السبت 31/أغسطس/2024

رسامو كاريكاتير أطفال بغزة ينقلون هموم الوطن بأناملهم الصغيرة

رسامو كاريكاتير أطفال بغزة ينقلون هموم الوطن بأناملهم الصغيرة

في معرض رسومات الكاريكاتير “خطوط وخطوات حرّة” عبّرت الأنامل الصغيرة بغزة عن واقع المعاناة ومشاكل الحياة اليومية بغزة.

بدأت الحكاية من دورة فنية شارك فيها أطفال من قطاع غزة تعلّموا رسم “الكاريكاتير” وعبروا باستخدام الألوان والورق عن قضايا الطفل والحياة.

وكان ثلاثة فنانين تشكيليين شبان بادروا بتنظيم دورة لتعليم الأطفال رسم فن “الكاريكاتير” ناقلين بذلك تجربتهم المتراكمة في هذا الفن.


null

تجربة فنيّة

على جدران الحجرة العلوية بمبنى وزارة الثقافة تستقر رسومات عن الحريّة والحصار وقضايا التعليم والأسرى.

تقول عطاف النجيلي، الفنانة التشكيلية، إن الفكرة جاءت بعد دورة رسم “الكاريكاتير” التي رعاها الفنان هشام شمالي لعدد من الشبان أراد ثلاثة منهم نقل التجربة للأطفال.

وتضيف لمراسلنا: “اقترح الفنان شمالي نقل التجربة للأطفال ثم اقترحنا دورة للأطفال، علمناهم طوال 10 أيام أساسيات رسم الكاريكاتير التي تعلمناها من شمالي، عبروا عن خيالهم مع جانب ترفيهي رسمنا معهم على ورق الشجر، ثم استخدمنا الألوان على الورق، ورسموا عن الأسرى والحصار والحياة اليومية”.

أما الفنان إيهاب شلا فيرى أن التجربة نقلت الأطفال بعد أنشطة ترفيهية إلى أعماق إحساسهم بما حولهم في الحياة.

ويؤكد لمراسلنا أن “الكاريكاتير” يناقش دوماً فكرة وقضية؛ حيث عبّر الأطفال طوال ساعتين يوميًّا عمّا يعرفون من أفكار مثل التعليم والتضامن مع الأسرى وضحايا غزة.

ويقول الفنان محمد الحتو، إن رسومات الأطفال من عمر (10-15) عاما تجمعت في معرض صغير عبروا فيها عن قضايا الحياة اليومية.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ركزنا لإظهار كاريكاتير بأقلام الأطفال ليعبروا هم عما يشعروا به، بينما اتجه الكاريكاتير دوماً لأفكار سياسية واجتماعية صاغها من هم أكبر سنًّا”.

أكثر ما أثار انتباه الحتو أن الأطفال عبروا في رسمهم عن الحريّة والشهداء وإغلاق المعابر، وأن ما قدمه الأطفال هو أول معرض “كاريكاتير” بأقلام أطفال فلسطينيين.

أما الفنان هشام شمالي رسام الكاريكاتير منظّم المادة العلمية والفنية للدورة، فيرى أن تجربة الأطفال هي الأولى في رسم الكاريكاتير بالوزارة، أبرزت اتجاهات أطفال أبدعوا في مجال السياسية والقضايا الوطنية وحتى جمال الطبيعة.

ويؤكد شمالي لمراسلنا أن وزارة الثقافة تولي اهتماما مؤخراً فن الكاريكاتير الذي لا يحتاج لقواعد بقدر حاجته إلى فكرة قويّة من الممكن استثمارها في أصابع أطفال موهوبين ظهر منهم ثمانية مبدعين في دورة كاريكاتير الأطفال.


null

أنامل صغيرة

يتنقل الأطفال بين مقاعد الحجرة وجدران ثبّتوا فوقها ما رسموه في عشرة أيام، وتتناثر الأقلام ورسومات جاهزة بين راحاتهم الصغيرة ومنضدة الحجرة العلوية للمعرض.

ويبدو الطفل عز الدين المدهون منشغلاً بوضع الخطوط الأولى لرسمة كاريكاتير عن طفل فلسطيني يعاني من الحصار، وأنه تمكن من ترجمة قضايا سياسية بشكل ساخر.

ويضيف لمراسلنا: “رسمت عن التلوث والأزمة السياسية وأطفال غزة الذين يفتقدون الأمن والأمان بسبب عدوان الاحتلال؛ فلا يتمتعون بمأوى ولا حريّة ولا ألعاب كبقية دول العالم”.

تنتاب المدهون حماسة الحديث عن رسمه ورسومات زملائه فيبدأ في جولة تعريفية للرسومات المثبتة على الجدران شارحاً ملخّص وهوية كل رسمة مكتملة.

وتقف الطفلة هدى بجوار إحدى رسوماتها المثبّتة على الجدار التي تعبّر عن اهتمام الطفل بغزة باستخدام الإنترنت في الأجهزة اللوحية (آي باد).

وتضيف: “هذه الفكرة كانت برأسي وترجمتها على الورقة، لأن الطفل يحب استخدام الإنترنت، غزة حلوة وتحب الحياة”.

أما الطفل يزن العبادلة امتدح ما تعلمه في فن الكاريكاتير معتزاً بلوحة نصبت على الجدار أسماها “التعليم بالقطّارة” في إشارة لمعاناة الأطفال والطلاب بغزة بينما تنال قضايا أقل أهمية الرعاية في المجتمع الفلسطيني.

وترى الطفلة رهف أن الدورة أضافت لها إمكانية التعبير عن مشاعرها عندما رسمت أحد جنود الاحتلال وهو يقتل أطفالا وشبانا فلسطينيين تمنوا السلام والحرية.

أما والدتها، فتؤكد أنها كانت مهتمة باستكمال تعلمها للرسم في مجال جديد على الأطفال الموهوبين يمنحهم فرصة التعبير عن واقعهم.

وتتابع: “وجدت لها طريقة خاصّة لتعبر عن إحساسها وفهمها لما يجري حولها، تمتلك مهارة الكتابة، والآن تستخدم الأوراق والألوان لنقل مواضيعها المكتوبة على شكل رسومات”.

ويعلّق د. أنور البرعاوي وكيل وزارة الثقافة؛ إن تجربة الأطفال دوماً محل اهتمام وزارة الثقافة، لأن الأعمال الفنيّة عامةً سلاح من أسلحة المقاومة عن الحق الفلسطيني.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات