الجمعة 28/يونيو/2024

تفجيران انتحاريان بغزة.. تضامن فصائلي تشذ عنه حركة فتح

تفجيران انتحاريان بغزة.. تضامن فصائلي تشذ عنه حركة فتح

بخلاف الإجماع الفصائلي والشعبي على رفض وإدانة التفجيرين الانتحاريين مساء الثلاثاء اللذين أديا لارتقاء ثلاثة شهداء من أفراد الشرطة الفلسطينية، شذّ موقف حركة فتح، بتصريحات استفزازية لقياديين فيها مارسا التشفي والتبرير.

ففي الوقت الذي توالت فيه بيانات الإدانة الحازمة من جميع الفصائل، وسط تضامن واسع مع الشرطة والأجهزة الأمنية في غزة، التي كانت تلملم جراحها جاءت تصريحات نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، الذي حاول تبرير الجريمة، ورئيس المكتب الإعلامي للتعبئة والتنظيم بحركة فتح منير الجاغوب الذي مارس التشفي؛ لتشعل غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال العالول -وفقا لحديث إذاعي-: “لا نريد أن نستبق الأحداث، لنرى ما الذي يجري ومبررات هذه المسألة (..) نأمل ألا تكون الضغوط التي تمارسها حماس على الكثير من فئات شعبنا تؤدي إلى مثل هذه الحالة”، وهو ما بدا – وفق الخبراء- محاولة لتبرئة الاحتلال الصهيوني وأدواته، وإيجاد مبررات لهذا الفعل الإجرامي الذي يحظى برفض الجميع.

أما الجاغوب، فعلق على تفجيري غزة، اللذين وقعا الليلة الماضية، عبر صفحته الشخصية “فيسبوك” بالقول: “لا فرق بين ما حدث في غزة يوم أمس من تفجيراتٍ إرهابيّةٍ، وما تعرّضت له السلطة الوطنيّةُ ورموزها عام 2007 من عملياتِ الاغتيال المنظّم والتفجيراتِ اليومية والسّحلِ في الشوارع”، متابعاً: “عندما ترتكب جريمة انتظر نتائجها عليك”، محاولا هو الآخر إيجاد تبريرات لما حدث، متجاهلا حقيقة سياق أحداث الانقسام، وما سبقها من جرائم قتل نفذتها فرق الموت التابعة للسلطة وحركة فتح في حينه.

وفيما بدا محاولة لتخفيف وطأة التصريحين، أصدرت حركة فتح لاحقا بيانا نددت فيه بالحادث دون نعي للشهداء، واكتفت بتعميمه في بعض الوسائط الإلكترونية دون نشره على موقع وكالة السلطة الرسمية “وفا” كما جرت العادة.

المستهجن في هذه التصريحات – وفق النشطاء الفلسطينيين- أنها تنحو لاستبعاد دور الاحتلال ومخابراته والمرتبطين بها؛ رغم هذا الدور الذي ثبت سابقا في توجيه مثل هذه العمليات لصالح خلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى في الساحة الفلسطينية.

وبخلاف هذه المواقف -التي لقيت استهجانا واسعا على مواقع التواصل- شاركت حركة فتح في اجتماع لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية التي أصدرت بيانا قويا في إدانة التفجيرين الإرهابيين وتأكيد التضامن مع الأجهزة الأمنية والوقوف معها في ملاحقة المجرمين.

انحراف خطير
ورأى الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم في تصريحات بعض قيادات حركة فتح، أنها تأتي ضمن الانحراف الفلسطيني الخطير الذي حصل للقضية الفلسطينية.

وقال قاسم في تصريحٍ خاصٍّ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن مقارنة المشاكل الداخلية بالغزو الإسرائيلي (في إشارة منه إلى الأيدي المخابراتية الصهيونية ووكلائها في تفجيرات غزة) يأتي كنوع من أنواع التطرف الإرهابي.

وأوضح أن تصريحات الجاغوب لم يعد خلالها إلى جذور وأصل المشاكل التي أدت إلى الأحداث عام 2007، مشددًا على أن سبب الاقتتال الفلسطيني الداخلي قد تم التحذير منه عام 1993 بسبب الاتفاقيات مع “إسرائيل”.

وقال: “عندما تريد إسرائيل مهاجمة طرف منا، فإنه يجب الوقوف كفلسطينيين يداً واحدة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، ولا يجوز حرف البوصلة ويتهم بعضنا الآخر”.

وأشار قاسم إلى أن التصريحات التي صدرت عن العالول والجاغوب مقصودة، لافتًا إلى أنها تشكل دعوة للإسرائيليين لارتكاب مزيد من القصف والقتل في قطاع غزة.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي محمود العجرمي: إن الوحدة الوطنية تجلت في أروع صورها بين كل فصائل العمل الوطني المسئولة وهيئات الشعب الفلسطيني على اختلاف ألوانها في إدانة التفجيرين الأخيرين بما يؤكد وحدة الصف الفلسطيني.

نشوز عن المفاهيم الوطنية
وأشار العجرمي في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن التصريحات التي صدرت عن رئيس المكتب الإعلامي لحركة فتح بمنزلة خروج عن الصف الوطني الفلسطيني، ونشوز عن كل المبادئ والمفاهيم الوطنية، وتأتي انسجاماً مع الدور الوظيفي الأمني للسلطة الفلسطينية باعتبارها المقاومة إرهابًا، وفق قوله.

وأضاف أن هذه التصريحات تنسجم مع دور التنظيم الذي لا يشارك في أي عمل وطني، وإنما في تشديد الحصار على قطاع غزة، وقطعه لرواتب المئات من عائلات الشهداء والأسرى.

وأوضح أن هذه التصريحات تدلل على بؤس النموذج القائم الذي يقود المرحلة، ويشي بأن حركة فتح ليست بعيدة عن مثل هذه الممارسات، لافتاً إلى أنها قامت بالكثير من التفجيرات في قطاع غزة ضد أهداف للمقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات