الأربعاء 07/مايو/2025

إسرائيل والتسلل من غزة

ناصر ناصر

وضعت عمليات التسلل الأخيرة من غزة والتي لم تسفر على ما يبدو عن خسائر مادية تذكر في جانب الاحتلال الرأي العام والساسة والأمن في إسرائيل في موقف محرج ومتضارب في بعض الأحيان، وزاد من ذلك أجواء الانتخابات المحمومة والممتلئة بالمزايدات، فما حقيقة الموقف؟

أكدت المراسلة السياسية لشبكة “كان” أن تقديرات الدوائر الأمنية التي قدمت للمستوى السياسي في الساعات الأخيرة تشير إلى أن عمليات التسلل الأخيرة ليست عمليات منظمة من قبل حركة حماس، بل هي نتيجة لمبادرات فردية و محلية، وهو الأمر الذي يفسر وفق شبكة كان الموقف الإسرائيلي الهادئ نسبيا من العمليات.

وقد تبنت معظم وسائل الإعلام والمحللون العسكريون هذا الموقف ومنهم عاموس هارئيل في هآرتس 19-8 والذي كتب على صدر الصفحة الأولى مقالا بعنوان (سلسلة الأحداث الأخيرة في غزة تدل على ضعف سيطرة حماس)، مضيفا أن منفذي عمليات التسلل الأخيرة من غزة هم نوعان: الأول غادر حماس والجهاد في الفترة الأخيرة (انشق عنهم)، واقترب من الفصائل السلفية المتطرفة، والنوع الثاني ما زالوا ينتمون لحماس والجهاد، ولكنهم عملوا بشكل فردي.

وأضاف هارئيل في هآرتس أن حواراته مع سلسلة من رجال الاستخبارات في إسرائيل تظهر معارضتهم الجارفة للنظرية التي تقول إن يحيى السنوار يغض الطرف أو حتى يشجع هذه العمليات للضغط على إسرائيل من أجل تطبيق التسهيلات الإنسانية على غزة، وهم يرون أن الأمر يدل على تراجع وضعف قدرة حماس على السيطرة على الأحداث، وأن للسنوار ما يخسره من تسهيلات إسرائيلية مباشرة أو غير مباشرة كموافقتها على سياسة مصر تشغيل معبر تجاري كبير في منطقة رفح، تدخل منه الكثير من البضائع لغزة.

في مقابل هذا انتقد المحلل العسكري ليديعوت احرنوت يوسي يوشع في مقالة له بعنوان (من يدافع عن حماس.. اعتبارات انتخابية وليست أمنية هي ما يفسر لماذا تمتنع إسرائيل عن اتهام حماس بالتصعيد)، مضيفا تحذيرا واضحا للجيش بأن يفحص مرة أخرى تقديراته، وأن يمتنع أن يكون بوقاً لمصالح المستوى السياسي، ناصحا الجيش أن يتعلم من تقديراته عشية حرب 2014.

ما حقيقة الأمر؟
يبدو أن سياسات وممارسات الاحتلال القمعية قد أوقعته في شر أعماله؛ فنتنياهو يريد الهدوء ولا يريد دفع ثمن ذلك، والمقاومة الفلسطينية لا تسمح له بالتهرب من مسؤولياته وتواصل الضغط المدروس والذي قد لا يكون كافيا في عيون الكثير من الشباب الثائر في غزة، مما قد يسفر عن عمليات فردية يتحمل الاحتلال مسؤوليتها، وقد تخدم النضال الفلسطيني لدرجة معينة، لكنها قد تأتي بنتائج عكسية، خاصة وأن العمل الفردي في غزة يختلف عنه في الضفة، ففي غزة المقاومة هي من يقود السفينة، أما في الضفة فالتنسيق الأمني هو من يقود.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...