الإسرائيليون يعترفون: الاغتيالات لا توقف الهجمات المسلّحة!

في الوقت الذي تتصاعد فيه بعض الدعوات الإسرائيلية لاستئناف سياسة الاغتيالات ضد القادة الفلسطينيين، لاسيما في قطاع غزة، على أمل أن تسهم هذه السياسة الدامية في وقف حالة الاستنزاف التي تعانيها “إسرائيل” في خاصرتها الجنوبية المسماة غلاف غزة، تخرج أصوات إسرائيلية أخرى تطالب بالتريّث، وعدم المسارعة في إطلاق مثل هذه الدعوات المجربة خلال سنوات وعقود طويلة دون جدوى.
صحيح أن الوضع الأمني الإسرائيلي على حدود غزة لم يعد يطاق، وفق التقديرات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، لكن اللجوء لأسلوب التصفيات الجسدية بحق هذا القائد أو ذاك، ورغم ما سوف يسببه من فقدان له، وخسارة للحركة الوطنية الفلسطينية، لكنه في نهاية الأمر لن يقضي بصورة مبرمة على حالة المقاومة المُسلحة.
إن أقصى ما سوف تحقّقه هذه الاغتيالات هو تهدئة الإسرائيليين المذعورين، والإثبات لهم أن أمنهم ما زال فاعلًا، فضلا عن محافظتها على مستوى متصاعد من الكراهية والخوف ضد الفلسطينيين الساعين للقضاء على “إسرائيل”، فضلا عن أن هذه الاغتيالات ستقضي على أي فرص لنجاح العملية السياسية، الميتة أصلا.
الاغتيالات التي لا تعترف “إسرائيل” بمسؤوليتها عنها، كما جرت العادة، لن تنجح بالقضاء على تطلعات الشعب الفلسطيني بالاستقلال، هي لا تتجاوز في مهمتها سوى أن تكون “المهدئ القومي” لليهود الخائفين، وتقديم دليل إضافي على أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ما زالت تعمل على ما يرام.
ورغم ما تقدمه “إسرائيل” من الكثير من مبرراتها لمواصلة هذه الاغتيالات، فإنها تسعى ضمناً لإخفاء ما تمني به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من سلسلة الإخفاقات والفشل المتلاحق في كل الجبهات، سواء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، وهذا يطرح السؤال: ماذا ستجني “إسرائيل” إن واصلت حفر القبور لمن ستغتالهم في هذه العمليات السرية؟
تدرك “إسرائيل” أكثر من سواها أن هذه الاغتيالات التي تصادق عليها تسفر عن إشاعة المزيد من أجواء الكراهية والخوف بين العرب والفلسطينيين، بل وتزيد من دوافع الانتقام والثأر لديهم، والنتيجة أن أي انتقام فلسطيني أو عربي سيولد انتقاما إسرائيليا في المقابل؛ لأن العين بالعين منطق مقبول في الشرق الأوسط، وبهذا المنطق تورط “إسرائيل” نفسها.
ورغم أن هناك من الإسرائيليين من يدافع عن هذه السياسة، بأنها تهدف لإعاقة العمليات المسلحة، أو القضاء عليها، فإن التعرف على أحوال ومعدلات الهجمات المسلحة، يشير إلى أنها لا تتنفس فقط، تضرب وتطلق النار، بل تنجح بإقامة ميزان من الردع والتهديد مع الجيش الإسرائيلي، الأكبر والأخطر في المنطقة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...

جماعة أنصار الله: واشنطن تجاهلت تحذيراتنا لأنها لا تأبه بحياة الصهاينة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت جماعة أنصار الله اليمنية، الأحد، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تأبه بحياة الإسرائيليين رغم توجيه تحذير لها...

مدير المستشفيات الميدانية بغزة: المجاعة قادمة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن أغلب سكان قطاع غزة يعيشون تجويعاً ينفذه...

إصابة 43 فلسطينيًا باقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 3 فلسطينيين بينهم طفل، برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي و40 آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر اقتحام...

كتائب القسام تكشف تفاصيل كمين مركب شرقي رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد، عن تفاصيل كمين مركب نفذته في قوة من جيش الاحتلال...