الأربعاء 26/يونيو/2024

مقام النبي هارون.. إسرائيل تحاول سرقة تاريخ الأردن وتزييفه

مقام النبي هارون.. إسرائيل تحاول سرقة تاريخ الأردن وتزييفه

أثارت صور ومقاطع فيديو لسياح يهود وهم يؤدون صلوات تلمودية داخل مقام النبي هارون، عاصفة من الغضب الشعبي والرسمي في الأردن.

وفور انتشار المقاطع والصور، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، إغلاق مقام النبي هارون، وتسليم مفاتيحه لمديرية أوقاف محافظة معان، وعدم السماح لأي زائر بدخوله إلا بعد الحصول على موافقة الوزارة.

وأكدت الوزارة في بيان صدر عنها (الخميس)، رفضها الشديد لما حصل داخل مقام النبي هارون.

وأشارت إلى أنها ستفتح تحقيقا حول ما حدث، وتحاسب من سمح لهم بدخول المقام.

ويقع مقام النبي هارون على قمة جبل هارون غربي مدينة البتراء جنوبي الأردن، ويطل على الضفة الغربية، ويعود تاريخ بنائه إلى العهد المملوكي.

وإغلاق مقام النبي هارون تزامن مع اتساع حلقات الرفض الشعبي لقصة فيلم كانت جهات إنتاجية أميركية تسعى لتصويره في مدينة البتراء، وتدعي قصة الفيلم بأن اليهود عاشوا في جنوب الأردن، وأن أعداداً كبيرة منهم أقامت في مدينة البتراء التاريخية.

إقليم البتراء: الصور قبل 6 سنوات والموقع مغلق حاليًّا

من جهتها، أصدرت سلطة إقليم البتراء، التي يقع المقام في داخلها، توضيحًا قالت فيه إن الصور المنتشرة لليهود في مقام النبي هارون تعود لـ 6 سنوات مضت، باستثناء عدد قليل من الصور الحديثة التي ظهرت على شكل مقاطع فيديو.

وأضافت في بيان بثته وكالة الأنباء الأردنية، أنها أغلقت الموقع صباح الخميس حيث كانت لديها معلومات عن نيّة سياح يهود يصل عددهم إلى نحو 300، الدخول إلى مقام النبي هارون.

ونبهت إلى أنه جرى إغلاق الموقع “للحيلولة دون وصول السياح إليه، إلا أن نحو 5 منهم تسللوا إلى الموقع بعد أن سمح لهم الحارس بالدخول، برغم تنبيهات سابقة لحراس الموقع بعدم السماح بدخول أجانب له، مع التأكيد على منع المظاهر الدينية غير الإسلاميّة كونه مسجدًا”.

ولكن البيانات المتتالية والتوضيحات التي أصدرتها السلطات الأردنية لم تستطع وقف عاصفة الغضب الشعبية.

وقد طالب النائب الأردني سعود أبو محفوظ، باستقالة وزير الأوقاف عبد الناصر أبو البصل، محملًا إياه المسؤولية عن أداء طقوس دينية من سياح يهود عند مقام النبي هارون.

نائب: لا وجود تاريخي لليهود في الأردن

بدوره، قال النائب طارق خوري، إنه كان قد أثار هذا الموضوع يوم الأحد الماضي داخل مجلس النواب، وأنه قد نبه من خطورة مشروع القانون المعدل لسلطة إقليم البتراء، والذي يسمح للأجانب التملك داخل المدينة الأثرية.

وأضاف خوري في حديث لـ”قدس برس”: “لا يوجد تاريخيًّا ما يسمى بمقام النبي هارون داخل الأردن، ولا يوجد لليهود تاريخ في الأردن”.

وأوضح أن البند التاسع لاتفاقية السلام بين الأردن و”إسرائيل” يسمح للإسرائيليين بحرية الدخول للأماكن ذات الأهمية الدينية والتاريخية.

واستغرب النائب الأردني من إقرار الأردن بوجود أماكن دينية لليهود من الأساس.

ناشط: “إسرائيل” تُحاول تحريف التاريخ وسرقة جنوب الأردن

بينما أكد الناشط الأردني، هشام الحيصة، أن تدنيس اليهود لأماكن مقدسة، ومحاولاتهم لتحريف التاريخ داخل الأردن وفلسطين أمر مرفوض تمامًا.

وصرّح الحيصة لـ “قدس برس”، بأن “إسرائيل تحاول بشتى الطرق تحريف التاريخ، وإثبات تبعية جنوب الأردن لها، وقد تجلى ذلك مؤخرًا في فيلم (جابر)، الذي يحكي قصة عن شاب عثر على صخرة في البتراء عليها نقوشات عبرية”.

وبيّن الحيصة، أن الأردنيين لا يمكن أن يتناسوا أن “إسرائيل” تغتصب الأرض الفلسطينية، ولا يمكن لهم التنازل عن دم شهداء الجيش الأردني في فلسطين.

العجلوني: زيارة اليهود للأماكن التاريخية “حصان طروادة”

أما الأسير الأردني المحرر من سجون الاحتلال “الإسرائيلي”، سلطان العجلوني، رأى أن ما حصل “اختراق خطير بعلم من أجهزة الدولة ورعايتها، ولكن افتضاح الأمر هو ما شكل فارقًا هذه المرة”.

ولم يستبعد العجلوني استغلال “إسرائيل” لهذه الأماكن الدينية، للمطالبة بوصاية عليها، مشيرًا إلى أن هذه الزيارات تمثل حصان طروادة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات