الجمعة 09/مايو/2025

سيناريو إجراء انتخابات إسرائيلية ثالثة يلوح في الأفق

سيناريو إجراء انتخابات إسرائيلية ثالثة يلوح في الأفق

هذه فعلاً الأيام الأولى لمحاولة فهم أي حكومة يمكن أن تنتج عن تعقيدات الانتخابات الإسرائيلية التي تولد الصداع. لم يتم الحصول حتى على النتائج النهائية بعد. لكن النتيجة التي يدّعي الجميع في “إسرائيل” أنهم يريدون تجنبها بدأت تلوح في الأفق.

لم يجد أي من قادة المعسكرين المنافسين، رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ومنافسه بيني غانتس، تأييد غالبية أعضاء الكنيست الحاليين البالغ عددهم 120 عضوًا.

لقد أكد زعيم الليكود نتنياهو الآن على دعم الحزبين اليهوديين المتشددين، حزب “شاس” و”يهدوت هتوراة”، وحزب “يمينا” القومي الديني.

ويمكن أن يفترض رئيس “أزرق أبيض” غانتس أن الحزبين اليساريين، “المعسكر الديمقراطي” وحزب “العمل-غيشر”، سيؤيدانه، وأن القائمة العربية المشتركة ستعمل أيضًا على محاولة منع ولاية أخرى لنتنياهو.

لكن أفيغدور ليبرمان من “إسرائيل بيتنا” – المتشدد المقيم في المستوطنات، الذي في طرف نتنياهو من الخارطة السياسية بما يتعلق بقضايا الأمن، ولكنه يهودي علماني يتوافق مع فكر “أزرق أبيض” في تصميمه على مواجهة الإكراه اليهودي المتشدد – يحمل مفتاح توازن القوى بين الكتل.

بعد سعيه لتعزيز مكانته من خلال توحيد الحلفاء الثلاثة لليكود خلفه، دعا نتنياهو غانتس -الخميس- بشكل مخادع إلى مقابلته “دون شروط مسبقة” لإجراء محادثات حول تحالف “الوحدة”.

كالمتوقع، رفض غانتس ذلك. رئيس “أزرق أبيض” فعلاً يريد ضم الليكود إلى ائتلاف “وحدة” – لكن تحت قيادته، وفقط بعد أن يترك الليكود نتنياهو ليواجه مشاكله القانونية.

وكان نتنياهو يعلم جيدًا أن غانتس سيرفض عرضه. هدفه هو أن يبدو كأنه يسعى إلى حكومة وحدة، أن يبحث عن أي نقاط ضعف في صفوف أعضاء الكنيست الذين يقفون إلى جانب غانتس، أن يجعل نتائج الانتخابات بطريقة ما تصب بمصلحته، وإذا فشل كل شيء آخر، إلقاء اللوم على غانتس العنيد ظاهريا لرفضه مبادراته، والتأدية إلى انزلاق “إسرائيل” نحو انتخابات ثالثة، ما يؤكده لنا جميع القادة المنتخبين أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لمنعه.

غانتس، من جانبه أكد أن نتنياهو قد خسر، بالرغم من تردده في إعلان النصر، وسيبحث أيضًا عن نقاط ضعف بين مؤيدي نتنياهو. قد يكون لديه عدد أقل من المؤيدين المباشرين في كتلته، حسب ما إذا كانت القائمة العربية المشتركة المزدهرة توصي به كرئيس للوزراء، وما إذا كان ليبرمان سيتبنى موقفا عندما يتوجه للقاء الرئيس رؤوفين ريفلين مساء الأحد. لكن غانتس يبني على أنه خلال الأسابيع أو حتى الأشهر المقبلة من المفاوضات الائتلافية المتعثرة، سيبدأ الليكود في الانهيار.

وبينما احتمال إجراء انتخابات ثالثة الحل الأخير إذا لم يستطع أحد تشكيل ائتلاف – يلوح في الأفق، كما يأمل، سيبدأ المشرعون في الليكود التفكير بأن حزبهم سيحقق نتائج أسوأ في الجولة القادمة. ويبدو كأنه قد انخفض بحوالي أربعة مقاعد من 35 مقاعده في أبريل، لكنه فقد أكثر من ذلك في الحقيقة، نظرًا لكونه ضم إلى صفوفه في انتخابات الثلاثاء حزب كولانو، الذي فاز بأربعة مقاعد بمفرده.

وكسبت الأحزاب اليهودية المتشددة بعض المقاعد، لكن مشرعي الليكود بالتأكيد لاحظوا صعود القائمة المشتركة والارتفاع الكبير بدعم ليبرمان الذي عرف ناخبوه في انتخابات الثلاثاء، على عكس انتخابات أبريل، أن التصويت لمصلحة “إسرائيل بيتنا” لم يعد بالضرورة تصويتًا لحكومة بقيادة نتنياهو.

علاوة على ذلك، بحلول موعد إجراء انتخابات ثالثة، قد يكون نتنياهو قد اتُّهم في قضايا الفساد ضده. وبينما قد يحاول بائسا حينها أن يصور نفسه على أنه ضحية صيد ساحرات سياسي، إلا أن هذه المناورة لم تكن لمصلحته، الثلاثاء.

وحقا، العديد من مناوراته المألوفة أدت إلى نتائج عكسية، بما في ذلك الكاميرات في مراكز الاقتراع العربية ضمن حيلة “تزوير الناخبين”، وشيطنة الحملة الانتخابية العربية، ومقابلات وحملات “تبا… نحن نخسر الانتخابات” في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المكثفة.

نتنياهو في حالة دفاع، واضطر إلى إلغاء رحلته إلى الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، وبالتالي أجبر، بشكل مخزٍ، على إلغاء اجتماع مخطط مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي رد الأربعاء بالإعلان المدمر عن أنه لم يتحدث مع نتنياهو منذ الانتخابات، وأنه على أي حال، “علاقتنا مع إسرائيل”. لكن، في الوقت الحالي، حزبه يقف إلى جانبه.

وبينما يأمل غانتس أن يبدأ الليكود في الانهيار، يبحث نتنياهو عن خيارات بديلة، يحاول تحصيل المزيد من الوقت، مع امتياز كونه رئيساً للوزراء. وهذا هو الشرق الأوسط، حيث يمكن أن تتدخل الشؤون الخارجية في أي لحظة بمخططات السياسيين؛ حيث يمكن أيضًا تشجيع الشؤون الخارجية على التدخل.

لقد عبر للناخبون الإسرائيليون عن رأيهم. ويصرّ الشخص الوحيد الذي يمكنه بمفرده كسر الجمود الذي خلقناه، ليبرمان، على شراكة الوحدة، التي يزعم كلا زعيمي الحزبين الرئيسيين أنهما يرغبان بها، ولكن ليس مع بعضهما بعضًا.

وهكذا سيبدأ نتنياهو -الأحد- المهمة الحساسة المتمثلة بمحاولة تحويل إرادة الشعب، إرادة الشعب المتنوعة، إلى قيادة واقعية لـ”إسرائيل”، لإقناع ممثلينا المنتخبين بتشكيل حكومة مستقرة ما. وإلا فليعدّ نتنياهو ذلك أمله الأخير، ويعتقد غانتس أن ذلك سيؤدي إلى تعزيزه. قد يتعين علينا تكرير هذه التجربة مرة أخرى.

المصدر: عكا للشئون الإسرائيلية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...