السبت 29/يونيو/2024

جمال ومنتهى.. 50 دقيقة من الحب في سجن النقب الإسرائيلي!

جمال ومنتهى.. 50 دقيقة من الحب في سجن النقب الإسرائيلي!

لم تلتفت يمنة ويسرة، بل استمرت بالنظر أمامها بغية تحقيق هدفها السامي، في الوصول إلى حبيبها، الراسف في سجن النقب الإسرائيلي، والذي ينقطع التواصل معه مع كل اعتقال إسرائيلي يتجدد له منذ 20 عاماً.

حكاية الحب، التي انطلقت من أزقة وشوارع مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، رسمت فصولها منتهى الطويل، زوجة الأسير والقيادي في حركة حماس الشيخ جمال الطويل، والتي يرفض الاحتلال زيارة زوجها في أي اعتقال له، لتنتزع بعد 20 عاماً أول لقاء له في سجن النقب.

اللقاء الذي تصل مدته لـ45 دقيقة، نجحت منتهي في إضافة 5 دقائق له، ليكون أجمل لقاء حب بينهما رغم فوهات بنادق جنود الاحتلال الموجهة نحوهما.

وحققت الأسيرة والمحررة الطويل نجاحاً في انتزاع تصريح لها لزيارة زوجها، لتكون مثالاً مميزاً لزوجات الأسرى، خاضت خلال سنوات اعتقال زوجها الصبر والتحدي لكل قرارات المنع الأمني الإسرائيلي لها.

والشيخ الطويل (56 عاماً) يعد أحد أبرز قيادات حركة “حماس” بالضفة الغربية المحتلة، حيث أمضى نحو 12 عاماً معتقلاً إدارياً في سجون الاحتلال في اعتقالات متفرقة بدأت منذ عام 2002م، وكان أطولها 6 أعوام متواصلة.

كواليس رومانسية!
ونسجت أم محمد، بنفسها خطة رومانسية، للقاء زوجها في قاعة زيارات أهالي الأسرى في سجن النقب، إذ اتفقت مع نجلها يحيى، بأن تكون زيارتها الأولى مفاجأة تقدمها لزوجها الذي اعتاد على رفض الاحتلال لزيارة زوجته له.

وأوضحت الطويل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن زوجها لم يكن يعلم بزيارتها له، قائلة: “أوصيت ابني وأهالي الأسرى على أن يكون لقائي بزوجي مفاجأة له، وألا يتحدث يحيى الذي يعلم والده بزيارته عن مجيئي معه”.

وحينما بدأ لقاء الابن بوالده، طلب يحيى أن يغمي والده عينيه، ليطير فرحاً بعد أن التقى “الحبيب بحبيبه”، ولـ”يطير فرحاً” بلقاء زوجته.

وتصف منتهى أجواء القاعة بعد لقائها بزوجها، فتقول: “امتلأت القاعة بالتصفيق والتهليل أمام جنود الاحتلال، ليطلبوا منا إنهاء اللقاء، إلا أنني نجحت في تمديد اللقاء خمس دقائق أخرى”.

وزادت الفرحة في قلب الأسير أبي محمد، مع اندهاشه عندما فتح عينيه، ليجد زوجته أمامه، مشيرة إلى أن زوجها وجه التحية لأهله وأبناء شعبه.

وأضافت زوجة الأسير له مزيداً من الصبر والصمود، وليكون اللقاء له رونق آخر، بوجودها برفقته بعد إضرابه عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري في سجون الاحتلال وتجديده مرات عدة علّقه بعد 5 أيام متواصلة.

ودعا الطويل إلى تعزيز صمود الأسرى بدعمهم في فعاليات عدة، ومساندة أهاليهم المنتظرين للقاءٍ سعيدٍ خارج أسوار السجن الإسرائيلي.

وأصدرت محاكم الاحتلال العسكرية خلال النصف الأول من العام الجاري، 432 قرار اعتقال إداري بحق أسرى فلسطينيين، منها 294 قرارا بتجديد اعتقال، و138 قرار اعتقال جديد بحق مواطنين فلسطينيين، تمتد من 2 إلى 6 أشهر قابلة للتجديد مرات عدّة.

والاعتقال الإداري هو إجراء تلجأ له قوات الاحتلال “الإسرائيلي” لاعتقال المدنيين الفلسطينيين دون تهمة محددة ودون محاكمة، ما يحرم المعتقل ومحاميه من معرفة أسباب الاعتقال، بذريعة وجود ملف سري.

وتحول تلك السياسة دون بلورة دفاع فعال ومؤثر، وغالباً ما يجدد أمر الاعتقال الإداري بحق المعتقل ولمرات متعددة، بقرار يصدر بناءً على “أمر تعليمات الأمن رقم 1651 الذي يمنح قائد المنطقة العسكرية الحق في احتجاز شخص أو أشخاص مدة تصل إلى ستة أشهر”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات