الأربعاء 26/يونيو/2024

القيادي الأسير حسن يوسف.. نموذج فريد على طريق المقاومة

القيادي الأسير حسن يوسف.. نموذج فريد على طريق المقاومة

في سياق حملة ممنهجة شنها الاحتلال، مستهدفا فيها الاغتيال المعنوي للنائب في المجلس التشريعي والقيادي الوطني حسن يوسف وأسرته، تداعت المواقف الفلسطينية لمؤازرته ودعمه، حيث أظهر هذا الإسناد ما يكنّه الشعب الفلسطيني للقيادي يوسف من مكانة واحترام، في وفاء جميل لتاريخه النضالي الطويل والمشرف.

تبوأ القيادي في حركة حماس الشيخ حسن يوسف (64 عاما) مكانة خاصة لدى أبناء الشعب الفلسطيني، حيث برز قائدا وطنيا ضحى بكل ما يملك في سبيل قضيته، وأمضى ما يزيد عن ثلث عمره في سجون الاحتلال، إضافة لما تميزت به شخصيته من صفات وطنية ووحدوية جامعة، وجدت القبول لدى جميع ألوان الطيف الفلسطيني.

سطر الشيخ يوسف صفحات ناصعة في حياته؛ إذ التحق مبكرا في العمل الوطني المقاوم ضد الاحتلال، ونظرا لأهمية موقعه القيادي وفعاليته العالية، تعمد الاحتلال تغييبه عن ميدان العمل في الضفة الغربية، فتوالت على الشيخ الاعتقالات الجائرة، فما أن يودع السجن حتى يعود إليه بعد مدّة وجيزة.

جاء الاعتقال الأخير للقيادي حسن يوسف في الثاني من أبريل الماضي، مسجلا الرقم (18) لعدد مرات الاعتقال التي تعرض لها طوال حياته، والتي استنزفت من عمره قرابة 23 عاما خلف قضبان الاحتلال.

كما جاء الاعتقال الأخير بعد مكوث الشيخ حسن يوسف قرابة ستة أشهر حرًّا طليقا من الأسر، حيث كان آخر إفراج عنه في الحادي عشر من أكتوبر العام الماضي، بعد قضائه 11 شهرا في سجون الاحتلال.

صلابة رجل

رغم أن الشيب غزا رأسه بتجاوزه الستين عاما، إلا أنه لم ينثن لحظة أمام الاحتلال، حيث شكلت عزيمته الصلبة مصدر إزعاج لهم، فرغم محاولاتهم المتكررة للنيل منه، إلا أنه كان يخرج من هذه المحن المتتالية أصلب عودا وأقوى شكيمة، مواصلا بعطاء لا ينضب خدمته لدينه ووطنه وأبناء شعبه.

فكان الشيخ حسن يوسف في سنوات سجنه الطويلة منارة لرفاقه في السجن، يأخذ دوره القيادي على أكمل وجه، فيقوم بمسؤوليته المعهودة في إدارة شؤونهم والتخفيف عنهم، حيث اشتهر أنه صاحب روح مداعبة ولطافة وخلق عالٍ يلقي على من حوله الأنس والطمأنينة رغم الشدة وحلكة السجن.

وكالمقاتل الذي لا يعرف الراحة، كان يستغل فرصة انعتاقه من قيود الأسر، وخروجه من السجن بمواصلة عمله الوطني محرضا على الاحتلال ومقاوما لمخططاته، فلا يتخلف عن المشاركة في جميع الفعاليات الوطنية التي تتعلق بالأسرى والمسجد الأقصى ومقاومة الاستيطان، بالإضافة إلى تواصله الدائم مع أبناء شعبه ومع القوى الوطنية والإسلامية كافة.

تجربة الاعتقال

بدأت تجربة القيادي حسن يوسف مع الاعتقال لدى الاحتلال منذ عام 1971م، ولما عرف عنه نشاطه في العمل الوطني، تعمد الاحتلال مواصلة اعتقاله بين الفينة والأخرى، بحيث لا يكاد يخرج من السجن أشهرًا معدودة حتى يعيد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى، والتي تواصلت بكثافة منذ عام 2003م، وتراوحت فترات اعتقاله بين السبع سنوات والستة أشهر.

أبعد الشيخ حسن يوسف إلى مرج الزهور مع 417 من قيادات حماس والجهاد الإسلامي عام 1992م، وكان للإبعاد أثر كبير في صقل شخصيته وإبرازه كأحد قيادات العمل الوطني والإسلامي على مستوى فلسطين، كما عمل ناطقا باسم حركة حماس حتى انتخابه نائبا في المجلس التشريعي.

اعتقل بتاريخ 25/9/2005، وفاز في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وهو في السجن، حيث حاز على أعلى الأصوات في الضفة الغربية، وكانت تهمته العمل مع القوى الوطنية ضد الاحتلال، حيث كان ممثلا عن حركة حماس في هيئة القوى الوطنية والإسلامية التي كانت تدير نشاطات وفعاليات الفصائل المشتركة على مستوى الضفة.

بطاقة تعريف

ولد الشيخ حسن يوسف دار خليل، في مدينة رام الله شمال فلسطين المحتلة في أبريل عام 1955 في قرية الجانية، وتلقى تعليمه الأساسي فيها، في حين أكمل تعليمه في الإعدادية والثانوية في بلدة كفر نعمة المجاورة.

كان والد الشيخ حسن يعمل إماماً ومؤذناً وخطيباً لمسجد القرية؛ ما جعل انتماءه للمساجد وللحركة الإسلامية شيئا متجذراً، وواحدة من صفاته الملازمة التي لا تفارقه، فتربى على حب الإسلام والانتماء له والالتفاف حوله، ما صقل شخصيته وانعكس ذلك على انتمائه وسلوكه.

وعندما كان عمره 15 عاماً كان مسؤولاً عن مسجد رام الله التحتا، وبعدها التحق بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس.

تزوج من السيدة صباح أبو سالم، وهي من بلدة بيتونيا، وأنجب منها ستة أولاد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات