الأحد 06/أكتوبر/2024

العيسوية .. بلدة مقدسية ثائرة

العيسوية .. بلدة مقدسية ثائرة

من الإعدام الميداني إلى الاقتحام والاعتقالات والاعتداءات تنوعت اعتداءات قوات الاحتلال الصهيوني في بلدة العيسوية شرق مدينة القدس المحتلة، وسط حالة من الاستبسال والحراك الثوري الشعبي الذي لا يتوقف.

أوضاع استثنائية تعيشها البلدة منذ إعدام قوات الاحتلال مساء الخميس الماضي الأسير المحرر محمد سمير عبيد بإطلاق النار المباشر تجاهه.

وشهدت البلدة الجمعة إضرابا شاملا؛ أغلقت خلاله المحلات التجارية أبوابها، وخلت الشوارع من المارة، وتوقفت الحياة في أسواق البلدة، في حين انطلقت المسيرات المؤازرة لعائلة الشهيد.


الشهيد المحرر محمد عبيد

ووسط كل ذلك تعرضت البلدة لسلسلة اقتحامات كان الشبان لها بالمرصاد لتندلع المواجهات وسط حالة من الاستبسال في مواجهة قمع الاحتلال.

وخلال اليومين الماضيين نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في البلدة طالت أكثر من 20 من أبنائها وأصابت ما يزيد عن 50 آخرين، دون أن ينجح ذلك في احتواء حالة الغضب والتآزر مع عائلة الشهيد الذي تواصل تلك القوات احتجاز جثمانه.

 

ويؤكد المحامي محمد محمود، الذي يتابع قضية تسليم جثمان الشهيد عبيد، أن محكمة صلح الاحتلال لم تلزم الشرطة بتسليم جثمان الشهيد عبيد، وأمهلتها 48 ساعة لإقرار تسليم الجثمان من عدمه، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى المحكمة العليا للمطالبة بتسليم الجثمان.

اعتداءات متكررة
وبلدة العيساوية الرابضة شرق مدينة القدس المحتلة، تتعرض باستمرار ولا تزال لحملة انتقامية صهيونية شرسة، تستهدف صمود أهلها.

وعلى الدوام كان للبلدة تاريخ مجيد في مقاومة إرهاب الاحتلال ومستوطنيه على مدار تاريخ احتلال القدس؛ لذلك لا يبدو غريبا أن يثور شبابها أكثر من غيرهم من ساحات الضفة المحتلة.


الشباب الثائر ينتفض في العيسوية

التأسيس والأصل
تأسست البلدة قبل 900 عام، وبعض المصادر نسبت اسمها إلى السيد المسيح عيسى بن مريم، فيما نسبته مصادر أخرى إلى الملك عيسى الأيوبي.

 

وينحدر أصل سكانها من الجزيرة العربية، وسوريا وكردستان العراق، وفق مصادر تاريخية، ويسكنها هذه الأيام قرابة 20 ألف نسمة.

البلدة التي كان لها دورٌ بارز في أحداث انتفاضة القدس التي اندلعت مطلع أكتوبر 2015، يبلغ مساحتها قرابة 16 ألف دونم.

وتعرضت البلدة خلال انتفاضة القدس لحملات دهم واقتحامات واسعة، وتخللها اعتقالات وتنكيل كبيران، إضافة لفرض حصار مشدد على البلدة في 14 أكتوبر 2015.

ووفق تقرير سابق لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فإن أكثر ما كان يعاني منه الآمنون في بيوت العيسوية هو الغاز السام، الذي تلقيه قوات الاحتلال، ويخترق بيوتهم بكثافة، ويتسبب بحالات اختناق عديدة في صفوفهم، ما جعل الأهالي يغلقون منافذ منازلهم كافة بإحكام.


الشباب الثائر ينتفض في العيسوية

إضراب سامر العيساوي
كما اكتسبت بلدة العيسوية في السنوات الأخيرة حضورا واسعا في الإعلام بعد الإضراب الطويل للأسير سامر العيساوي، وشاركت وقتها في تظاهرات مساندة لإضراب الأسير الذي استمر 270 يوما.

وقد كانت ردة فعل الاحتلال على هذه التظاهرات المساندة للإضراب عنيفة، ونفذ حملة اعتقالات واقتحامات واسعة للقرية شملت إطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والقنابل الصوتية وقنابل الغاز، وقد أزالت قوات الاحتلال خيمة الاعتصام من القرية ما يزيد عن ستين مرة.


الشباب الثائر وحدة ميدانية في العيسوية

شجرة الخروب
وتوجد في القرية مؤسسات مجتمع مدنيّ فاعلة مثل مركز مجتمعي العيساوية، ومنتدى شباب العيساوية، والمركز النسويّ.

وتشتهر بلدة العيساوية بشجرة الخروب القديمة، التي تطل على البلدة من الجنوب، ويعتقد أن عمرها يصل لـ700 عام.

الاستيطان
ومنذ احتلال القدس في عام 1967 صادر الاحتلال مساحات واسعة من أراضي البلدة لمصلحة المشاريع التوسعية الاستيطانية، وبناء الشوارع الالتفافية والقواعد العسكرية، وعزل الجدار الفاصل نحو 7 آلاف دونم من أراضي البلدة، إضافة لمخطط إنشاء “حديقة قومية” ستلتهم 450 دونما من أراضي البلدة.


الحارقات .. سلاح الثوار

وسيؤدي تنفيذ مخطط الحديقة، والذي جُمّد مؤقتا في تشرين الأول 2013 نظراً للضغط الدوليّ، إلى الاستيلاء على المساحات الوحيدة المتاحة والباقية لدى أهالي الطور والعيساوية للتوسع العمراني، وقد صودرت حتى اليوم المئات من الدونمات من أراضي العيساوية لمصلحة بناء هذه الحديقة، ولبناء مكب للنفايات الصّلبة.

ويطمح هذ المشروع الاستيطاني إلى وصل منطقة “E1” ومستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، وفي المقابل عزل القدس عن بقية الضفة الغربية، ومنع التواصل الجغرافي الفلسطيني، وقطع العيساوية عن شعفاط وعناتا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات