في بيت الباز.. رسام وشهيد
دفتر المحفوظات الفنيّة في منزل الرسام الفتى جميل الباز، مليء بعد أن ضمّ إليه عشرات الرسومات مؤخرًا لوجوه غادرت الحياة في غزة والضفة.
ويترجم الباز إحساسه بمعاناة الإنسان المحاصر بغزة والمعتدى عليه من قوات الاحتلال بالضفة والقدس فوق لوحات فنيّة لوجوه تتقاسم الألم وذكريات الرحيل.
ومارس الباز هواية الرسم كأقرانه في المدرسة، لكن حادثة استشهاد شقيقه منتصر قبل شهور فجّرت طاقةً إبداعية في ريشته ليترجم وجوه الأسرى والشهداء من حوله على الورق.

null

null
وجوه فلسطينية
يفضّل الباز اجترار حزنه على معاناة الإنسان والأطفال في فلسطين فوق ورقه الأبيض الذي يخطّ عليه بقلم الفحم قسمات وجوه من ضحايا الاحتلال.
شكل رحيل شقيقه منتصر (17 عامًا) وصديقهما عبد الرحمن عقل دفعة فنيّة ترجم فيها الفتى الباز حزنه على فراقهما فكانت أكثر الرسومات التي لفتت النظر إليه هو رسمه لوجه شقيقه، والتي لاقت انتشاراً واسعاً على شبكة الإنترنت.
وفقد جميل منتصر الذي لازمه كصديق طوال اليوم، وعاش معه لحظة استشهاده برصاص الاحتلال على حدود مدينة دير البلح.

null

null
ويضيف: “أصبت برصاص الاحتلال مرتين، وأصيب هو 3 مرات حتى قتله جنود الاحتلال برصاصة متفجّرة في رأسه أخبرني أن أرسم وجه صديقه عبد الرحمن عقل، ولما رحل هو رسمت وجهه، ومن يومها ريشتي لا تتوقف”.
تتحول مشاهدات ومشاركة الباز في فعاليات مسيرة العودة على السلك الفاصل شرق غزة إلى لوحات فنيّة لشبان وأطفال صادقهم وآخرون التقى بهم، وربما تأثّر برحيل أحد القادة الفلسطينيين والشهداء فلجأ إلى قلمه وأوراقه.
ويتابع: “بدأت من صغري أقلد رسم أفلام الكرتون، ثم بعد سنوات بدأت أرسم وجوه الشهداء والجرحى ثم مناظر طبيعية على الزجاج، ورسمت عدة مرات على رمال البحر، و بدأت مؤخراً أعدّ لوحات بحرق الخشب”.

null

null
حرية وفن
ثلاثة حروب وعدوان متصاعد من قوات الاحتلال في مسيرة العودة على غزة يشكّل مورداً متواصلا للفتى الرسام قرأ فيه عشرات المرات وجوهاً من حوله وعبّر عن فقدها بطريقته الخاصّة.
وضمّ جميل قبل أيام رسمته رقم (200) إلى دفتر المحفوظات المكوّن من جزئين بحجمين مختلفين معظمه مرسوم بأقلام الفحم والرصاص والشق الآخر ملوّن.
قبل أسابيع خطّ بريشته وجه الطفلة الشهيد صبا أبو عرار وتلقى بعد نشر لوحته باتصال من وفد إنساني ماليزي طلب استضافته للتعرف عليه وتكريمه.
ويتابع: “أرسم وأنشر وأتفاجأ بتناقل رسوماتي من حسابات فيسبوك ومواقع كثيرة، وبعض من أرسمهم من فنانين أو ذوي الشهداء يتواصلون معي ويشكروني”.
رسالتي للعالم من خلال هوايتي أن أنقل قضية فلسطين ومعاناة الأطفال في غزة المحاصرة أرجو أن تتاح لي الفرصة لأشارك في مسابقات ومعارض، لكنني لا زلت بحاجة إلى تنمية موهبتي، ومستمر بالاطلاع على لوحات فنانيين عالميين”.
ويشكو الباز من عدم اهتمام المؤسسات الفنيّة بغزة بالطاقات الصاعدة التي تمتلك الكثير من الفن لكنها بحاجة للرعاية والاهتمام حتى تتقدم.

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...