مقابل التطبيع الرسمي.. نبض الأمة يرفض إسرائيل

رغم حالة الهرولة الرسمية العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وفي سياق ما تتخذه جولات التطبيع من طابع رسمي، تبقى الشعوب العربية حرةً رافضة لهذا الخيار، معبّرة عن ذلك بأشكال مختلفة، تارةً بالتظاهرات والمسيرات الاحتجاجية، وتارةً بالحملات الإعلامية والاجتماعية، ما يؤدي إلى تلاشي الموجة وعودتها إلى مربع الصفر.

مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات في لبنان، أصدر دراسة أكّد فيها وجود مرونة كبيرة للسلطة الفلسطينية تجاه قضايا الصراع الأساسية، ومع ذلك رفضت “إسرائيل” جميع المقترحات المقدمة، وعملت بوضوح على تقويض أركان السلطة ومؤسساتها.

وأشار المركز إلى أنّه في مقابل ذلك أصرّت حماس على رفض كل أشكال التطبيع مع “إسرائيل”، وترى أن “التطبيع خيانة لشعوب الأمة وقيمها وأخلاقها، وغدر بتضحيات الشعب الفلسطيني”، كما جاء على لسان رئيس الحركة في الخارج ماهر صلاح.

وفي المواقف العربية الرسمية، بين المركز أنّ هناك ثلاث دول عربية اعترفت سابقاً بـ”إسرائيل”، وهي (مصر، والأردن، وموريتانيا)، وهناك دول أخرى كانت لها علاقة دبلوماسية بـ”إسرائيل” قبل اندلاع الانتفاضة الثانية، كالمغرب وتونس.

وفيما يتعلق بموقف الشعوب، أشار مركز الفكر الإستراتيجي، إلى أنّ الساحة العربية لا تزال تشهد دعوات رفض للتطبيع، ومن المتوقع أن تشهد الساحة موجات احتجاجات رافضة، حيث دعا الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، سامي الطاهري، القوى الاجتماعية والأحزاب الوطنية في تونس إلى السعي من أجل سن قانون يجرم التطبيع مع “إسرائيل”.

وفي الكويت جدد عدد من نواب مجلس الأمة تأكيدهم رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، مشيدين بمواقف الكويت الثابتة تجاه عدم التطبيع، وبمواقفها ضد الكيان الملطخة يده بدماء الأطفال والنساء وشهداء فلسطين، عادّين التطبيع جريمة شرعية وأخلاقية وإنسانية وقانونية.

كما أن هناك أصواتاً شعبية ترفض التطبيع، وستظل أخرى تخشى من المجاهرة برفضه خشية مخالفة توجهات حكوماتهم.

وتوقع المركز أن تُفشل الشعوب العربية التطبيع؛ لكونها ترى في “إسرائيل” العدو الأول، وفي القضية الفلسطينية القضية الأولى، كما هو خيار حركة حماس التي ترفض التطبيع بكل أشكاله، وما يضعف هذا السيناريو انشغال الشعوب العربية بقضاياها الداخلية، وإصرار بعض القيادات العربية على التطبيع.

وبين أنّ مع كل هذا فإن خيار التطبيع، بأي صيغة كان، إن تم فإنه سيظل بعيداً عن الشرعية الشعبية، وستظل مظاهره معزولة عن الاعتراف الشعبي، ورغم كل الأحداث التي تشهدها المنطقة فإن المزاج الشعبي العربي سيبقى رافضاً للتطبيع.

رفض بحريني
النائب البحريني السابق، جلال فيروز قال: إن “شعب البحرين يرفض صفقة الخيانة وتدنيس أرضه بأقدام صهيونية”، مطالباً بتشكيل تحالف دولي ضد التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وصفقة القرن.

وفي رسالة مصوّرة له من لندن، قال فيروز: إن “القوى السياسية البحرينية، وحتى القريبة من النظام، رفضت في وثيقة تاريخية مؤتمر العار”، مضيفًا “نحن مسؤولون أن نسعى ونبادر ونعمل لإفشال هذا المخطط الشيطاني”، وفق يونيوز للأخبار.

ودعا إلى “تكوين تحالف دولي ضد التطبيع وضد صفقة القرن، ونحتاج أن نرى بأن مقدراتنا وإمكاناتنا يجب أن تتحد ونضع برنامج عمل”.

وتابع “لا لبيع القضية الفلسطينية والمقدسات وإذلال الكرامة العربية”.

أمّا رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية في الكويت طارق الشايع، فندد بمشاركة دول عربية وإسلامية في مؤتمر المنامة، المنعقد في العاصمة البحرينية، واصفاً إياه بمؤتمر “بيع فلسطين”.

وقال الشايع، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن “ورشة البحرين وصفقة القرن، سيئة الذكر، وصمة عار لكل القيادات السياسية والحكومات العربية التي شاركت في الورشة”، مؤكداً أن هذه المشاركة لا تعبر عن صوت الشعوب العربية الحرة.

وشدد الناشط الشبابي في نصرة القدس والقضية الفلسطينية، أن ورشة البحرين وصفقة القرن، لن يكتب لهما احتمالية النجاح، قائلاً: “لن تنجح كما غيرها من صفقات بيع فلسطين التي بدأت باتفاقية أوسلو، وهذا جزء من المعركة وليس نهاية المعركة لتحرير فلسطين”.

وأضاف: “إن بيعت فلسطين على الورق فلن يستطيعوا بيعها حقيقة، ونتحدى أن يقوموا بذلك، فالأراضي التي حررت كقطاع غزة لم ولن يستطيع الاحتلال أن يدخلها نصف كيلومتر واحد”.

حملات شعبية
جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت، أطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لنصرة القدس والأقصى.

ودعت للمشاركة في الحملة عبر وسم #لايضرهم_من_خذلهم ، وحثت الجميع على التفاعل لتسجيل مشاعره الصادقة ورفع معنويات إخوانه في فلسطين، وأشارت إلى أن الكويت حكومة وشعبا عرفت بموقفها الراسخ المناصر لقضية فلسطين.

وقاطعت الكويت ورشة البحرين؛ نصرة لفلسطين، ورفضا للتطبيع، في حين صدرت في الآونة الأخيرة مواقف قوية عديدة مناهضة للاحتلال، ومؤكدةً الحقوق الفلسطينية ورافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أكّد أنّ الضغط الشعبي العربي أدى لظهور مؤتمر البحرين بهذا المشهد الهزلي، وكذلك عدم مشاركة بعض الدول العربية.

وأوضح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الضغط الشعبي وضع بعض المشاركين في خانة، بيع القضية الفلسطينية والالتفاف عليها وملف التطبيع، وقال: “نعتقد أن الضغط الشعبي له دور كبير جداً وإيجابي بإظهار المؤتمر بهذا المشهد الهزلي”.

وبين أنّ هذا المشهد شكّل بداية غير موفقة للولايات المتحدة في طرح قضية صفقة القرن بهذا الشكل والحجم.

وأشار إلى أنّ أحد المردودات الإيجابية لمؤتمر البحرين؛ أنّ الأصوات الرافضة للتطبيع ظهرت مجدداً وبقوة في طرح ملف التطبيع، وأعلنت تجريم كل من يشارك في التطبيع، وقد بدا أنّ مؤتمر البحرين بداية لمواجهة للتطبيع.