تواصل .. حملة لقيادة حماس تعزز التماسك المجتمعي

ضمن حملة هي الأكبر لها على مستوى قطاع غزة، نفذت حركة حماس في قطاع غزة حملة زيارات تحت اسم “تواصل”، لتجمعات ودواوين العائلات في قطاع غزة، وفاءً وتقديراً لهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

واستقبلت مئات العائلات والقبائل من المخاتير والأعيان والوجهاء، قيادات حركة حماس، الأمر الذي يعكس عمق العلاقة المتينة معهم، ويرسخ التفافهم حولها ودعمهم لمشروع المقاومة، وفق محللون.

انفتاح يعزز التماسك المجتمعي
وقال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني: إن الحملة تأتي من أجل كسر الفجوة التي صنعت مؤخرا بين القيادة وبين مكونات الشعب الفلسطيني.

null

وأوضح الدجني في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن انفتاح قيادة حركة حماس في غزة على العوائل والعشائر الكبيرة في القطاع من شأنه أن يعزز من التماسك المجتمعي، وأن يقرب وجهات النظر، من خلال سماع القائد من العوائل ومخاتيرها وشبابها هموم هذه المكونات عن قرب وأن يلمس هذا الواقع.

وأشار إلى أن هذه الزيارات تؤسس لفكرة المقاومة في الوعي الجمعي وسط التهديد الذي تتعرض له المقاومة من محاولات البعض بتشويه صورة قادة المقاومة، لافتا إلى أن التحام القائد مع الشعب من شأنه أن يفسد من يخطط لتشويه صورة القيادات نتيحة لبعض الأخطاء الفردية التي قد يقع فيها القائد أو عائلته.

وعدّ الدجني أن هذه الحملات من شأنها تأكيد أن القيادة ملتحمة مع الشعب، وتسمع منه، وأنها جزء أصيل من هذا الشعب.

null

حفاوة الاستقبال
وحول حفاوة الاستقبال ولتي بدت واضحة خلال زيارة القيادة للعوائل، أكد أن هذه الحفاوة وهذا الاستقبال الحافل هو انعكاس طبيعي؛ لأن هذه العائلات تؤمن بالمقاومة وتدعم خيارها، وحركة حماس ليست بعيدة عن الشعب وإنما هي جزء تتكون من هذا الشعب، مشددا على أن نواة حركة حماس من هذه العائلات والقبائل.

وأوضح أن “إسرائيل” تحاول منذ فترة أن تستهدف الحالة الوطنية وتعمل على تشويه صورة القيادات من أجل أن يكون هناك فجوة كبيرة بين القائد والشعب، ومحاولة المساس بصورة القائد من أجل كي الوعي الفلسطيني.

null

وحول ما هو مطلوب في الوقت الراهن، طالب الدجني بأن تستمر هذه الزيارة وأن لا تكون في سياق “الفزعة”، مطالبا بضرورة أن يكون بين الفينة والأخرى مثل هذه الحملات والزيارات واللقاءات وبشكل مستمر، وأن يتم السماع من النخب الموجودة في هذه العائلات.

وأشار إلى ضرورة أن يكون هناك يوم في الشهر أو الأسبوع لدى القائد مع مكونات الشعب، وأن يستمع لهمومهم بعيدا عن مراهنتهم على البطانة التي تلتف حولهم.

وأضاف: “يجب أن يذهب القائد بنفسه ويعيش معاناة شعبه، من أجل أن يكون هناك تماسك مجتمعي، والعمل على تعزيز الحاضنة الشعبية للمقاومة”.

null

عرفان وإقرار
وفي هذا السياق علق محمود مرداوي الكاتب والمحلل السياسي على هذه الحملة بأنها يجب أن تُفهم كعرفان وإقرار من حركة حماس للعوائل والعشائر بدورها المفصلي في مشروع المقاومة.

وأكد مرداوي في مقال له أن هذه الخطوة المهمة تعقب خطوات وقرارات سبقتها أكدت أهلية الحركة وقدرتها على إدارة ملفات متعددة في ظروف صعبة ومعقدة باتزان وقوة، هدفت لتصليب عود المقاومة وحماية القضية.

null

وأوضح أن التواصل مع العشائر والعوائل والفصائل ومع كل المكونات ضرورة لتحقيق غاية لا يمكن تحقيق الهدف بدونها؛ لافتاً إلى أنها تعمل على الوحدة ورص الصفوف على قاعدة حماية الحقوق بالمقاومة، المودة والأخوة، والشراكة بالدم والقرار.

ونبّه مرداوي لعدة نقاط مهمة للقائمين على الحملة، أبرزها: عدم محاكمة مرحلة التحرير بمعايير الدولة المستقلة، إلى جانب الرفض المستمر للقرارات الظالمة والإجراءات المجحفة من الاحتلال والسلطة على قاعدة تغييرها وليس الاستسلام والإذعان لها.

null

وأضاف: “الشعوب المحتلة لا تقارن بمستوى معيشتها مع الشعوب التي تعيش في ظل دولة مستقلة”، مشيراً إلى أن مقاومة إجراءات الاحتلال ومن ساندها وتقاطع معها، جزء من النضال والكفاح الطويل للتحرير، ومرحلة لا بد منها.

ومن ضمن النقاط التي أكد عليها مرداوي أن الاحتلال ليس جمعية خيرية يعطي دون مقابل ويحاصر دون سبب وهدف، فلا يجب أن يُربط الحصار بالحقوق، وفق قوله، إضافة لعدم مقارنة مرحلة نضالية بأخرى، فلكل مرحلة لدى الاحتلال أهدافها ومراميها.

null

تدشين الحملة
وأعلنت حماس الثلاثاء الماضي (ثالث أيام عيد الأضحى) عن تدشين حملة زيارات كبيرة بعنوان “تواصل” لزيارة نحو ٦٠٠ عائلة في كل مناطق قطاع غزة.

وشارك في الحملة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وقائد الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، وإلى جانبهم أعضاء المكتب السياسي وقيادات الحركة في مناطق القطاع.

null

وتأتي الزيارات-بحسب حماس- تأكيدًا من قيادة الحركة على أهمية دور العائلات في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولتقديم الشكر على احتضان المقاومة بكل أشكالها.

كما وتأتى حملة الزيارات على مرحلتين؛ الأولى في أيام عيد الأضحى المبارك، على أن تستمر في مرحلتها الثانية حتى يناير من العام المقبل.

وثمنت الحركة الحفاوة الكبيرة التي لقيها قادة الحركة خلال الزيارات التي نفذتها الحركة خلال أيام عيد الأضحى المبارك.