السبت 29/يونيو/2024

خطاب أبو عبيدة.. دلالات الرسائل وأهمية اللحظة!

خطاب أبو عبيدة.. دلالات الرسائل وأهمية اللحظة!

طل الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة الليلة مخاطبًا الرأي العام، متحدثا عن قضية الجنود الأسرى في غزة منذ 5 سنوات، وركز  على كذب حكومة الاحتلال وتهربها من استحقاقات صفقة تبادل.

كما حذر من أن الملف معرض للإغلاق النهائي والكامل في حال لم يلتزم نتنياهو بدفع ثمن صفقة التبادل.

لا مفاوضات ولا صفقة بدون ثمن
الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب قال: لا مفاوضات جادة وحقيقية حتى اللحظة فيما يتعلق بقضية الجنود لدى المقاومة. 

وأضاف في تحليل له اطلع عليه “المركز الفلسطيني للإعلام” أن هناك جهوزية للقسام للتبادل على أساس إغلاق قضية معتقلي “صفقة شاليط”، مؤكدا أن خطاب القسام جدد أنه لا معلومات بلا ثمن.

وتابع: جهوزية المقاومة لصفقة مركبة كما حصل في صفقة شاليط (شريط الفيديو مقابل الإفراج عن 20 أسيرة).

وأشار إلى أنه رسالة لعائلات الجنود بتحريك الرأي العام الإسرائيلي ليشكل حالة ضغط حقيقية على الحكومة للمضي قدما في إنجاز الصفقة، وأن كل الفرقاء السياسيين هم جزء من أزمة أبنائكم.

رسائل عسكرية ونفسية
أما الباحث في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة فقد قال: إن القسام تواصل رسائلها العسكرية والنفسية الموجهة لحكومة الاحتلال حول الجنود الأسرى لديها في غزة.

وأضاف أبو زبيدة في تحليل، أن هذه الرسائل تأتي لتشكّل حالة من الضغط تجاهها وإبراز امتلاكها لقوة الردع، وإحداث حراك في ملف الأسرى؛ فعجز الاحتلال أمام القسام لن يترك أمامه خيارا لاستعادة أسراه إلا عن طريق المفاوضات.

وتابع: “مثلما نجحت المقاومة في إدارة المعارك العسكرية، ستنجح القسام أيضا في المفاوضات، حيث تتعامل مع الاحتلال من منطلق الندّ بالند، فهي لن تقدم أي تنازلات فيما يتعلق بثوابتها، وإنما كل ما تفعله لتحريك ملف الأسرى”.

كما أن رسالة القسام للاحتلال، بأن المراوغة لا تجدي نفعًا، وعلى نتنياهو، الذي جرب المراوغة في ملف شاليط، سابقا وفي النهاية خضع لشروط المقاومة، وفق أبو زبيدة.

وتابع أن نتنياهو يحاول أن لا يفتح الملف، وأنه ليس الطرف الوحيد المسيطر على هذه المسألة، وإن هناك طرفا أهم هو المقاومة تحتفظ بالجنود وتعرف مصيرهم، “أما نتنياهو وحكومته لا يعرفان أي شيء”.

وأكد أن تنياهو أمامه خياران لا ثالث لهما؛ الأول مشابه لـ”صفقة شاليط”، أما الآخر هو خيار رون أراد (مفقود بلبنان منذ 33 عاما، ولا تعرف إسرائيل عنه شيئًا).

كما أكد أن توقيت خطاب القسام كان مناسبا، وأنه وضع الساسة الصهاينة في مأزق، مشيرا إلى أنه سيكون له انعكاسات كبيرة على الجمهور في “إسرائيل”.

وأشار إلى أن رسائل القسام أتت لتحطم المزيد من أحلام وطموحات بنيامين نتنياهو؛ فالقسام اليوم يضع الملح على جروح نتنياهو.

وقال: إن إعلان موت الأسرى الإسرائيلين الذي أعلن عنه العدو وقت الحرب من أجل التقليل من أي صفقة، إلا أن هذا كان في حسبان القسام، وفق قوله.

وأشار إلى أن المقاومة استوعبت الإعلان الإسرائيلي سريعا، وعدته مجرد استدراج فاشل للحصول على معلومات لن يفلح بالحصول عليها دون ثمن، وإطلاق “أسرى شاليط”.

وأكد أن الكيان يعيش حالة صراع جدية مع مقاومة لا تخضع للضغوط الإقليمية والدولية، “لا سيما أن أطرافاً دولية عدة دخلت على خط المفاوضات من دون أي ثمرة إلا بتحقيق شروط ومتطلبات المقاومة من أجل إنجاز أي صفقة”.

وختم أبو زبيدة أن مصير الجنود سيبقى مجهولا في ظل تمسك الطرفين برأيهما، مؤكدا أنه لن يكون هناك تقدم في القضية ما لم يكسر الجمود القائم، واستبعد أن تقوم حماس بذلك كي تضمن عدم إعادة  “إسرائيل” تحت أي ظرف اعتقال من يفرج عنهم في الصفقة.

أهمية اللحظة
أما الكاتب محمود مرداوي فقد علق قائلا: الخطاب جاء رداً على التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الاحتلال بدءاً من نتنياهو ومروراً بمنسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم الذين حاولوا تضليل الرأي العام من خلال تحميل المقاومة مسؤولية الانسداد في الملف.

وقال: إن الخطاب هو إدراك القسام لأهمية اللحظة الراهنة وحجم الضغط الذي يُمارَس على نتنياهو في إطار التراجع باستطلاعات الرأي.

وأضاف أن محتوى الخطاب وتوقيته يدلل على عمق قراءة كتائب القسام للتناقضات الحاصلة في مكونات الكيان الصهيوني والدخول على خطها من أجل تعزيز الخلاف للضغط على نتنياهو لتسريع إنجاز الاتفاق.

وأشار مرداوي إلى براعة اللعب على وتر العنصرية الظاهرة في التعامل ما بين أبيض وأسود وشرقي وغربي، وبين آسيوي وإفريقي في الجنود الذين يخدمون في جيش متساوٍ في ممارسة الجريمة والقتل ومواجهة الموت.

وأكد أن هذا الظهور الإعلامي المهم جزء من المفاوضات، وما بين سطوره ودلالات مفرداته يُفهم أن المستقبل القريب يحمل أفق تكتيك تفاوضي بوسائل أخرى متنوعة ومختلفة من القسام، يستخدم وسائل أخرى ويوظف أوراقاً جديدة تعتمد على نفاد صبر نتنياهو.

وقال: القسام يدرك أن نتنياهو في مأزق يبحث عن كل الوسائل والأدوات للخروج من عنق الزجاجة وحماية رأسه من السجن، فلربما في سياق ارتفاع صوت أهالي الجنود وحركتهم الضاغطة تمثل لنتنياهو أحد الممرات المنجية من حالة الانحباس سياسياً والانهيار في مؤشر الاستطلاعات.

وختم بـ”إذن هي جولة من جولات ستتواصل مركزة تعكس وعياً وتؤكد فطنة، أهداف القسام منها واضحة التسريع، لكن الثقة بعقد الصفقة قاطع كالشمس في رابعة النهار”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات