التنسيق المُعطِّل
لا يملك المرء في ظل استمرار تعاون السلطة الفلسطينية في رام الله مع جيش الاحتلال وقواته المختلفة، إلا أن يطلق على هذا التنسيق تعبيرا جديدا هو “التنسيق المعطِّل”؛ لأنه يساعد عمليا في تعطيل كل هبّة وكل انتفاضة فلسطينية في وجه الاحتلال.
وقد أبرزت معطيات نشرتها صحيفة “هآرتس” حجم هذا التنسيق وأهميته في تثبيت الاحتلال، وفي منع عمليات فدائية ومقاومة عسكرية ضد الاحتلال، من دون أن تُقدّم السلطة الفلسطينية بديلا لنوع من المقاومة الشعبية السلمية، بل إنها تقمع كل صورة من صور الاحتجاج أو التظاهر ضد الاحتلال، وإن كانت تتغنى بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة الشعبية السلمية.
واقع الحال، أن حملات الاعتقال التي تشنّها أجهزة السلطة ضد عناصر حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وفصائل المقاومة الأخرى، وسحل عناصر من “حماس”، بمن فيهم طلبة من قلب الجامعات، ومن البيوت، وأحيانا من الأسواق، تكمل عمليا ما تقوم به قوات الاحتلال في كل ليلة في الضفة الغربية من حملات اعتقال لفلسطينيين يتهمهم الاحتلال بأنهم يمارسون “الإرهاب الشعبي”، أو يعدون لتنفيذ عمليات بأوامر من “حماس” في قطاع غزة.
ولعله من المفارقة أن الاحتلال نفسه، المستفيد الأول من هذا التنسيق، هو من يقوم بفضح كذب السلطة الفلسطينية في ادعائها وقف العمل بالاتفاقيات الموقّعة مع “إسرائيل”، ويعلن أن السلطة لم توقف التنسيق الأمني يوما واحدا على مدار العقد الأخير، بل إن الحرب على “حماس” في الضفة الغربية هي مصلحة مشتركة للاحتلال وللسلطة الفلسطينية، وفق ما أعلنه المسؤول السابق عن القدس المحتلة والضفة الغربية والسايبر في جهاز “الشاباك” أريك باربينغ لصحيفة “هآرتس”.
لقد تجاوزت السلطة الفلسطينية في حربها للبقاء في موقعها بكل الأثمان، كل الخطوط الحمراء، فهي تفرض سلطتها بالقوة وبالقمع، لكل تظاهرة على أي خلفية كانت، من جهة، وبالفساد الإداري والسلطوي لمن يواليها، من جهة أخرى. ويبدو أن إنهاء الاحتلال، لم يعد قائماً في مفرداتها أو عقيدتها، منذ أن تحوّل التنسيق الأمني مع الاحتلال لأمر مقدس في عرف رئيسها، محمود عباس.
لم يعد أمام الشعب الفلسطيني من مفر، سوى النهوض مجددا، والانتفاض ضد الاحتلال، واستعادة خياراته المشروعة في مواجهة الاحتلال وانتزاع شرعيته الثورية من جديد، وإعادة الاعتبار لحقه المشروع في التحرر من الاحتلال بدلاً من مهانة الإبقاء على التنسيق الأمني وتعطيل مسيرته التاريخية نحو الحرية والاستقلال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...
الهلال الأحمر: الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة. وطالبت الجمعية في بيان لها،...
الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...
الإعلام الحكومي يحذر من اتصالات مريبة من الاحتلال على المواطنين بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي، أبناء شعبنا الفلسطيني من اتصالات مُريبة يُقال إن الاحتلال يدعو خلالها عائلات بالعودة...
حماس: المقاطعة زعزعت اقتصاد الكيان ونزعت الشرعية عنه
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن جهود مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي المجرم حققت إنجازات مهمة في زعزعة اقتصاد الكيان...
لليوم الـ 263.. القسام يواصل الاشتباك والتصدي لقوات العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 263 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
حياة النازحين وسط قطاع غزة مهددة بالمياه العادمة
لندن – المركز الفلسطيني للإعلام تنتشر المياه العادمة بشكل كبير في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهي التي تؤوي نحو 700 ألف فلسطيني غالبيتهم نزحوا من...