الأحد 01/سبتمبر/2024

الشيخ أحمد نمر.. ورحيل العظماء

الشيخ أحمد نمر.. ورحيل العظماء

رحل عظيمٌ من عظام هذه الأمة، صوت نبض بالحق عشرات السنوات رغم صلف الملاحقات والمضايقات والاعتقالات من أجهزة الاحتلال والسلطة الفلسطينية.

الشيخ أحمد نمر حمدان (81 عاما) مضى إلى الله بعد حياة حافلة بالعطاء، والجهاد بالكلمة وعلى منابر خانيونس، وهو الذي وهب روح ولده حسام رخيصة في سبيل الله والوطن.

وعُرف الشيخ جماهيريا باسم “أحمد نمر”، وقد اعتلى منبر مسجد الرحمة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة نحو ثلاثة عقود، تخللها انقطاعات متكررة بسبب الاعتقالات في سجون السلطة منذ أواسط التسعينيات حتى انطلاق انتفاضة الأقصى.

ويعدّ “أحمد نمر” شيخ خان يونس وعَلَمَها المشهود له بالثبات على المبادئ، والقوة في قول الحق دون الخوف في الله لومة لائم، وهو صاحب الحنجرة الثورية التي تركت بصمتها في جنائز الشهداء من الفصائل الفلسطينية كافة.

ولد الشيخ أحمد نمر عام 1938، وهجّر مع أهله من قرية بشيت، وكان في شبابه متفوقا علميا، وعمل مدرسا في وكالة الغوث “أونروا”، وبعد  مضايقات عديدة نُقل للعمل في مؤسسات أخرى تابعة لأونروا بعيدا عن ميدان التعليم وتربية الأجيال، وبعد تقاعده انخرط في العمل الدعوي والاجتماعي.

أُبعد الشيخ عام 1992 إلى مرج الزهور رفقة 415 من كوادر حماس والجهاد الإسلامي، واشتهر في مسيرته الدعوية بخطبة الجمعة من على منبر مسجد الرحمة بمدينة خان يونس، والتي كان يفتتحها بقوله: “هنا صوت الإسلام.. صوت الكلمة الطيبة.. صوت الفقه الميسور.. صوت العبادة الخالصة لله من الشرك والانحراف.. صوت الرؤية الواضحة لواقع المعاناة.. صوت الرؤية الكاشفة لأعداء الله”.

كان الشيخ مفوّها، طلق اللسان، سليم العبارة، قوي الحجة، ثوري الفكر، وانبرى طيلة حياته الدعوية للدعوة إلى التمسك بثوابت الدين وفلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي منذ نشأته، وفضح سياسات السلطة الفلسطينية واتفاقيات العار وفي مقدمتها “أوسلو”.


null

وأثناء إحدى خطبه على منبر مسجد الرحمة إبان وجود الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، أطلق قناص صهيوني النار عليه، واخترقت المنبر على بعد سنتيمترات من جمجمته لكن الله سلّم.

وتُطلق جماهير خان يونس على الشيخ أحمد نمر “والد الشهداء والأسرى”، فقد اعتقل أحد أبنائه “منيب” في سجون الاحتلال الإسرائيلي لنحو 10 سنوات، واستشهد ولده “حسام” برصاصة قناص صهيوني وهو على سطح منزله.

وتوقف الشيخ أحمد نمر عن الخطابة واعتلاء المنابر قبل نحو ثلاث سنوات، حيث اشتدت عليه الأمراض التي كان يعاني منها، ومنها “الضغط” و”السكري”، فضلا عن إصابته أكثر من مرة بجلطات، أدت في النهاية إلى وفاته عن عمر يناهز 81 عاما.


null

ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس ممثلة برئيسها ومكتبها السياسي وصفها، إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية القائد الكبير الداعية أحمد نمر حمدان.

وقالت الحركة، في بيان وصل “المركز الفلسطيني للإعلام“: شكل الشيخ على مدى سنوات عمره قائداً رمزاً أسوة شجاعاً، واجه كل الصعاب بمسؤولية عالية، ودفع أثماناً باهظة في سبيل ذلك بالسجن والإبعاد لفترات طويلة لم تلن له قناة، وكان صوتاً صادقاً حراً يعبر عن نبض الحركة الإسلامية والشعب الفلسطيني، لم يغير ولم يبدل.

وأضافت: نودع اليوم قائداً مجاهداً عظيماً داعياً نحسبه عند الله شهيداً بما عانى من أمراض أواخر عمره، ونسأل المولى عز وجل له الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يلهم أهله وذويه وأحبابه وشعبه الصبر والسلوان، وأن يعوض شعبنا عنه خيراً.

كما نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام الشيخ المجاهد أحمد نمر حمدان، أحد قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة وصاحب البصمات المهمة في دعم الجهاد والمقاومة، والذي تتلمذ على يديه القادة والمجاهدون‎.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الشيخ الفقيد، وكلمات النعي والرثاء، مستذكرين مواقف جليلة للشيخ الذي له بصمات في مجالات العمل الدعوي والجهادي.

كما نعت مكبرات الصوت في مساجد قطاع غزة الشيخ أحمد نمر، في حين كسا الحزن مدينة خانيونس حزنا على رحيل الشيخ الداعية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات