الأربعاء 07/مايو/2025

عين على الأقصى.. تقرير يرصد انتهاكات الاحتلال ضد القبلة الأولى في عام

عين على الأقصى.. تقرير يرصد انتهاكات الاحتلال ضد القبلة الأولى في عام

أطلقت مؤسسة القدس الدولية -اليوم الأربعاء- تقريرها السنويّ الثالث عشر “عين على الأقصى” الذي يرصد تطورات الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد والمواقف وردود الفعل المختلفة بين 1/8/2018 إلى 1/8/2019.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور شخصيات دبلوماسية وسياسية ودينية وفكرية وإعلامية وممثلين عن القوى الأحزاب الفلسطينية واللبنانية.

خطر حقيقي
وقال بشارة مرهج، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية في كلمة الافتتاح: “إن المسجد الأقصى المبارك في خطر حقيقي يستهدف هويته ومعالمه وأجزاءه، ونيران التهويد لم تنطفئ منذ الإحراق وما قبله، فالاحتلال في سعيه المحموم إلى تحويل القدس إلى مدينة عبرية غاص أسفل الأرض شاقاً النفق تلو الآخر، محاولاً عبثا أن يجد أثراً بسيطاً عن هيكلٍ مزعوم له”.

وأضاف: “إن انتصار المقدسيين العزل على الاحتلال الإسرائيلي في هبتي باب الأسباط والرحمة نقض مشروع التطبيع مع الاحتلال”.

وأكد حتمية هزيمة الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق النصر الكامل عليه واسترجاع الحقوق المسلوبة، داعيا أحرار أمتنا العربية والإسلامية إلى أن تكون بوصلتهم باتجاه القدس التي تَوحد فيها ومن أجلها، جميع مكونات الأمة، باختلاف مذاهبهم الدينية والسياسية والفكرية.

وشدد على أن “العدو الأول والأخير لأمتنا العربية والإسلامية هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل على تفكيك وحدة أمتنا وضرب نقاط قوتها وزرع الفتن بين الإخوة والأشقاء”.

مضمون التقرير

بدوره، استعرض المدير العام للمؤسسة ياسين حمود أبرز ما جاء في التقرير.

وأشار إلى أن المسجد الأقصى يمر في مرحلة في غاية الدقة والخطورة، مؤكدا أن العام الماضي شهد انتصار المقدسيين في هبة باب الرحمة، وهو انتصار عطّل مشروع الاحتلال الذي يهدف إلى السيطرة على الأقصى ابتداءً من المنطقة الشرقية”.

وقال: “ظهر دور المستوى الأمني (الصهيوني) في تعزيز فكرة الوجود اليهودي في الأقصى في محطتين: هبة باب الرحمة، و”يوم توحيد القدس”، أو استكمال احتلال القدس. وعمل المستوى الأمني بتوجيه من الوزير إردان على منع تكريس مبنى باب الرحمة على أنّه مصلى، وسمح إردان للمستوطنين باقتحام الأقصى في يوم “توحيد القدس” بالتزامن مع 28 رمضان”.

وأشار إلى دعوة منظمات المعبد إلى إنهاء الوصاية الأردنية على الأقصى، موضًحا أن “منظمات المعبد” تعرضت لانتكاستين في السنة الماضية، تمثلتا في فشلها في الحشد لعيد الفصح العبري، وفي هبة باب الرحمة.

اعتداءات متصاعدة
وأكد استمرار اعتداءات الاحتلال على الأقصى ضمن مسارات متعددة؛ تقوم على اقتحام المسجد، والتدخل في إدارته، والمشاريع التهويدية في الأقصى ومحيطه سواء على مستوى البناء أو الحفريات والأنفاق.

وأضاف: “تعمدت الأجهزة الأمنية إغلاق الأقصى جراء أي حدث قريب منه، فأغلقت المسجد في 17/8/2018، ومنعت إقامة صلاتَي المغرب والعشاء فيه، بعدما قتلت قواتها الشاب أحمد محاميد من قرية أم الفحم بعد تنفيذ عملية طعن في القدس القديمة، كذلك أغلقت سلطات الاحتلال المسجد في 12/3/2019 بعد احتراق مركز شرطتها في “الخلوة الجنبلاطية” المحتلة في ساحة مصلى قبة الصخرة. علاوة على ذلك، كان للقوات الأمنية الدور الأبرز في محاولة تقويض هبة باب الرحمة، مع الاعتداءات المتكررة على المصلى واقتحامه بالأحذية، وإخراج المصلين منه عنوة، ومنع الاعتكاف فيه في شهر رمضان”.

مشاريع التهويد
وعلى مستوى المشاريع التهويدية في الأقصى ومحيطه، قال المدير العام لمؤسسة القدس: “شهدت مدة الرصد تطورات خطيرة لتشويه الحزام الجنوبي للمسجد الأقصى، ومن ذلك قرار لبلدية الاحتلال في القدس بمصادرة عشرات الدونمات من أراضي سلوان تحت ادعاء “البستنة”.

وفي سياق استهداف الأقصى والبلدة القديمة، وافقت “اللجنة الوطنية لتطوير البنية التحتية في القدس” على خطة بناء القطار الهوائي “التلفريك” الذي سيسهل وصول المستوطنين والسياح إلى حائط البراق المحتل.

كذلك، أصدرت بلدية الاحتلال في القدس تراخيص لبناء عشرة أبراج للسيارات في محيط البلدة القديمة. وكان من أبرز التطورات على مستوى الحفريات والأنفاق افتتاح النفق المسمى “طريق الحجاج” الممتدّ من عين سلوان جنوب الأقصى إلى منطقة باب المغاربة في سور الأقصى الغربي. وقد شارك في افتتاح النفق، إلى جانب الشخصيات الإسرائيلية التي حضرت الافتتاح: دافيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة الأمريكية في كيان الاحتلال، وجيسون غرينبلات، مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط، لتأكيد التبني الأمريكي للرواية الإسرائيلية حول القدس”.

وأكد حمود ضعف الموقف الرسمي الفلسطيني (للسلطة) بالمقارنة مع حجم الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، وقال: “كانت خطوات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية شكلية، لم تلامس مستوى المخططات الإسرائيلية التهويدية، المدعومة من الإدارة الأمريكية. ففي وقت دانت السلطة الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى وحذرت منها، استمرّت السلطة في التنسيق الأمني مع الاحتلال”.

وأكد أهمية الموقف الشعبي من القدس والأقصى، وقال: “لم يغب الأقصى عن تفاعل الجماهير العربية والإسلامية مع ملاحظة فتور هذا التفاعل نتيجة الأوضاع الداخلية في البلدان العربية، وقد عُقد في بيروت، ملتقيان سياسيّان شعبيّان تحت عنوان “متحدون ضدّ صفقة القرن”، وكذلك شهدت بعض الدول العربية والإسلامية فعالياتٍ تضامنيةً مع الأقصى في بعض المناسبات والمحطات لا سيما في هبة باب الرحمة.

التوصيات:
وختم حمود بعرض أبرز التوصيات التي أوردها التقرير، داعيا السلطة الفلسطينية إلى العمل الجدي لتحقيق المصالحة الفلسطينية الناجزة بما يخدم وحدة الصف، والتفرّغ لمواجهة العدو الحقيقي وإنهاء العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، والاستفادة من توسيع التمثيل الفلسطيني في مجلس الأوقاف لتعزيز الدفاع عن الأقصى في وجه اعتداءات الاحتلال.

وطالب حمود قوى المقاومة والفصائل الفلسطينية بالعمل على تعزيز جبهة المقاومة وتمتينها، واحتضان المقاومة الشعبية، ورفدها بما يلزمها لمواجهة الاحتلال في معركة الصمود، واستثمار نموذج هبة باب الأسباط والحرص على المحافظة على المكتسبات التي أمكن تحقيقها في هبة باب الرحمة، داعيًا الجماهير الفلسطينية إلى تحصين مكتسبات هبة باب الرحمة، والوقوف في وجه مساعي الاحتلال المستمرة لسرقة هذه المكتسبات وإلغائها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...