الثلاثاء 06/مايو/2025

«إسرائيل» والإطباق على القدس

علي بدوان

مع نهاية العام 2017 أطلقت حكومة نتانياهو مشروعها الكولونيالي الاستيطاني التهويدي الأوسع بالنسبة لمدينة القدس تحت عنوان مشروع «القدس 2020»، وهو المشروع التوسعي الذي يَمِسُ مدينة القدس في سياق عمليات تهويد المدينة ومحيطها، وهي العمليات الجارية منذ احتلالها الكامل عام 1967، واستمراراً لمشروع الإطباق على كامل المدينة وعلى حدودها الإدارية التي جرى توسيعها أكثر من مرة خلال سنوات الاحتلال الطويلة.

المشروع التهويدي المشار إليه كان المرحلة المُهمة، ذات البُعد الاستراتيجي في سياسة القضم المنهجي والتدريجي المُتسارع والمحموم لتهويد “القدس الشرقية”، كمقدمةً للمرحلة التالية التي تستهدف التخلص من العدد الأكبر من أهل القدس ومواطنيها الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين على حدٍّ سواء، ورسم خريطة جديدة على أرض الواقع، ضمن حلقات المخططات والمشاريع «الإسرائيلية» لتوسيع المستوطنات في الجزئين الشمالي والغربي من مدينة القدس لتهويدها، وتوسيع نطاق حدود بلديتها لتضم المزيد من أراضي الضفة الغربية، ورسم خريطة ديمغرافية جديدة، ولقطع الطريق أمام أي عملية سياسية تقود لاعتراف العالم بشرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية في إطار «حل الدولتين»، وهو الحل الذي بدأ يدخل في سباته العميق منذ فترة ليست بالقصيرة، حتى باعترافات القادة «الإسرائيليين» من داخل حكومة نتانياهو قبل غيرها.

وبحسب العديد من المصادر «الإسرائيلية» ذاتها، فقد قدم نتانياهو، وفي سياقات مايسمى بــ «صفقة القرن» اقتراحاتٍ محددة للمبعوث الأميركي الجديد (غرينبلات) وبموجبها، تجري عملية ضم الكتل الاستيطانية المحيطة بشرقي القدس مقابل نقل بعض قرى وبلدات (وادي عارة) إلى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية. نتانياهو يسعى من خلال هذا الاقتراح والتصريحات إلى تحقيق هدفٍ آخر وهو الإثارة والتحريض على بلدة (أم الفحم) عاصمة ومركز (وادي عارة). كما يسعى نتانياهو من ناحية ثانية من خلال طرح مبادلة الكتل الاستيطانية بمنطقة (وادي عارة) لتعزيز مكانته السياسية في ظل الأزمات والقضايا الجنائية التي تعصف به.

وفي حقيقة الأمر، إن المشروع الاستيطاني الاستعماري «القدس 2020» يَهدِفُ إلى فصل القدس ومحيطها القريب نهائيا عن الضفة الغربية وقطع التواصل معها، وتهديد الوجود الفلسطيني داخل حدودها الإدارية، وابتلاع مطار القدس في (مطار قلنديا) لإنهاء إمكانية وجود وقيام الدولة الفلسطينية و«حل الدولتين»، وتوطيد أغلبية يهودية في القدس، أغلبية تجعل من الفلسطينيين المقدسيين يعيشون في مدينة القدس كأجانب في منازلهم.

وعليه، إن معركة الدفاع عن القدس، مسألة حيوية وذات بعدٍ هام في مسار الصراع مع الاحتلال «الإسرائيلي» ومع المشروع الأميركي المُعلن تحت عنوان «صفقة القرن» وخاصة بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال. فالقدس تعيش لحظاتٍ حاسمة من تاريخها، بين عروبتها ومحاولات الإطباق عليها وتهويدها. وهنا يترتب على الحالة العربية والإسلامية، الرسمية والشعبية، التحرك الجدي والحقيقي من أجل قضية القدس.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...