الجمعة 09/مايو/2025

إبادة حقيقة النكبة

ناصر ناصر

كتب المؤرخ الإسرائيلي الكبير البرفسور بيني موريس مقالة له في صحيفة هآرتس 12-7-2019 بعنوان (المسؤول عن تشويه التاريخ في وزارة الدفاع)، وقد تناول فيه التحقيق (الممتاز) على حد وصفه للصحفية هاجار شيزف في ملحق هآرتس بتاريخ 5-7-2019 بعنوان (المؤسسة الأمنية تخفي في خزينتها وثائق حول النكبة، هذا ما يقولون).

بدأ المؤرخ مقالته بعرض السؤال المركزي لتحقيق شيزف، وهو “كيف ومنذ أواسط العقد الأول أو بداية العقد الثاني من القرن 21 يقوم مكتب المسؤول عن الأمن في وزارة الدفاع (ملمب) بعملية إخفاء ممنهجة لوثائق من أرشيف “إسرائيل”، هذه الوثائق تصبغ سلوك الدولة اتجاه عرب أرض “إسرائيل” -على حد تعبيره – وتحديدا في حرب 1948 بألوان مكدرة، فالوثائق تصف عمليات طرد ومذابح قام بها أعضاء منظمة (اتسل وليحي والدفاع وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي) وكل ذلك بمصطلحات موريس الصهيونية.

بعد انتقاده لتصرف وزارة الدفاع، أكد موريس ومن خلال تجربته الشخصية ما أظهره تحقيق شيزف، حيث رفض القائمون على أرشيف الجيش ووزارة الدفاع السماح له بالنظر من جديد أو معاينة وثائق كان قد شاهدها وعاينها سابقا، وكانت “مفتوحة” لكل الباحثين ومن يرغب من الجمهور حول مذبحة دير ياسين في 9-4-1948، حيث قتل فيها وفق موريس 100 إلى 120 من سكان القرية، معظمهم نساء وأطفال وعجائز، والمبرر الوحيد لهذا الرفض وفق موريس هو (الوثائق أصبحت مغلقة).

كما أوضح المؤرخ موريس في مقالته في هآرتس أن الوثائق التي تم منعه من النظر فيها ثانية هي من نوعين: الأول – مراسلات من سنة 1971 بين قيادات سابقة في قوات الدفاع- الجيش وموظفو وزارة الخارجية حول ماذا جرى في دير ياسين سنة 1948، والثاني -وثائق وتقارير حول ما حصل للتو في دير ياسين، وقد أشار موريس أن إحدى الوثائق السرية كانت مكتوبة بقلم والده يعقوب موريس، والذي كان موظفا في قسم الإعلام في وزارة الخارجية، الوثيقة كانت تنفي وقوع أي مذبحة في دير ياسين، وتدعي أن قصة المذبحة هي فرية اختلقها العرب، ثم سرد موريس سلسلة من شهادات إسرائيلية تؤكد وقوع مذبحة دير ياسين.

استخدم موريس كل ألفاظ النقد لسلوك وزارة الدفاع لإخفاء وثائق تم نشرها وأصبحت معروفة للجميع، واصفا هذا العمل بالسخافة تارة وبالحماقة تارة أخرى، مؤكدا أنه قد تسبب بأضرار جسيمة بصورة “إسرائيل”، ومشيرا إلى أن هذا السلوك يدل على تدهور وضع الدولة في هذه الأيام، ومع ذلك فقد أصر موريس على تبنيه أحد أهم أركان الرواية الصهيونية بعد أن تبنى في بداية مقالته مقولة “أرض إسرائيل الخرافية” وهي أن حرب 1948 هي حرب دفاعية عادلة اضطر اليهود لخوضها لدفع اعتداءات العرب عليهم، مؤكدا أن العرب أيضا نفذوا مذابح في حيفا وكفار عتصيون وعمليات طرد كما في حارة اليهود في القدس القديمة، معترفا أن هذا كان بمستويات منخفضة، متجاهلا سياق الأحداث لعلاقة اليهود والعرب قبيل قيام دولة الأبرتهايد الإسرائيلية الصهيونية، ومع اختلاط الأمور لدى موريس وإن بدرجة أقل من المؤرخين الصهاينة الآخرين، فإن الباحثين الفلسطينيين والعرب مطالبين بالمزيد من التركيز على دراسة وتوثيق أحداث النكبة، ومن بينها أحداث التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين ومنها محاولات إبادة الحقيقة من خلال إبادة الوثائق والأدلة حتى لا تضيع حقوق الفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...