مشعل يعزي بالمناضل الفلسطيني بسام الشكعة

قدم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، العزاء بوفاة المناضل الفلسطيني بسام الشكعة، خلال اتصال هاتفي مع نجله.

وعبر مشعل عن خالص عزائه لعائلة المناضل الفلسطيني الفقيد، وأهالي نابلس خاصة، والشعب الفلسطيني عامة برحيل قامة وطنية كبيرة، ونموذجا في الوحدة الوطنية والثبات على المواقف بمواجهة المحتل ورفض التسوية والتفريط بالأرض والمقدسات.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” نعت لجماهير شعبنا الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية أحد قادة الحركة الوطنية الفلسطينية رئيس بلدية نابلس الأسبق بسام أحمد الشكعة.

وقالت الحركة في بيانها: “إننا إذ ننعى فقيد الوطن، ونسأل الله أن يتغمّدَه بواسع رحمته، لنذكر سجله النضالي الحافل بالتضحيات، كأحد الأبطال الذين تصدوا للاحتلال والاستيطان، فهو عنوان من عناوين حب الفلسطيني لأرضه وتمسكه بها، واستعداده الكامل للدفاع عنها، فضلا عن تمسكه بالثوابت الوطنية طوال مسيرة حياته الزاخرة بالعطاء”.

وأضافت: “كما ننعاه كأحد قامات العمل الوطني مستذكرين التصاقه بالجماهير الفلسطينية، ومساهماته الجليلة في خدمة شعبنا وقضيتنا، وباعتباره رمزًا من رموز الوحدة الوطنية، والتي رافقته حتى آخر أيام حياته”.

سيرة نضالية عطرة
 وفارق المناضل بسام الشكعة الحياة مساء الاثنين الموافق 22/7/2019م عن عمر ناهز 89 عاما، في أحد مستشفيات مدينة نابلس.

ولد الشكعة في نابلس عام 1930م، ليبدأ منذ سنوات عمره الأولى رحلة النضال ضد المحتل الغاصب برفقة أبيه الثائر، ويتوّج حياته بوقفات كان في مطلعها انضمامه لجيش الإنقاذ الفلسطيني في العام 1948م.

في عام 1959 استقال من حزب البعث العربي الاشتراكي، وقاوم الانفصال بين سوريا ومصر، وتعرض للسجن، وأبعد إلى مصر عام 1962، حيث بقي لاجئا سياسيا هناك إلى أن صدر عفو من الملك حسين بن طلال عن جميع اللاجئين السياسيين والضباط الأردنيين، فعاد إلى الأردن وإلى مدينته نابلس عام 1965.

انتخب الشكعة رئيساً لبلدية نابلس عام 1976 على رأس قائمة وطنية في آخر انتخابات للبلديات الفلسطينية قبل قيام السلطة الفلسطينية، وشكّل مع آخرين من ممثلي المؤسسات الشعبية والأحزاب التي نشطت في الأراضي المحتلة لجنة التوجيه الوطني التي قادت النضال الفلسطيني ضد الاستيطان وممارسات الاحتلال، ولم تطرح نفسها بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يترأسها ياسر عرفات ومؤسساتها ومكاتبها في الخارج.

في 2 حزيران (يونيو) 1980 تعرض الشكعة لمحاولة اغتيال وقف وراءها ما عرف بالتنظيم الإرهابي الصهيوني السري، وأدى انفجار عبوة وضعت في سيارته إلى بتر قدميه. أشعلت محاولة اغتياله واثنين من رؤساء البلديات في الضفة الغربية شرارة انتفاضة استمرت بضعة أشهر، وشملت مختلف المدن الفلسطينية.

اتخذ الشكعة، الذي نظر إليه كشخصية مبدئية، مواقف مستقلة ومعارضة لسياسة الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي لم ينجح في تطويعه، في التنازلات التي وقعت إبان اتفاق أوسلو الذي عارضه بشدة وبقي على مبدئه وعروبته وقوميته التي كلفته الكثير من التضحيات وبقي خمس سنين محاصرا في بيته وجنود الاحتلال يطوّقون بيته، ويمنعون زواره من التواصل معه، عدا عن المضايقات التي كانت تواجهه من الجنود هو وأفراد أسرته، وبقي صامدا مقاوما مدافعا عن حقه وحق شعبه، لم يضعف أو يتنازل أو يساوم.

وفي حديث سابق مع صحيفة فلسطين أكد أن الشعب الفلسطيني رافضٌ للمفاوضات والتسوية على عكس ما روّج أن الأمن قد حل، وبرفضٍ تام قال: “عن أي سلام تتحدثون، حقًّا السلطة شوّهت مصطلحاتنا. هذا سلام؟! أي سلام؟! هذه جريمة لا تغتفر”، ليختم حديثه بأن “المستقبل حتى اللحظة ليس بأيدينا، وإنما هو بأيدي الأعداء طالما نسير في طريق المفاوضات لا المقاومة”.