عاجل

الإثنين 01/يوليو/2024

حد السيف.. الوقائع تكذب تقرير إسرائيل

حد السيف.. الوقائع تكذب تقرير إسرائيل

لم يغلق ملف عملية خانيونس الفاشلة رغم مرور أكثر من نصف عام على حدوثها، لتتكشف يومًا بعد يوم فصول الفشل والخيبة الإسرائيلية، ويثبت يومًا بعد يوم مدى قدرة المقاومة على مواجهة الاحتلال رغم الفوارق في التجهيزات والإمكانيات.

العملية (جرت في 11 نوفمبر الماضي) التي أفشلها القسام، وأطلق عليها “حد السيف” لا يزال سيفها يكشف تفاصيل جديدة حول الخيبة الإسرائيلية، ويضرب بقوة مفاصل استخباراته؛ حيث كُشف النقاب عن استقالة قائد قسم العمليات الخاصة بشعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، والقائد السابق لوحدة سيرت متكال.

العملية (جرت في 11 نوفمبر الماضي) التي أفشلها القسام، وأطلق عليها “حد السيف” لا يزال سيفها يكشف تفاصيل جديدة حول الخيبة الإسرائيلية، ويضرب بقوة مفاصل استخباراته

التحقيق الإسرائيلي
كما كشف الاحتلال، الأحد، تفاصيل جديدة عن العملية، وأقرّ أن كتائب القسام سيطرت على وثائق وأجهزة عسكرية، وأن العملية فشلت بسبب إخفاق عملياتي في إعدادها وتنفيذها، بالإضافة إلى السلوك التكتيكي الخطأ على الأرض.

وبحسب تحقيق هيئة الأركان؛ فإن من أسباب فشل العملية أيضاً عدم تعزيز القوة الخاصة حسب الحاجة، وكانت هناك ثغرات تكررت في مهام مماثلة، كما أن الأخطر هو أن القوة لم تكن على مستوى المهمة.

وأشار التحقيق إلى أن قائد الأركان غادي آيزنكوت ورئيس الشاباك نداف أرغمان كانا بمقر وزارة الجيش حين انكشاف القوة الخاصة بغزة، وأشرفا على عملية الإنقاذ وهروب القوة من القطاع.

وذكر أن القوة “الإسرائيلية” انكشفت عندما طلب رجال القسام من أحد أفراد القوة وهي امرأة التعريف عن نفسها، وذكرت اسما معينا، وعند فحصه تبين أنها إمرأة متوفاة، مشيرة إلى أن الضابط الجريح من عملية تسلل القوة الخاصة شرق خانيونس لا يزال يتلقى العلاج حتى هذا اليوم.

دليل فشل

في هذا السياق يرى محلل الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، أن نشر نتائج التحقيق دليل على الفشل المدوي لقوة “ساييرت متكال” الإسرائيلية.

عدنان أبو عامر: نشر نتائج التحقيق دليل على الفشل المدوي لقوة “ساييرت متكال” الإسرائيلية.

وقال أبو عامر: “المعطيات تشير أننا أمام استقالات لاحقة بجهاز الاستخبارات بسبب الإخفاقات التي دكت المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي تخترق الوطن العربي شمالاً وجنوباً، لكنها تعثرت بغزة، ومرّغ أنفها في ترابها!”.

تخفيف حجم الفشل

الكاتب ناصر ناصر يقول: إن الاستخبارات حاولت التخفيف كثيرًا من حجم الفشل الذي واجهته قواتها في خانيونس، فاعترفت بوجود فشل، ولكنها حاولت أن تمرر معلومة جوهرية تبني على أساسها روايتها للحادث، وتقوض من جهة أخرى رواية المقاومة، ولقد لخص الجنرال عاموس جلعاد رأيه بتحقيق الاستخبارات من حيث كثرة التفاصيل قائلا: من المهم نشر الأعمال البطولية لضباط الجيش، وهذا على الأرجح هو بيت القصيد.

وأشار ناصر إلى أن الاحتلال خرج بما يراه رواية متوازنة تخفف الفشل بإبراز أو حتى اختلاق ما يمكن عدّه كبطولة.

ناصر: الاحتلال خرج بما يراه رواية متوازنة تخفف الفشل بإبراز أو حتى اختلاق ما يمكن عدّه كبطولة .

ويتابع في مقالٍ: لا يستخف الفلسطينيون بحجم قدرات جيش الاحتلال الهائلة ولا بكفاءة الكثير من جنوده و ضباطه، فمن استخف بعدوه باء غالبا بالفشل، وفي هذا تكمن قوة رواية البطولة لدى المقاومة في مقابل ما قد يسميه الجيش بطولة أفراده، فالبطل الحقيقي هو من يواجه رغم اختلال موازين القوى.

يتساءل: أين البطولة لدى جيش يمتلك ميزانية تبلغ 80 مليار شيكل في مقابل ميزانية المقاومة التي لا تتعدى الـ1% من هذه الميزانية؟ ومن هو البطل في معركة خانيونس؟ الذي واجه وهاجم رغم امتلاكه الأسلحة الخفيفة، أم الذي هرب ولاذ بالفرار رغم امتلاكه الطائرات وكل أنواع التكنولوجيا لمواجهة وحدة صغيرة من حيث العدد من وحدات القسام؟

يقول: قد تعزي “إسرائيل” نفسها برواية واحد مقابل أربعة، و نقض رواية “المجاهدون قتلوا ضابطا”، ولكنه عزاء متأخر، ولن يمر على بعض الإسرائيليين وعلى جميع أبناء الشعب الفلسطيني.

أبو زبيدة: عملية حد السيف أثبتت قدرة المقاومة على مفاجأة العدو ويقظتها واستعدادها، وأنها في حالة دفاع عن النفس، ولديها الشجاعة والجرأة على الرد على عدوان الاحتلال وتثبيت المعادلات التي رسختها بالميدان.

قدرة وشجاعة
أما الباحث العسكري رامي أبو زبيدة قال: عملية حد السيف أثبتت قدرة المقاومة على مفاجأة العدو ويقظتها واستعدادها، وأنها في حالة دفاع عن النفس، ولديها الشجاعة والجرأة على الرد على عدوان الاحتلال وتثبيت المعادلات التي رسختها بالميدان.

وأضاف: قيادة الاحتلال أرادت تنفيذ عمل أمني صامت داخل حدود القطاع، لكن يقظة المقاومة أفشلت مهمة العدو، وأن الثابت بهذه العملية تحوّلها من تهديدٍ تكتيكيٍّ إلى مشكلةٍ إستراتيجيَّةٍ في ساحة المعركة نتيجة الإِخفاقات الاستخباراتيَّة، والفشل في اتّخاذ القرار.

وأكد أن الإخفاق الأهم في العملية يتمثل في الفشل الذي يعاني منه الجيش؛ وهو التنفيذ الميداني في المواجهة العملياتية المباشرة مع المقاومة، وأن الجندي غير قادر على تنفيذ ما تدرب عليه واستعد له، وهوما يثير الشكوك في إمكانية خوضه مواجهة مفتوحة مع المقاومة، وذلك سيبعد عن غزة شبح الحرب.

ومضى يقول: اعتراف آيزنكوت أن حماس نجحت في السيطرة على وثائق عسكرية ومعدات وأجهزة للقوة الخاصة الإسرائيلية، يثبت مصداقية قيادة المقاومة، وهنا نذكر ما تحدث به رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في مهرجان حماس 31 أن “هناك ذخرا أمنيا وفنيا كبيرا ومهما بين أيدي مهندسي كتائب القسام”، موضحا أنه “سيساهم في فهم وكشف آليات عمل هذه القوات الخاصة الإسرائيلية التي عملت في غزة والضفة ودول عربية وأماكن أخرى”.

أبو زبيدة: اعتراف آيزنكوت أن حماس نجحت في السيطرة على وثائق عسكرية ومعدات وأجهزة للقوة الخاصة الإسرائيلية، يثبت مصداقية قيادة المقاومة، وهنا نذكر ما تحدث به رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية. 

وتابع: ما لم يذكره التحقيق أن فضح  وكشف القوات الخاصة الصهيونية وما تبع ذلك من جهد أمني، أسهم بتقويض وتشويش عمل الشبكات الإسرائيلية التي كانت تجمع المعلومات عن المقاومة، وإن خسارة الكنز الاستخباراتي سيجعل من الصعب على الاحتلال التعامل مع ما تعده المقاومة من خطط وجهد عسكري ضدها في الداخل والخارج، كما قال أبو عبيدة سابقا: يجب على الاحتلال وأجهزته الأمنية أن تقلق كثيراً؛ لأن الكنز المعلوماتي الذي تحصلنا عليه من القوة الخاصة سيعطينا ميزة إستراتيجية على صعيد صراع العقول. 

وأكد أيضًا أن ما لم يذكره التحقيق أن بنك المعلومات الذي باتت تمتلكه القسام سيسهم في مراقبة أعمال بناء القوه اللازمة لدى العدو من تدريب وتسليح وتجهيز ومناورات وإعلام وخطط وحركة وتصعيد وتحشيد ودعاية وإجراءات ضد المقاومة؛ لأن رصد تلك الإجراءات تتيح معرفة مستوى جهوزية العدو وإمكاناته بالقيام بأعمال عدائية ومديات تلك الأعمال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات