الجمعة 02/مايو/2025

ورشة البحرين.. هل دفعت قطار التطبيع مع إسرائيل للأمام؟

ورشة البحرين.. هل دفعت قطار التطبيع مع إسرائيل للأمام؟

ما يزال التطبيع بين “إسرائيل” وبعض الأنظمة العربية لا سيما الخليجية يشق طريقه مسرعًا، وتتجاهل الأنظمة العربية أن “إسرائيل” ذلك الكيان الغاصب أوغل في دم العرب والفلسطينيين على مدار أكثر من سبعة عقود من الزمن، تحاول تلك الأنظمة أن تقنع شعوبها أن “إسرائيل” جزءًا طبيعيًّا في المنطقة وهو الذي لن يحدث.

مشهدان
حدثان جريا قبل أيام قليلة يشيران إلى عمق اختراق “إسرائيل” للمنطقة العربية؛ بعد انعقاد “المزاد الرخيص لبيع فلسطين” المسمى بـ”ورشة البحرين”؛ الأول زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى الإمارات العربية، وأخذه صورة تذكارية في مسجد الشيخ زايد بأبو ظبي.

والحدث الثاني الذي شهده أول أمس؛ فهو تأكيد رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين أن اتفاقات السلام مع الأردن ومصر قيمتها استراتيجية، وقد انضمت دول عربية أخرى سراً إلى دائرة السلام مع “إسرائيل”، “بحيث باتت قنوات اتصالاتنا معها مفتوحة”.

ورشة البحرين

ويتبادر إلى الأذهان أنه لا يمكن أن نفصل هذين الحدثين القاسيين عن “ورشة البحرين” التي قالت عنها صحيفة هآرتس إنها أظهرت ملامح التطبيع بين “إسرائيل” والعرب، وما رافق ذلك من مشاهد وتصريحات أطلقها إعلاميون خليجيون ضد القضية الفلسطينية.

ويقول مراقبون: إن ورشة البحرين وضعت حجر الأساس الحقيقي لانطلاق عجلة التطبيع العلني والمكشوف بين الجانبين، دون أن تتسبب العقبات التي تعترض انطلاق عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية بوقف هذا التطبيع.

وأكد المراقبون أن ورشة البحرين ورغم أن ظاهرها اقتصادي إلا أن تحمل في ثنايها إعلانًا لانطلاق قطار التطبيع المكشوف مع الاحتلال الإسرائيلي، ومن بوابات مختلفة.

ويتفاخر الإسرائيليون بالقول إن قمة البحرين كشفت عن واحد من الأسرار العلنية في المنطقة، وهي منظومة العلاقات بين “إسرائيل” وعدد من دول الخليج، ورغم مقاطعة الفلسطينيين لهذه القمة الاقتصادية، فقد واصل كبار المسؤولين الخليجيين مباحثاتهم مع رجال الأعمال وبعض الجنرالات والصحفيين الإسرائيليين خلال جلسات المؤتمر المذكور.

مشاهد الصحفيين الإسرائيليين في البحرين، وهم يتجولون في العاصمة المنامة، ويخرجون برسائل مباشرة عبر شاشاتهم والتسهيلات التي منحت لهم، هي صورة جديدة توضح أيضًا مدى الاختراق الإسرائيلي الحاصل.

والأهم من ذلك ما منحه وزير الخارجية البحريني من لقاءات حصرية لوسائل الإعلام الإسرائيلية، الذي تلفظ بتصريحات سوداوية ومقيتة من القضية الفلسطينية، والموقف من “إسرائيل” والعلاقات معها، وقوله إن “إسرائيل” باقية ونريد السلام معها.

ويشير مراقبون إلى أن خطورة اللقاءات الخليجية الإسرائيلية، تكمن في أنها كسرت المحرمات السائدة، والأخطر أن الإسرائيليين المشاركين في قمة البحرين فوجئوا من حجم الاستقبال الحميمي بالمنامة، خاصة التصريحات القاسية ضد الفلسطينيين، لأنها المرة الأولى التي خرجت للعلن، وأمام وسائل الإعلام، وبذلك فقد أزال مؤتمر البحرين العديد من الحواجز التي تعترض سبل تطوير العلاقات الثنائية بين (إسرائيل) ودول الخليج.

أسباب
المركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع، أرجع التقارب الخليجي مع الاحتلال الإسرائيلي لعدد من العوامل.

وأشار إلى أن بعض الأنظمة في الخليج تحاول إرضاء الإدارة الامريكية ممثلة بالرئيس دونالد ترامب الذي عمل على التقارب مع نتنياهو وقدم له خدمات سياسية كثيرة مثل الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان ورفض فكرة حل الدولتين.

وأضاف أن العامل الثاني هو الدخول في المحور الامريكي المعادي لإيران باعتبار أن إيران عدو شرير ينبغي مواجهته في الخليج والمنطقة.

والتقارب مع الاحتلال الإسرائيلي للحصول على ضمانة أمريكية متعلقة بتوفير الأمن والاستقرار للحكم في دول الخليج التي يواجه معظمها أزمات اقتصادية واجتماعية، وفق مركز مقاومة التطبيع.

وأضاف المركز أن معاداة القوى والحركات الإسلامية التي تمكنت من تسجيل تقدم ليس سهلا أثناء الثورات العربية واستطاعت أن تثبت أنها تمتلك رصيدا سياسيا وشعبيا كبيرا ولو أنها تراجعت في النهاية وخسرت معظم مكتسباتها لكنها لا تزال قادرة على التمدد.

وذكر عاملًا جديدًا وهو الخلافات الشديدة الحاصلة في المنطقة الإقليمية واتساع الصراعات بين السعودية وتركيا وإيران وسوريا، والخلاف بين قطر والسعودية والإمارات.. وحالة الاستقطاب والصراع في اليمن وعلى النفوذ الرياضي والإعلامي والمالي.

وأشار إلى أن بعض الدول في الخليج تسارع إلى التقارب مع الاحتلال الإسرائيلي، وتقدم له خدمات سياسية واقتصادية وإعلامية.

وقال إنها تحاول إقناع شعوبها بأهمية التطبيع مع الاحتلال وفوائده السياسية والاقتصادية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...