الثلاثاء 25/يونيو/2024

عين بوبين.. منطقة فلسطينية خلابة يسعى المستوطنون لسلبها

عين بوبين.. منطقة فلسطينية خلابة يسعى المستوطنون لسلبها

تقع عين بوبين الشهيرة في أراضي بلدة دير ابزيغ قضاء مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، والتي تحولت إلى اسم متداول بعد عملية المقاومة الأخيرة التي أدت لمقتل مجندة وجرح اثنين آخرين بعبوة ناسفة.

وشكل استهداف المقاومة لهذا الموقع مناسبة لكشف أطماع المستوطنين في مصادر المياه الطبيعية في الضفة الغربية، إذ لا يترك المستوطنون نبع ماء صغير أو كبير في الضفة الغربية إلا أقاموا عليه مستوطنة أو فرضوا أمرا واقعا بمنع الفلسطينيين من الولوج إليه.

وتعدًّ عين بوبين أشهر عين مياه في تلك المنطقة حيث تقع في منطقة جميلة من حيث طبيعتها الخلابة وتمتاز بتدفق عال للمياه.

واسم “بوبين” كنعاني الأصل ما زال محافظا على ذات التسمية حتى اليوم، وهو الاسم الذي قد يكون مشتقًا من وجود بابين لعين الماء؛ إلا أن المستوطنين يسعون منذ سنوات لتغيير اسم العين من عين بوبين الكنعاني إلى “عين داني” وهو اسم مستوطن قتل قبل خمس سنوات في ذات الموقع الذي جرت فيه العملية الأخيرة.

ويشير الجهاز الفلسطيني للإحصاء المركزي، إلى أن العدد الإجمالي للينابيع في الضفة الغربية يقدر بحوالي (530) ينبوعًا، يتدفق منها نحو (26.8) مليون متر مكعب من المياه سنويًّا.

ويعتمد المزارعون في تلك المناطق على هذه العيون في الزراعة المروية وسقي الماشية والشرب، عدا عن أنها تعد مناطق للاستجمام والسياحة الداخلية للمواطنين.

مخططات سيطرة مستمرة
يقول المزارع محمد طليب لمراسلنا: “منذ سنوات والمستوطنون يخططون للسيطرة على عين بوبين وتهويدها، فحولوا حياة سكان المنطقة إلى جحيم لا يطاق، ففي موسم قطف الزيتون يتم اقتلاع أشجار الزيتون القريبة من العين، كما ينتشر المستوطنون في كمائن ويعتدون على المزارعين ويمنعونهم من الوصول إلى أراضيهم القريبة من العين”.

كما سعى المستوطنون إلى التعامل مع المنطقة على أنها محمية طبيعية لهم ينظمون زيارات منتظمة لها متجاهلين تماما أصحاب الأراضي من سكان دير بزيغ والبلدات المجاورة، إذ كيف تفلت منطقة بهذا الجمال الخلاب في الضفة الغربية من سيطرة استيطانية كاملة.

ويشير رئيس مجلس قروي دير أبزيع، نعيم جعوان لمراسلنا إلى أن عين بوبين تقع في قلب أطماع المستوطنين في إطار خططها في السيطرة على مصادر المياه.

وذكر أن المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال، عبدوا الطريق المؤدي لموقع العين قبل اقتحام مئات المستوطنين له مجددا.

وأشار إلى أن مستوطنة دوليب المقامة على أراضي المنطقة تشكل نقطة انطلاق للسيطرة على موقع العين واقتحاماته المستمرة، حيث لا يكل مستوطنو دوليب من محاولاتهم السيطرة عليها.

سرقة للتاريخ
وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة “أوتشا”  فإن سلطات الاحتلال تهود الينابيع التي تسيطر عليها في الضفة الغربية في إطار خطة ممنهجة، حيث قالت “أوتشا” إن سرقة الينابيع تتم من خلال تأشير النبع كموقع سياحي، ويمنحونه اسماً عبريًّا للإيحاء بأن له حضور في التاريخ العبري اليهودي المزعوم في فلسطين.

وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال تعمد بعد ذلك إلى إحداث تغيير تدريجي في جغرافي الموقع من قبيل بناء منشآت حول عيون المياه وتأهيلها سياحيا للمستوطنين، وعمل مرافق ترفيه فيها حتى يتم السيطرة الكلية عليها.

وسيطر المستوطنون بشكل كامل على (56) ينبوعًا، عملوا على تغيير أسمائها العربية إلى أسماء عبرية، ومنعوا وصول الفلسطينيين لها بالتهديد والترهيب، وبتسييجها أو ضمها لنطاق المستوطنة القريبة، كما استهدفوا عديد عيون مياه أخرى من خلال تدميرها أو تلويثها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

موسكو - المركز الفلسطيني للإعلام التقى الدكتور موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الممثل الخاص لرئيس...