الأحد 04/مايو/2025

الرأس الأحمر… صمود بالأغوار رغم الهدم المتكرر

الرأس الأحمر… صمود بالأغوار رغم الهدم المتكرر

لم يجد المواطن أيمن بني عودة سوى لملمة ما تبقى من بقايا فراش وصحون وملابس بعدما جرفت قوات الاحتلال مسكنه وبركساته في منطقة الرأس الأحمر شرق مدينة طوباس شمال الضفة الغربية.

ووقف المواطن بني عودة مقهورا مع زوجته وأبنائه الثمانية بعدما تحول كل شيء إلى ركام، في حين عمدت قوات الاحتلال أيضا إلى مصادرة بعض ألواح الزينكو والأعمدة والخزانات لكي تضمن أنه لن يستفيد منها في إعادة بناء ما دمره الاحتلال.

يقول بني عودة -وهو ينتصب تحت أشعة الشمس الحارقة- لمراسلنا: “لن أغادر الرأس الأحمر مهما حدث”، مشيرًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يهدم فيها الاحتلال بركسات له بهدف ترحيله عن المنطقة.


null

ما حدث مع بني عودة في 30 يوليو/تموز الماضي، تكرر مع عديد عائلات تقطن الخان الأحمر.

فهذا الطفل وليد جهاد بني عودة ذو السنوات العشر لا يجد كلمات تعبر عن غيظه من مشاهدة جنود الاحتلال يهدمون منزل عائلته ليبقى في العراء بعد إيقاظه باكرا بسبب محاصرة الجنود للمنزل وإجباره على الخروج منه.


null

صمود أسطوري:
وقف بني عودة بجوار والدته التي لملمت بقايا أشياء تخص أطفالها بعد أن رحل الجنود عن المنطقة، وكان عبثا أن يصدق أن هذا يحدث مرارا وتكرارا دون أن يلتفت لمعاناتهم أحد.

لم يعد ما يجري في الرأس الأحمر قابلاً للاحتمال فالمسألة تتعلق بمعركة كسر عظم بين المواطنين وجنود الاحتلال، فالمواطنون لن يغادروا والجنود لن يتركوهم وشأنهم، وعلى ذلك تستمر عمليات الهدم على قاعدة من يستسلم أولا.


null

يقول الناشط في اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، خالد منصور لمراسلنا: “لم يعد مقبولا أن نستمر في العمل بالأدوات القديمة لمواجهة ما يجري، فما يجري استئصال يتطلب العمل بآليات مختلفة”.

وامتدح منصور الصمود الأسطوري لأهالي الرأس الأحمر، مشيرًا إلى أن ذلك يقهر ذلك الاحتلال.


null

وأشار إلى صمود الأهالي الطوعي ورفضهم التهجير مهما كان الثمن، منبها إلى أن الرأس الأحمر هي أكثر موقع يتعرض للهدم المتكرر في الأغوار وله استهداف خاص.

وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات: إن عمليات التجريف والهدم لمساكن ومنشآت وأراض فلسطينية في الأغوار الشمالية وطوباس، قد زادت، ضمن مخطط للاحتلال يهدف لتوسيع المستوطنات المحيطة.

هيمنة على الأغوار:

وأشار بشارات لمراسلنا إلى أن خربة عاطوف والرأس الأحمر عبارة عن تجمعات سكنية وبدوية تقع على بعد ثلاثة كيلومترات شمال شرق طمون، يسكنها العشرات من العائلات التي تعتاش على فلاحة الأراضي وتربية المواشي، ويبلغ عدد سكانهما نحو 1000 نسمة.


null

ووفق بشارات؛ فإن الاحتلال صادر نحو 70% من أراضي المنطقة لصالح المستوطنات، ومعسكرات جيش الاحتلال، حيث لم يعد بمقدور الأهالي الاستفادة منها وسط تدريبات جيش الاحتلال ومضايقاته المستمرة.

ويشير الباحث في قضايا الأغوار عارف دراغمة إلى أن الرأس الأحمر منطقة زراعية تنمو وتزدهر ولذلك شددت قوات الاحتلال من استهدافها.


null

وأضاف لمراسلنا: تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في منطقة الأغوار 280 ألف دونم؛ أي ما نسبته 38.8% من المساحة الكلية للأغوار؛ يستغل الفلسطينيون منها 50 ألف دونم؛ فيما يستغل سكان مستوطنات الأغوار 27 ألف دونٍم من الأراضي الزراعية فيها.

كما تسيطر سلطات الاحتلال على 400 ألف دونم بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة؛ أي ما نسبته 55.5% من المساحة الكلية للأغوار؛ ويحظر على السكان الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو أي نشاط آخر في هذه المناطق.


null

وكذلك فقد أنشأت سلطات الاحتلال (90) موقعًا عسكريًّا في الأغوار منذ احتلالها عام 1967، بالإضافة إلى (31) مستوطنة، وغالبيتها زراعية، أقيمت على 12 ألف دونم، إضافة إلى 60 ألف دونم ملحق بها، ويسكنها 8300 مستوطن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات