عزون.. البلدة الثائرة بوجه الاحتلال

ذات مرة قال ضابط إسرائيلي خلال مباحثات حول تواصل إلقاء الحجارة على مركبات المستوطنين على طريق عزون “أهل عزون مثل أهل غزة ما إلهم حل”.

وتلخص هذه العبارة واقع الحال في عزون بقلقيلية التي لا تنطفئ فيها جذوة الاشتباك مع الاحتلال بالرغم من أنها لا تحظى بالشهرة الإعلامية التي تحظى بها مواقع أقل منها من حيث حدة المواجهة.

ولم تكن عملية طعن مستوطنين في البلدة السبت (7-9-2019) سوى وجه من أوجه الاشتباك المستمر مع المحتل في هذه البلدة التي قدر لها أن تقع في فخ حزام استيطاني حاصرها وحول حياتها إلى جحيم.

يقول الناشط حسن شبيطة من عزون لمراسلنا إن قوات الاحتلال فرضت حصارا مشددا حول القرية، وأغلقت المداخل كافة عقب عملية الطعن، ولكن ذلك ليس استثناءً في حياة البلدة، فمدخل البلدة الرئيسي مقام عليه بوابة حديدية كثيرا ما تغلق حسب مزاج الجنود بذريعة المواجهات، كما أن المدخل الآخر للبلدة مغلق منذ 17 عاما فيما تشهد باقي المداخل إقامة حواجز مفاجئة بشكل مستمر.

ويوجد على أراضي بلدة عزون ثلاث مستوطنات هي: معاليه شمرون (تأسست عام 1980) وتبلغ مساحتها (1903 دونما)، وغنات شمرون ( تأسست عام 1985)، وتبلغ مساحتها (484 دونما)، وكرني شمرون (تأسست عام 1978)، وتبلغ مساحتها (7339 دونما)، عدا عن المستوطنات المجاورة جينات شومورن، الفيه منشية، تصوفيم، عيتص أفرايم. وتعدُّ هذه المستوطنات سبب التوتر في البلدة.

null
تحريض مستمر

وتكرر ورود اسم عزون مرارا وتكرارا في وسائل الإعلام العبرية وسط حالة من التحريض الصهيوني على البلدة واتهامها بأنها حاضنة لإرهابيين يهاجمون بشكل مستمر المستوطنين ودوريات الاحتلال في محيط البلدة.

وأعلن جيش الاحتلال عشرات المرات عن سلسلة إجراءات عقابية بحق أهالي البلدة، وفرض طوق حولها عديد مرات بهدف الضغط على الأهالي لردع أبنائهم عن إلقاء الحجارة على مركبات المستوطنين.

ويرى المواطن علي بدوان في حديثه لمراسلنا أن الاحتلال يتجاهل المشكلة ويركز على العوارض، فالمشكلة أن الاستيطان يحيط بالبلدة من كل جانب، وقد صادر معظم أراضيها، فيما شكل طوقا حولها، وهذا لب المشكلة.

ولا يخفى على الزائر لعزون أنه داخل لسجن كبير يجب أن يحسب حسابا لكيفية الخروج منه، فقد أحاطت قوات الاحتلال البلدة بالأسلاك الشائكة التي ما أن تصل إليها من الشارع الرئيسي لقلقيلية حتى تعرف أنك قد اقتربت من عزون، فيما يقابلك عند الدخول للبلدة بوابة حديدية تكون محظوظا إن كانت مفتوحة، وقد تضطر لإلغاء دخولك للبلدة إن كانت مغلقة.

فتية مغيبون بالسجون

وتعدّ عزون أكثر موقع في فلسطين من حيث عدد الأسرى الأطفال والقصر، حيث يعود ذلك إلى كثرة الاعتقالات التي تقوم بها قوات الاحتلال في البلدة لتهمة محددة وهي رشق الحجارة والتي عادة ما يقوم بها الفتي، حيث طالت هذه التهمة المئات من أبناء البلدة، وفي فترات معينة وصل عدد الفتية المعتقلين نحو 150، فيما يشير الأهالي لمراسلنا إلى أن جميع منازل البلدة قد دُهمت على فترات متفاوتة.

ويستهجن المواطن علي رضوان لمراسلنا عدم التركيز الإعلامي على معاناة القرية، فما تعايشه القرية من احتكاك يومي وإجراءات عقاب جماعي على مدار الساعة لا تلقى الاهتمام الكافي من وسائل الإعلام، فيما لا تنصف البلدة أيضا من الحكومة على صعيد البنية التحتية سيما وأنها نقطة تماس ساخنة تتطلب توفير الخدمات بداخلها.

null
null