عيد الأضحى في الأقصى .. رباطٌ وتصدٍّ لقطعان المستوطنين

برباطهم في ساحات المسجد الأقصى، وتكبيرات العيد تصدى آلاف الفلسطينيين في أول أيام عيد الأضحى المباركة لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، ليشكلوا حائط صد أمام محاولة فرض واقع جديد في القبلة الأولى للمسلمين.

ومنذ انطلاق دعوات المجموعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى في يوم عيد الأضحى في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”، تصاعدت الدعوات الفلسطينية للتصدي لهذه المحاولة عبر تفعيل 4 إجراءات استثنائية في المسجد الأقصى.

فقد أعلنت الهيئات الإسلامية في المدينة إغلاق جميع المساجد في القدس واقتصار صلاة العيد على المسجد الأقصى، كما دعت المصلين لشد الرحال إليه، وأصدرت دائرة الإفتاء توضيحا بجواز تأخير الأضحية لليوم الثاني من أجل الرباط بالمسجد.

null

كما أعلنت تأخير الصلاة عن موعدها لساعة من أجل حشد أكبر عدد ممكن من المصلين في المسجد.

واستجاب عشرات عشرات آلاف الفلسطينيين للدعوات، وأدوا صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى بعد تأخيرها ساعة كاملة.

ووفق التقديرات فقد شارك في الصلاة نحو 100 ألف فلسطيني تحدوا قيود الاحتلال واستمر وجود الآلاف منهم ساعات لاحقا.

عشرات الآلاف أدوا صلاة العيد في الأقصى

وتراجعت شرطة الاحتلال عن تقييمها الأولي الذي منعت بموجبه قطعان المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى لمدة 3 ساعات، ليبدأ المئات منهم باقتحام المسجد تحت حماية قوات الاحتلال.

وتصدى آلاف المقدسيين لتلك المحاولة، وتحولت باحات المسجد الأقصى لساحات مواجهة تخللها قمع صهيوني شديد لم يسلم منه الشيوخ والنساء والأطفال.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر ارتفاع عدد الإصابات إلى 61 مصابا، نتيجة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي وعشرات المستوطنين.

وقالت الجمعية: “تعاملت طواقمنا مع 61 إصابة نقل منها 14 لمستشفى المقاصد وإصابة لهداسا عين كارم وباقي الإصابات تم علاجها ميدانياً”.

الاحتلال يعتقل عددا من الشبان في باحات الأقصى

وأضافت أن متطوعا مسعفا من جمعية الهلال الأحمر أصيب بقنبلة صوت في اليد واعتداء بالضرب من قوات الاحتلال خلال مواجهات المسجد الأقصى.

ووفق شهود عيان؛ فإن شرطة الاحتلال هاجمت المصلين مرتين منذ صباح اليوم، مستخدمة قنابل الصوت، وبالاعتداء بالضرب، كما اعقتلت ما لا يقل عن 3 شبان.

الاحتلال يعتقل عددا من الشبان في باحات الأقصى
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن 1336 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك في خطوة هي الأولى خلال عيد إسلامي ووسط غضب فلسطيني واسع.

وقال فراس الدبس، مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في تصريح صحفي: إن “1336 متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترتين الصباحية والمسائية بعد اعتداء صارخ من حكومة الاحتلال عندما سمحت للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى في أول أيام عيد الأضحى”.

وأضاف أنه تخلل الاقتحامات “الاعتداء على عشرات المصلين وسجلت عشرات الإصابات ما بين متوسطة إلى طفيفة”.

null

وأكدت حركة “حماس” أن جنون حكومة الاحتلال ومتطرفيها الداعين للمساس بالأقصى سيرتد وبالا عليهم، مشددة على أن المسجد خط أحمر ولن نتهاون في حمايته.

وحملت حماس في بيان لها اليوم الأحد الاحتلال مسؤولية تداعيات هذا العدوان السافر، الذي يقود إلى انفجار الأوضاع، “كما سبق لأحداث الأقصى أن كانت شعلة انتفاضات شعبنا ووقود ثورته طوال تاريخه النضالي”.

ودعت أطياف شعبنا للتوحد والوقوف خلف أهلنا في القدس بتوفير كامل الدعم والإسناد لهم في معركتهم الشرسة ضد الاحتلال ومستوطنيه، حتى يأتي وعد الله بتحرير القدس وتطهير الأقصى من دنس الغاصبين.

null

وقالت: “في لوحة مشرفة ملؤها التضحيات تنسجم مع نفحات عيد الأضحى المبارك، هب المقدسيون كرجل واحد دفاعا عن مسجدنا الأقصى، وسطروا بثباتهم وصمودهم أروع ملاحم البطولة والفداء في وجه الاعتداء الصهيوني الغاشم”.

وأضافت أنهم سجلوا بذلك نصرا جديدا ضمن سلسلة انتصاراتهم المباركة، فتمكنوا من إفشال مخطط الاقتحام الموسع الذي دعت له عصابات الهيكل، واستطاعوا بصدورهم العارية رد جموع المستوطنين خائبين.

null

وشددت على أن شعبنا أثبت المرة تلو الأخرى تمسكه بالمسجد الأقصى واستعداده الكامل للدفاع عن حرمته، وإبطال مخططات الاحتلال الرامية لتهويده وتقسيمه، مؤكدين أن الأقصى خط أحمر، لن نتهاون في حمايته، ولن نسمح للاحتلال ومستوطنيه في التمادي بمهاجمته.