة، لربما يؤدي إلى انفراجة في هذا الملف”.

وأضاف: “أعتقد أن المشكلة الأساسية الآن لا تكمن في العدد الإجمالي، فإسرائيل استعدت ووافقت على عدد كبير، ولكن المعضلة في تحديد الأسماء”.

جوهر الصفقة
وتابع: “إسرائيل أرادت أن تمنح المقاومة عددا، وتفقدها المضمون والجوهر مع التقدير لكل الأسرى الذين سيفرج عنهم، بمعنى إفراغ الصفقة من مضمونها”.

وكشف فروانة أن هناك أسماء لأسرى رُفض إدراجهم في “صفقة شاليط” قبل 8 سنوات، واليوم تبدي “إسرائيل” إمكانية لإدراجهم، بعد أن قضوا أكثر من 20 سنة في السجن، وهذا سيشكل مخرجا للإسرائيليين وسيحسب انتصارا للفلسطينيين، ويعالج جزءا من المشكلة.

ونبه إلى وجود (540) أسيرا، يقضون أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لمرات عدة، وأن جزءا كبيرا من هؤلاء لا أمل لديهم بالحرية سوى في إطار صفقات التبادل، خاصة ممن اتهموا بتنفيذ عمليات قتل خلالها إسرائيليون.

وعدّ الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم المدهون، “صفقة وفاء الأحرار1” من أهم إنجازات المقاومة في العقد الماضي، مشيرا إلى أنها أرغمت الاحتلال الإسرائيلي على إخراج أكثر من ألف أسير فلسطيني، نصفهم من قدامى الأسرى، وممن نفذوا عمليات فدائية، أفضت إلى قتل إسرائيليين.

نوعية الأسرى
وقال المدهون لـ”قدس برس”: “الأهم من عدد الأسرى الذين أفرج عنهم، النوعية، حيث إن الاحتلال ولأول مرة يُجبر أن يخرج هذا العدد من الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبدات، والذين كما يقول الاحتلال (على يدهم دم) أي أنهم قتلوا أو شاركوا في قتل إسرائيليين في معارك شتى، وعددهم حوالي 450 أسيرا”.

وأشار إلى أن هذه العملية حدثت في داخل الأراضي الفلسطينية، سواء الخطف أو الاحتفاظ بالأسير الإسرائيلي أو المفاوضات، كما أُفرج عن كثير من المعتقلين من داخل الأرضي الفلسطينية المحتلة.

وقال المدهون: “صفقة وفاء الأحرار1 شكلت منعطفا مهما في حياة ومسيرة الشعب الفلسطيني، وأثرت عليه، ولهذا نرى الآن الأسرى المحررين يتبوؤون مراكز قيادية في العمل النضالي والمقاوم”.

وأضاف: “تكرار مثل هذه الصفقة وارد جدا، والمقاومة الفلسطينية تزاد قوة وتمتلك أوراقا أكثر للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذه الصفقة أحدثت حالة من الخوف وكي الوعي لدى الاحتلال، ولا أحد الآن من قادة الاحتلال يستطيع أن يكررها، خصوصا بنيامين نتنياهو الذي عقد الصفقة الأولى”.

أوراق قوة
وتابع: “أعتقد حينما تأتي قيادة إسرائيلية قوية وجريئة، ولم تشارك في الصفقة الماضية، ستكرر هذه الصفقة وأكثر، لأن ما تمتلكه المقاومة الفلسطينية من أوراق قوة، قادرة على الضغط على الاحتلال للذهاب إلى صفقة جديدة، لكن لا شك الآن هناك معاندة داخلية إسرائيلية للوصول إلى هذه الصفقة”.

وعدّ أن تحرك عائلات الجنود الأسرى لدى المقاومة، لا سيما الجنديين هدار جولن، وشؤول آرون، سيكون له الأثر لإنجاز صفقة جديدة.

وأضاف: “الاحتلال الآن غير جاهز داخليا للذهاب إلى صفقة، وغير مستقر سياسيا، والواقع العسكري أيضا غير منضبط، وبشكل أو بآخر لديه تهديدات مختلفة، ولهذا هو لا يريد أن يدخل في صفقة جديدة في هذه الظروف، بالإضافة إلى أن البيئة الإقليمية والدولية لا تساعد على ذلك”.

“لهذا أنا باعتقادي في حال نضجت هذه العوامل سنكون نحن أمام صفقة، ربما تكون أوسع من الصفقة الأولى، لأن ما تمتلكه المقاومة الفلسطينية أكثر مما كانت تمتلكه إبان أسر شاليط”، في تقدير المدهون للموقف.

يوم النصر
وعدّ الكاتب والمحلل السياسي، هشام ساق الله، أن يوم الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2011، “يوم من أيام النصر والتمكين للشعب الفلسطيني وللأسرى”.

وأضاف: “هذا الحدث الكبير الذي أدخل السرور والفرح في قلوب أبناء شعبنا، رغم ما عاناه خلال فترة أسر شاليط من حروب وويلات، ولكنه في النهاية أثمر الإفراج عن أسرى، ما كان لهم أن يروا النور إلا بهذه الطريقة”.

ورجح “ساق الله” أن الشعب الفلسطيني يقترب من صفقة تبادل جديدة، سيتم بموجبها الإفراج عن بقية الأسرى في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أن الأمر مسألة وقت، حتى تنضج الظروف الدولية والإقليمية والإسرائيلية.

جاهزية المقاومة
وأكد أن المقاومة الفلسطينية جاهزة لهذه الصفقة، ولكن على “إسرائيل” أن تدفع الثمن، كما دفعته في صفقة “وفاء الأحرار1″، ودون ذلك لن يرى جنودها النور.

وأوضح أن المقاومة لن تعطي أي معلومة عن الأسرى الموجودين لديها أو الجثث دون مقابل.

وكانت “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة “حماس” قد أعلنت في الثاني من نيسان/ إبريل 2016، أن في قبضتها أربعة من جنود الاحتلال، ونشرت أسماءهم وصورهم، دون إعطاء المزيد من المعلومات، مؤكدة أن أي معلومات حول الجنود الأربعة لن يحصل عليها الاحتلال إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها، مشيرة إلى عدم وجود أي مفاوضات بهذا الشأن.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، من الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني من أصحاب الأحكام العالية وقدامى الأسرى، وذلك بعد مفاوضات غير مباشرة مع دولة الاحتلال، برعاية مصرية استمرت خمس سنوات متواصلة، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...