الأحد 04/مايو/2025

عباس وحفيدة رابين.. أحضان جديدة تكشف حقيقة الشعارات الوهمية

عباس وحفيدة رابين.. أحضان جديدة تكشف حقيقة الشعارات الوهمية

يوماً بعد يوم، يصدح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشعارات رنانة، يتباهى خلالها بـ”إعلانه وقف الاتفاقات مع إسرائيل”، إلا أن تلك “الشعارات الوهمية”، يكون صداها “الزائف” طعنة لدماء الشهداء والجرحى، باستمرار “عباس” في نهجه “التدميري” للقضية الفلسطينية.

تلك الشعارات، تختلف بين جلسة وأخرى، إذ يصدح في اجتماعاته بالقادة الفلسطينيين بقرارات الإلغاء للاتفاقات الموقعة مع “إسرائيل”، في حين يعلن بوضوح، في اجتماعاته مع وفود إسرائيلية في مقر المقاطعة برام الله، استعداده لاستئناف المفاوضات وإتمام “عملية السلام” مع “إسرائيل”.

واجتمع عباس، قبل أيام سراً، بوفد من حزب “المعسكر الديمقراطي” الإسرائيلي في مقر المقاطعة برام الله، أكد خلاله أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض مرات عدةً مقابلته، وفق ما كشفته القناة الـ13 الإسرائيلية.

وتم الاجتماع بموافقة إيهود باراك زعيم الحزب، وضم عضويْ الكنيست عيساوي فريج، ونوا روثمان حفيدة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين.

ورفضت قوى وفصائل فلسطينية لقاء عباس بالوفد الإسرائيلي، واصفة إياه أنه “طعنة لدماء الشهداء، واستمرار في إشاعة الأوهام وتقديم التنازلات المجانيّة”.



“لقاء تطبيعي”
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: إن اللقاء التطبيعي الذي جمع “عباس” مع وفد “الحزب الديمقراطي” الإسرائيلي الذي يضم في صفوفه مجرم الحرب ايهود باراك، “استمرار في النهج التدميري ذاته وتسويق للأوهام، وطعنة لتضحيات شهداء وأسرى شعبنا”.

وأدانت الشعبية “بأشد العبارات اللقاء التطبيعي”، عادّةً إياه إصرارًا من القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية على الاستمرار في إشاعة الأوهام وتقديم التنازلات المجانية، “والسير في نهجها التدميري الذي يلحق أشد الضرر بشعبنا وثوابته”.

وشددت على أن سياسة ضرب عرض الحائط بكل النداءات والقرارات الوطنية الرافضة لاستمرار هذه اللقاءات التطبيعية إنما هي سياسة فاشلة وعقيمة لا تخدم إلا الاحتلال وممارساته الإجرامية على الأرض، قائلة: “هذه اللقاءات تشجع على استمرار اللقاءات التطبيعية العربية والإسلامية، ويضر بجهود حركة مقاطعة وعزل الكيان الصهيوني، ويوفر للأنظمة الرجعية الغطاء الفلسطيني الرسمي”.

وتابعت: “إصرار النهج التقليدي المدمر على فتح مقر المقاطعة برام الله للقاءات الصهاينة يضرب مصداقية التوجهات التي أعلنها الرئيس محمود عباس حول وقف التعامل مع الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني، كما تكشف زيف المواقف الرسمية المعلنة بكونها ليست سوى فقاعات في الهواء لم يرها شعبنا حقيقةً مترجمة على الأرض”.

وأشارت الجبهة الشعبية في بيانها إلى أن جميع الأحزاب الإسرائيلية داخل الكيان شريكة أساسية في الاحتلال والعدوان على شعبنا الفلسطيني، وأن هناك إجماعًا صهيونيًّا في برامجها على نسف حقوق وثوابت شعبنا الفلسطيني.

“تبييض لصورة الاحتلال”
من جهتها قالت حركة الأحرار الفلسطينية: إن لقاء “عباس” بحفيدة المجرم إسحاق رابين طعنة غادرة في خاصرة شعبنا الفلسطيني، واستخفاف بالمجموع الوطني الرافض لهذه اللقاءات التي تجمل وتبيّض صورة الاحتلال.

وأضافت الأحرار: “كان الأولى بعباس لقاء واحتضان أبناء شعبه وأسر الشهداء والجرحى والأسرى، ورفع الإجراءات الانتقامية عن غزة، وتطبيق القرارات التي تم اتخاذها بوقف العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال لا الإصرار على سياسته المرفوضة على كل الأصعدة والتي تمثل خدمة مجانية للاحتلال ودمارًا على شعبنا وقضيتنا الوطنية”.

وتساءلت “كيف يمكن أن نصدق أن قيادة السلطة ضد صفقة القرن وتريد مواجهة الاحتلال وهي تمارس هذه السياسة؟!”.



“شك في صدقية القرار الأخير”
بدورها قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إن دعوة “عباس” لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي انقلاب على قرارات المجالس المركزية والمجلس الوطني، مؤكدة أن هذه المجالس في دورتها الأخيرة أوصت بإنهاء العمل باتفاقات أوسلو وطيّ صفحاتها.

وأشارت إلى أنها دعت بدلاً من ذلك إلى مفاوضات في مؤتمر دولي ترعاه المنظمة العالمية للأمم المتحدة بموجب قراراتها التي تكفل لشعبنا حقوقه الوطنية كاملة في العودة وتقرير المصير والاستقلال.

وأضافت الديمقراطية: “التلويح بالاستعداد للعودة إلى المفاوضات الثنائية مع رئيس حكومة الاحتلال، يتعاكس بشكل كامل مع قرار وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، كما ينسف دور اللجنة المكلفة بدراسة آليات تطبيق القرار”.

وتابعت: “إن الدعوة للعودة إلى المفاوضات الثنائية مع نتنياهو توسع دائرة الشك في صدقية قرار وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وتضع علامات استفهام حول جدية القرار وأهدافه الحقيقية وفيما إذا كان جزءاً من مناورة، أو مدخلاً لإستراتيجية جديدة وبديلة لأوسلو ولالتزاماته واستحقاقاته”.

وجددت دعوتها إلى حسم الموقف من الاتفاقيات، والتقدم إلى الأمام بخطوات لا تحتاج إلى آليات لاتخاذها وهي: “سحب الاعتراف بدولة الاحتلال إلى أن تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران 1967، ووقف كل أشكال الاستيطان والتهويد”.

وشددت: “يجب وقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقفًا تامًّا، والإعلان الرسمي بقرارات حكومية ملزمة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية وتوفير بدائلها الوطنية والعربية والأجنبية، والإعلان عن ولاية القضاء الفلسطيني على كامل مساحة الدولة الفلسطينية المستقلة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة”.

“استخفاف بتضحيات شعبنا”
أما حركة حماس، فقد وصفت اجتماع “عباس” بحفيدة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين بأنه “استخفاف بتضحيات شعبنا وشكل من أشكال التطبيع”.

وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في تصريح صحفي له: إن الاجتماع “استخفاف بتضحيات شعبنا الفلسطيني، واستفزاز لمشاعر أهالي الشهداء الذين لم يلتق معهم حتى بمناسبة عيد الأضحى المبارك”.

وأضاف: “هذه الاجتماعات المشبوهة التي تبحث عن وهم السلام والتعايش مع الاحتلال وتعزيز العلاقات مع أحزابه الصهيونية هي شكل من أشكال التطبيع، وخنجر مسموم في ظهر قضيتنا الفلسطينية”، وفق تعبيره.

“حبر على ورق”

من ناحيته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، وليد القططي: إن “اللقاء يمثل طعنةً للإجماع الفلسطيني برفض الممارسات الإسرائيلية وصفقة القرن”.

وأوضح القططيفي، في تصريحات صحفية، أن ذلك يؤكد أن القرار الأخير لقيادة السلطة مجرد حبر على ورق، ولا يُمكن تطبيقه على أرض الواقع، متابعًا: “لا يمكن الحديث عن وقف اتفاقيات في ظل اللقاءات التطبيعية بين الرئيس عباس والإسرائيليين”.

وأضاف القططي: “رفضنا ونرفض بشدة أي علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي سواء مع الحكومة أو المعارضة، وكافة الأطراف سواء وتتفق في عدائها للفلسطينيين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات