الجمعة 28/يونيو/2024

مدرسة أبو عريبان.. فصول متهالكة وأوضاع قاسية وحراك متصاعد!

أملاً في حياة دراسية أفضل لطلاب مدرسة الابتدائية المشتركة “ب، د” التابعة لـ”أونروا” يعيش مخيم النصيرات وسط قطاع غزة مؤخراً حراكاً شعبياً للمطالبة بإعادة بناء صفوف الصفيح القديمة.

وتقدم المدرسة المعروفة محلياً باسم مدرسة “أبو عريبان” خدمة التعليم لأكثر من 3000 طالب، وتضم 11 فصلاً من حجرات الصفيح التي أصبحت تشكل معاناة للطلبة والمعلمين في المدرسة إلى جوار فصول أخرى حديثة البناء نسبيًّا.

وتجمع العشرات من أولياء الأمور والمواطنين أمام مدخل المدرسة مطالبين بإعادة بناء صفوف الصفيح حتى يتمكن الأطفال من الدراسة في ظروف ملائمة أسوةً ببقية مدارس “أونروا”.


null

ورفع المشاركون في الاحتجاج لافتات مطالبة بإنهاء دراسة الأطفال في صفوف الصفيح ومواصلة دعم “أونروا” حتى تواصل تقديم الخدمات الأساسية للطلاب.

صفوف قديمة

الجزء القديم من فصول الصفيح أكل الدهر عليه وشرب؛ فعلاوةً على قدمه وأجوائه الحارّة صيفاً الباردة شتاءً تحتل فصول الصفيح الجزء الغربي من المدرسة فوق منسوب منخفض عن باحة المدرسة.

صبيحة كل يوم يتوجه آلاف الطلاب من المرحلة الابتدائية للمدرسة الواقعة في قلب مخيم النصيرات بجوار مركز شرطة المخيم.

وعلّق المختار توفيق أبو عريبان مالك الأرض التي أقامت “أونروا” فوقها المدرسة بالقول إنه المالك الوحيد للأرض، ولديه عقد إيجار تعهد فيه عام 2015 بالموافقة على إعادة البناء وحلّ جميع المشاكل التي قد تنجم عن إعادة البناء.

وأضاف خلال مشاركته في الاحتجاج لمراسلنا: “أرفض تحميل عائلتي رفض إعادة البناء في مدرسة أقيمت عام 1952م فوق قطعة أرض أملكها. لدي إقرار تعهدت فيه بالموافقة عام 2015 بإعادة البناء. الطلاب يعيشون في صفوف الصفيح بحالة سيئة، ولا بد من إعادة البناء أسوةً ببقية مدارس أونروا في قطاع غزة، وأنا أدعم إعادة البناء لتكون مدرسة مناسبة، وعائلة أبو عريبان تدعم العملية التعليمية”.

وقال نزيه البنا، رئيس مجلس أولياء الأمور، لمراسلنا: “جئنا هنا لنرسل رسالة لإدارة أونروا أن يكون لمدرسة أبو عريبان نصيب من خطة البناء المقررة لعام 2024م، والتي ستشمل بناء مدارس عدة. للأسف هذه من المدارس القليلة التي لا تزال تضم صفوف الصفيح؛ ففي الصيف لا يستطيع الطالب ولا المدرس العمل هنا”.

وأوضح خالد السراج، من اللجان الشعبية التابعة لمنظمة التحرير في المخيم: إن القوى السياسية واللجان الشعبية في المخيم نجحت مع بلدية النصيرات بالتوافق مع أونروا عام 2017 على إبرام أتفاق لإعادة بناء صفوف الصفيح لكن الاتفاق لم يرَ النور حتى اليوم.

وألقى هاني مزهر، من المجلس المركزي لأولياء الأمور، كلمة قبيل انتهاء الوقفة الاحتجاجية طالب فيها بإعادة بناء فصول المدرسة التي لا تصلح لدراسة مئات الطلاب.

وتوسط مزهر عشرات المواطنين الذين رفعوا لافتات مطالبة بإعادة بناء الفصول مضيفاً: “هناك تقصير من إدارة أونروا في إعادة بناء الصفوف، وهذه المدرسة تضم 3000 طالب، وتقع وسط مخيم النصيرات المكتظ بآلاف اللاجئين، ونحن في عام 2020م، وهي المدرسة الوحيدة التي تضم صفوف صفيح لا تلائم أجواء الدراسة”.


null

حرارة دراسية

وتحدث عدد من الطلاب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” في الطريق المؤدي للمدرسة معبرين عن استيائهم من الدراسة في حجرات الصفيح.

وقالت الطفلة نور (9 سنوات): إن الفصل حارٌ جداً منذ بدأت الدراسة، وإنها لا تحسن فهم الدروس التي تلقيها المعلمة في الفصل.

وطالبت السيدة أم محمد أبو عطايا أونروا بإعادة بناء صفوف الصفيح القديمة التي تشكل معاناة متواصلة سواء على صعيد الجو الدراسي أو الصفوف القديمة.

وتابعت: “رأيت معاناة أبنائنا الأطفال في جو الحرارة الشديدة التي تركت آثاراً على بشرتهم، وكذلك في فصل الشتاء فهم يدرسون في صفوف قديمة غير ملائمة مطلقاً”.

أما إحدى الأمهات التي رفضت الكشف عن اسمها فوقفت أمام مدخل المدرسة ممتدحةً الطاقم الإداري والتعليمي في المدرسة، مشددةً في الوقت ذاته على أهمية وقف معاناة أبنائها وبقية الأطفال في فصول الصفيح.


null

واقع سلبي

ومنذ يومين ينشغل جلال صقر، الأسير المحرر وأحد وجهاء المخيم المشاركين في حشد جميع الطاقات الشبابية في المخيم، للمشاركة في الاحتجاج لرفع الصوت عالياً بضرورة تحسين ظروف دراسة الأطفال، وللضغط على (أونروا) للاهتمام أكثر بما تم الاتفاق عليه مسبقاً.

وقال محمد زريد، أحد سكان المخيم: إنه جاء للمشاركة انطلاقاً من الحاجة الماسّة لتغيير ظروف حياة اللاجئين بعد سبعين عاما من التهجير أملاً في حياة كريمة.

وتابع: “الطلاب يعانون من البرد الشديد في الشتاء وحرارة الصيف الحارقة”، مطالباً بمواصلة الدعم لأونروا حتى تتمكن من خدمة أبناء اللاجئين في المخيم.

ورأى المواطن أبو أيمن الشاعر أن المدرسة تقع في وسط المخيم، وأن الاحتجاج جاء لإطلاق صرخة استغاثة لإزالة صفوف الصفيح، وإعادة بناء صفوف تحسّن قدرة الأطفال في التحصيل الدراسي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات