عملية رام الله.. تطور نوعي يربك إسرائيل

عملية فدائية جريئة في رام الله تضرب نظرية الأمن الصهيوني في مقتل، يصفها جيش الاحتلال بـ”المؤلمة”، بعد إلقاء فدائي فلسطيني عبوة ناسفة تجاه مجموعة من الصهاينة قرب مستوطنة دوليف قرب قرية الجانية بمدينة رام الله.

العملية التي وقعت صباح اليوم أسفرت عن مقتل مجندة صهيونية وإصابة والدها بجراح بليغة، وشقيقها بجراح متوسطة.

هجوم متطور
وصفتها الأوساط الصهيونية بالهجوم الكبير والمختلف والمتطور، وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات: هذه العملية تعد فشلا لسياسة جيش الاحتلال في الحد من تطور المقاومة في الضفة الغربية.

وكانت القناة “13” العبرية، قالت قبل أيام قليلة: إن مصادر أمنية فلسطينية صرّحت أن خلايا تابعة لحركة “حماس” في الضفة الغربية تُخطط لتنفيذ عمليات خلال الأيام القادمة.

ونقل مراسل القناة العبرية، حيزي سيمنتوف، عن مسؤولين أمنيين في السلطة الفلسطينية أن هنالك خلايا تابعة لحركة حماس ستعمل على تنفيذ مزيد من العمليات الفدائية خلال الأيام القادمة.

وأضاف: “هناك معلومات لدى المستويات الأمنية الفلسطينية حول خليتين تضمان منتمين لحركة حماس في مناطق رام الله والخليل”.

وادعى أن “هذه الخلايا تجهّز حاليًّا وتخطط لعمليات تستهدف جنود الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية”.

مرحلة جديدة
المحلل السياسي إبراهيم المدهون قال: عملية الضفة اليوم تطور مهم تعني أننا اقتربنا من المرحلة الجديدة.

وتابع: وكما قلت قبل أيام أن مركز الصراع والمواجهة المستقبلية في مدنها، ولن يهنأ الاحتلال ومستوطنوه بالأمن والأمان مهما أنفق من مليارات.

الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء
وفي السياق، قال صالح النعامي، الخبير في الشأن الإسرائيلي: كرمي غلون، الرئيس الأسبق للمخابرات الداخلية الصهيونية قال يوما: كلما فتحنا زجاجات الشمبانيا احتفالا بتصفية خلية للمقاومة الفلسطينية أو تفكيكها، فوجئنا بتنفيذ عمليات جديدة تذكرنا أن احتفالنا كان سابقا لآوانه.

وأكد النعامي أن عملية رام الله اليوم تدل على أن الفلسطينيين لن يرفعوا الراية البيضاء، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لن يتعايش مع الاحتلال ولن يفرط بقضيته.

وأكد النعامي أن العملية أحدثت عاصفة في الجيش والمستوى السياسي.

جيش الاحتلال وعلى لسان الناطق باسمه رونين مانيليس، قال: إن قواته عززت وجودها في المناطق القريبة من العملية، ونصبت الحواجز، وشرعت في عمليات تفتيش.

وأضاف أن العملية فعلاً ناتجة عن عبوة مصنعة محلياً، ولا يعرف حتى الآن أي تفاصيل عن المنفذ أو الجهة التي أرسلته، وهل هو “محلي” أم له ارتباطات تنظيمية.

مباغتة ونوعية
هذا وقال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: العملية باغتت الجيش بنوعيتها، وكذلك المستوى السياسي الذي يتخبط الآن عبر تصريحات مجنونة خاصة من مجرمي الاستيطان في الضفة، وحتى يسار الوسط الذي استنكر العملية.

وأضاف القرا أن أربع عمليات شهدتها الضفة الغربية خلال شهر، قتل فيها جنود ومستوطنون بين دهس وطعن وإطلاق نار، واليوم عبر عبوة ناسفة.

وتابع: الضفة تشتعل دوما، ومع الوقت ينجح المقاومون في تسديد الضربات رغم الجهد الأمني الذي يتم عبر التنسيق الأمني، مشيرا إلى أن العمليات تهشم نظرية الأمن التي بناها الاحتلال في الضفة الغربية.

ومضى يقول: العملية جاءت في وقت انتخابي حساس وقبل أيام من التصويت، لذلك تعلو صرخات الانتقام والدعوات لتنفيذ الاغتيالات وقتل الفلسطينيين.

وأكد أن العمليات ستتواصل، والعملية القادمة قد تكون مجرد ساعات أو أيام على أبعد تقدير.

وأشار إلى أن دعوات المستوطنين وقادة الاحتلال لتنفيذ اغتيالات في غزة يجب أن يؤخد بالحسبان والحذر في سياق حالة الفشل التي يتعرض لها نتنياهو وحزبه وجيشه.

رد على ضم أراضي ج

أما المحلل السياسي ياسين عز الدين فقد كتب قائلا: وقعت العملية عند عين بوبين غربي رام الله، وهي منطقة تنزه مشهورة ومقصد سياحي، وسبق أن وقع في المكان نفسه عملية قتل فيها مستوطن في حزيران 2015م.

وأضاف: ينظم الاحتلال في مناطق التنزه المشابهة في الضفة جولات سياحية للمستوطنين، كجزء من مخططه لتهويد المنطقة ج وضمها لدولة الاحتلال، وساعده على ذلك حالة الهدوء التي وفرتها السلطة.

وأوضح أنه في مستوطنة “طلمون” القريبة من مكان العملية يقيم عدد من مستوطني غزة الذين أُجلوا عام 2005م، حيث ينظمون اعتداءات منتظمة على المزارعين والمتنزهين في قرى غرب رام الله.

وعدّ عملية اليوم أول رد حقيقي على مخططات الاحتلال لضم المنطقة ج، وفي حال تكرار عمليات مشابهة عدّة فسنرى انكفاءً في أعداد المستوطنين الذين يتنزهون في الضفة.