الثلاثاء 25/يونيو/2024

الأسير محمد الطوس.. لم تكسره سنوات الاعتقال الـ35 بسجون إسرائيل

الأسير محمد الطوس.. لم تكسره سنوات الاعتقال الـ35 بسجون إسرائيل

ثلاثة عقود ونصف أمضاها الأسير الستيني محمد الطوس في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لم يندم يومًا على تضحية كبيرة قدمها فداءً لوطن أسير ما يزال يرسف تحت نير الاحتلال.

يقول في رسالة له من داخل الأسر: “لستُ نادماً على ما قدمته من تضحية كبيرة فداءً للوطن، وأنا على ثقة أنني سأخرج من السّجن سواءً أسيراً محرراً أم أسيراً شهيداً.”

وتابع الطوس: “إني على يقين أن الفرج القريب وإني على أمل كبير، مع كل ما واجهني خلال سنوات اعتقالي من حرمان وتنكيل”.

وتحدث الأسير في رسالته عن أبنائه وأحفاده، فعندما اُعتقل كان ابنه شادي يبلغ من العمر ثلاث سنوات وابنته فداء سنة ونصف، وابنه الأصغر ثائر ولد وهو مطارد ولم يتمكن من رؤيته إلا بعد أن كبر من خلال زيارات السّجن، وتحرم سلطات الاحتلال اليوم أحفاده وعددهم ثمانية من زيارته على اعتبار أنهم من الدرجة الثانية.

تفاصيل حياة الأحفاد
ورغم أنه لم يعش مع الأحفاد الثمانية لحظات الحرية كغيره من الأجداد، غير أنه يتواصل معهم هاتفيا باستمرار لكنه لم يرهم أبدا، لأن مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي تعدُّهم من الدرجة الثانية من القرابة وترفض السماح لهم بزيارة جدهم.

من خلال مكالماته الهاتفية مع أحفاده، يعرف الجد تفاصيل حياتهم، “هم يشكون له والدهم وبعضهم يطلب منه بإلحاح أن يعود للبيت كي يروه، ويلعبوا معه، ولا يدركون وجوده بالسجن لصغر سنهم، وبعضهم كبر وأصبح يدرك الحقيقة”.

تفاصيل الاعتقال والنجاة من الموت

كما قال عبد الناصر فروانة، المختص في شؤون الأسرى إن الأسير الطوس وكنيته “أبا شادي”، هو من سكان قرية الجبعة قضاء الخليل، وكان قد اعتقل في السادس من تشرين أول/أكتوبر1985 بعد أن نجا بأعجوبة تشبه الأسطورة بعد أن نصبت قوات الاحتلال كمينا عسكريا محكماً في منطقة جبل الخليل، وصبت كل رصاصها وقنابلها على السيارة التي كان يستقلها مع أفراد مجموعته الفدائية التي حاولت مغادرة البلاد، فارتقوا جميعا شهداء فيما تم اعتقال “الطوس” بعد أن نجا بأعجوبة.

وأستطرد قائلا: أصيب “الطوس” بعدة رصاصات، فقُيدوه مصاباً والدم ينزف من جسده، وانهالوا عليه بالضرب المبرح دون مراعاة لوضعه الصحي وإصابته الخطيرة، ومن ثم نقلوه لزنازين التحقيق، وأخضع هناك لتعذيب قاسٍ على مدار ثلاثة أشهر ونيف، ووجهت له تهمة الانتماء لـ “حركة فتح”، ومقاومة الاحتلال، وتنفيذ عمليات فدائية ضمن مجموعة مسلحة وناشطة.

ومن ثم أصدرت إحدى محاكم الاحتلال العسكرية بحقه حكماً بالسجن الفعلي المؤبد (مدى الحياة) لعدة مرات، في الوقت الذي رفض فيه الوقوف في المحكمة أو الاعتراف بها وبقانونيتها.

وأشار فروانة إلى أن الاحتلال كان قد هدم منزله بعد اعتقاله كجزء من الانتقام منه، وعقابا جماعيا لأفراد الأسرة، وقد تنقل خلال سنوات سجنه الطويلة ما بين عدة سجون، وشارك في كل الإضرابات عن الطعام، ويُعدُّ من قيادات حركة “فتح” والحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية.

وذكر فروانة بأن زوجته الحاجة (أم شادي) كانت قد أصيبت بجلطة دماغية عقب إتمام صفقة “شاليط” في أكتوبر عام 2011، متأثرة لعدم إدراج اسم زوجها ضمن قوائم المحررين.

وتدهورت أوضاعها الصحية أكثر بعد أن رفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة من القدامى أوائل عام 2014، وفقا لما تم الاتفاق عليه، بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل” برعاية أمريكية، فدخلت “أم شادي” في غيبوبة لنحو سنة، وتوفيت بعد صراع مع المرض بتاريخ 2-1-2015.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات