أحمد صلاح.. بطل فلسطيني عابر للرياضات

في أقصى جنوب قطاع غزة، يستيقظ اللاعب الرياضي أحمد صلاح ويركض متجها لشاطئ بحر مدينة رفح ليتنفس حريته ويمارس الطقوس الرياضية الصباحية، فهو المكان الوحيد المتاح له لممارسة تمارينه التي ساعدته على الصمود في وجه الحصار المطبق على غزة منذ 13 عاما، وقادته للتتويج في ثلاثة ألعاب رياضية مختلفة.
ويعد أحمد صلاح (20 عاما) حالة غريبة بين الرياضيين العرب؛ فهو بطل رياضي محترف في ثلاثة أندية رياضية في محافظات مختلفة، إلى جانب مواصلته الدراسة في كلية الرياضة بجامعة الأقصى في غزة.
ويهوى صلاح منذ طفولته الرياضة، وكان يمارس كرة القدم والسلة والطائرة في الشارع وفي المدرسة.
وسمحت له لياقته العالية بتمثيل فريق مدرسته حارسَ مرمى في كرة القدم، ولعب أيضا في فريقي السلة والطائرة، قبل أن يكتشفه مدرب الألعاب الرياضية في المدرسة تامر جودة ويختاره في فريق رفح بمديرية مدارس أونروا في الجنوب، كما ضمه جودة لنادي خدمات رفح لكرة اليد للناشئين الذي كان يدربه.
وقدم صلاح أداء مميزا في عامه الأول كلاعب يد، وفي العام التالي انضم للفريق الأساسي لكرة اليد في نادي تل السلطان الرياضي، وصعد مع النادي لدوري الدرجة الممتازة، وكان من الهدّافين المميزين رغم أن عمره لم يتجاوز 17 عاما، وشارك في بطولة مع المنتخب الفلسطيني للشباب لكرة اليد للناشئين العرب عام 2016 في الأردن.

null
لكن حب صلاح للرياضة دفعه للعب كرة السلة في نادي خدمات رفح، وانضم للفريق وفاز معه في أول عام بدوري كرة السلة في قطاع غزة لفئة الناشئين عام 2015، وانتقل عام 2017 للعب كرة اليد من نادي تل السلطان الرياضي إلى نادي خدمات النصيرات (وسط قطاع غزة) وحصل معه على وصيف دوري وكأس قطاع غزة.
يقول صلاح: “كانت البدايات صعبة، لكن الرياضة تجري في دمي منذ الطفولة. أكثر ما يثير اهتمامي النظر للاعبين المحترفين وحركات الطيران والتسديد، كنت أقلدها بفضل بنيتي الجسدية التي تسمح لي، وفي السنة الدراسية الأولى بالجامعة وصلني عرض للعب كرة الطائرة مع نادي خدمات جباليا”.
وأضاف “انضممت لفريق الناشئين في نادي خدمات جباليا لكرة الطائرة بعد أن أقنعني لاعب المنتخب الفلسطيني لكرة الطائرة جمال أبو زعيتر بالانضمام لأنه يعلم أنني لعبت الطائرة بالمدرسة وكنت بطل المدرسة، وانضممت للفريق، وشاركت معهم ببطولة الطائرة على مستوى قطاع غزة، وحصلنا على وصيف البطل، وقدمت أداء لافتا، وحصلت على تكريم خاص”.
النجومية في غزة
تألق صلاح في كرة الطائرة دفعه للانضمام للفريق الأساسي في نادي خدمات جباليا، وهو حاصل على المركز الأول معه على مستوى دوري كرة الطائرة في قطاع غزة لهذا العام، وأصبح اللاعب الوحيد في فلسطين الذي يوفق في احترافه في ثلاثة أندية محلية مختلفة، وفي ثلاثة ألعاب رياضية مختلفة.

null
حصل صلاح في 26 أغسطس/آب الماضي على بطولة كأس القدامى لكرة اليد مع فريق خدمات النصيرات، وعاد في الرابع من سبتمبر/أيلول الحالي ليتوج مع الفريق نفسه بكأس السوبر لكرة اليد، وكان اللاعب الأبرز.
وكان الموعد في التاسع من الشهر الحالي مع التتويج بكأس قطاع غزة لكرة السلة مع فريق خدمات رفح، وهو اللقب الأول في تاريخ ناديه.
معاناة مع المنتخب
شارك صلاح مع المنتخب الفلسطيني لكرة الطائرة في التصفيات المؤهلة لكأس الاتحاد الآسيوي هذا العام في البحرين، لكن المنتخب لم يوفق بسبب عدم التحضير الجيد للفريق، في إطار الحصار الإسرائيلي الذي يفرض على لاعبي غزة الانتظار حتى صدور التصريح، وتأتي الموافقة للسفر وقد شارفت البطولة على الانطلاق.
واستدعي صلاح لمنتخب فلسطين لكرة السلة هذا العام، لكنه ينتظر الحصول على موافقة إسرائيلية لإتمام التدريبات بالضفة الغربية، ويقول: “المشكلة الأساسية للرياضيين في غزة هي أن لاعب المنتخب الفلسطيني بغزة مقيد الحركة، ومشاركته في أي بطولة مرتبطة بالحصول على تصريح من الجانب الإسرائيلي، وهو التصريح الذي نحصل عليه قبل يوم أو يومين من انطلاق البطولة”.
ويضيف “لا نستطيع التمرن جيدا، ولا نستطيع الاندماج مع لاعبي الضفة الغربية، ونكون مرهقين ونجبر على اللعب، لماذا؟ لأننا في قطاع غزة المحاصر وحركاتنا مقيدة، فمن الطبيعي أن نخسر، لكننا لا نختلف عن اللاعبين في الدول العربية، بل نملك أحلاما وطموحا لتحدي الظروف أكثر”.

null
لا يحصل صلاح على مرتب رسمي رغم أنه لاعب محترف في ثلاثة أندية، فحال اللاعبين الرياضيين في غزة ليس كحال اللاعبين في الدول العربية، لأنهم يضطرون للعمل إلى جانب نشاطهم الرياضي الذي لا يضمن لهم سوى بعض المكافآت الشهرية أو عند تحقيق البطولات.
يقول: “لا يقارن اللاعب الرياضي في غزة مع أي دولة أخرى، على صعيدي الشخصي أحصل من كل ناد على مكافأة شهرية أقل من مائة، جميعها مصاريف شخصية لأكمل حلمي الرياضي، هذه حال الرياضة في غزة، لا يوجد اقتصاد يدعم الرياضة ولا رجال أعمال ولا شيء، اللاعب في غزة يصمد ليلعب لأنه يحب الرياضة”.
وأوضح أن الرياضيين في غزة “لا يحصلون على رواتب ولا يحظون بالاهتمام، ولا تتوفر لهم الظروف المناسبة، فأغلبهم يعود من عمل مرهق ليلعب ويتمرن مع ناديه”.
حصل صلاح مؤخرا على عرض اختبار مع أحد الأندية المصرية المحترفة، وقد يكون ذلك بوابة له نحو تحقيق إنجازات أخرى بعيدا عن أزمات غزة وحصارها.
المصدر: الجزيرة
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...

صحة غزة: حصيلة حرب الإبادة ترتفع إلى 52,576 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت زارة الصحة بقطاع غزة، بأن 32 شهيدًا منهم 9 انتشال، و119 إصابة وصلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية....

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...