هنية يحدد 4 مستويات لتحقيق المصالحة.. تفاهمات التهدئة بخطر

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، أن حركته تبحث مع كل الفصائل الفلسطينية عن قاسم مشترك نحافظ من خلاله على الحقوق والتطلعات لإقامة الدولة الفلسطينية، محددا 4 مستويات لتحقيق المصالحة.
أولويات
وقال خلال لقاء له مع ممثلي الإعلام الأجنبي بغزة: إن حماس تحدد أولوياتها انطلاقا من أنها حركة تحرر وطني تقبل التعددية، ووصلت إلى الحكم بطريقة ديمقراطية، وتؤمن بالديمقراطية والتعددية والتداول السلمي للسلطة، وأن الحركة شاركت في انتخابات نقابية وبلدية وتشريعية، وتقبل ما يقرره الشعب عبر صناديق الاقتراع.

null
وأضاف أن الأولوية القصوى لحركة حماس هي استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وقد برهنت على جديتها بذلك في أكثر من مرحلة وعلى أكثر من مسار، وقد وقعت عدة اتفاقيات في القاهرة والدوحة وبيروت وغزة، وتنازلت عن حقها الدستوري في تشكيل الحكومة لمصلحة تشكيل حكومة وفاق وطنية، وذلك خلال لقائه بمجموعة من الصحفيين الأجانب اليوم في غزة.
وتابع أن حركة فتح والسلطة لم تتعامل بالجدية المطلوبة؛ فلم يلتزموا بتطبيق الاتفاقيات، ولم يتجاوبوا مع المساعي المصرية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكداً استعداد حركة حماس لتقديم كل التسهيلات والتنازلات -التي لا تشمل الثوابت- من أجل إنهاء الانقسام.
ودعا هنية إلى تحقيق المصالحة على عدة مستويات؛ الأول: توحيد المؤسسات في الضفة وغزة، والثاني: إجراء انتخابات شاملة (تشريعية، ورئاسية، ومجلس وطني)، والثالث: تشكيل حكومة وحدة وطنية، أما المستوى الأخير فهو إعادة بناء منظمة التحرير بما يضمن مشاركة الأحزاب الفلسطينية خارج المنظمة.
ووجه هنية دعوة صريحة لرئيس السلطة محمود عباس لزيارة قطاع غزة، والجلوس مع أبناء شعبه على طاولة واحدة، والاتفاق على كل الملفات وحل كل الإشكالات.
وقال: إن الأولوية الثانية لحركة حماس هي إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، بعدما أصابه الكثير من التيه السياسي بسبب الاجتهادات الخاطئة، وانطلاقا من الإدراك أن مشروعنا السياسي في خطر بفعل تمزيق الاحتلال لأسس هذا المشروع، وجهود الولايات المتحدة لفرض صفقة القرن.
وأكد أن فك الحصار عن قطاع غزة، يعد الأولوية الثالثة لحركة حماس، موجها الشكر لكل الجهود التي تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة للتوصل إلى التفاهمات مع الاحتلال.
أما الأولوية الرابعة فهي إفشال المخططات الإسرائيلية في ضم الضفة الغربية، وأكد هنية أن شعبنا لن يتنازل عن الضفة والقدس، مشدداً على أن القدس هي عاصمة دولة فلسطين، وأن كل محاولات إعطاء الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية سوف يواجهها شعبنا بكل أشكال المقاومة والدفاع عن حقه بالضفة وغيرها.
وأوضح هنية أن الأولوية الخامسة هي إنهاء معاناة 7000 آلاف أسير فلسطيني، من خلال مسارين؛ الأول بالعمل على تحريرهم، والثاني بتحسين ظروف معيشتهم داخل السجون، “لذلك نحن ندافع، ونتبنى كل مطالب الأسرى”.
وأوضح هنية أن حماية اللاجئين في الشتات تعد الأولوية السادسة لحركة حماس من خلال الدفاع عن حق العودة، ورفض كل مشاريع الوطن البديل من جهة، والحوار مع أشقائنا الدول المستضيفة للاجئين من أجل توفير الحياة الكريمة في مخيمات اللجوء من جهة أخرى.
وشدد هنية على أن الهدف النهائي لحركته؛ هو إنهاء الاحتلال ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته وعاصمتها القدس.

null
ورشة البحرين
وبشأن ورشة البحرين الاقتصادية، قال هنية: إن هذه الورشة تندرج ضمن الجهود الأمريكية والإسرائيلية لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، موضحاً أن الورشة واجهتُها اقتصادية، لكن مضمونها سياسي، وتهدف إلى قصر القضية الفلسطينية من قضية شعب يبحث عن الحرية والاستقلال إلى قضية اقتصادية وإنسانية.
وطالب هنية جلالة ملك البحرين أن يأخذ قرارا جريئا بعدم إجراء هذه الورشة من أجل الشعب الفلسطيني.
وعبر عن رفض الحركة وعدم قبولها أن تستضيف أي دولة عربية هذه المؤتمرات التي تشكل جسرا للتطبيع مع الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية.
وحول صفقة القرن قال هنية: إننا لا نعرف بنودها حتى الآن، لكن ما يجرى على الواقع مثل الاعتراف الأمريكي بضم القدس ونقل السفارة، وإعلان ضم الجولان، وإعطاء الضوء الأخضر لضم المستوطنات. كل هذه مؤشرات أن هذه الصفقة تدمر المشروع الوطني.
وشدد هنية على أننا لا يمكن أن نقبل بها أو نتعامل معها، ونضمن لشعبنا استخدام كل الوسائل للدفاع عن مشروعه من مخاطرها.
التفاهمات بخطر
وقال هنية: إن التفاهمات التي أبرمت مع الاحتلال برعاية مصرية وقطرية وأممية دخلت مربع الخطر بسبب تباطؤ وتلكؤ الاحتلال في تنفيذ بنودها، وتعامله بعدم احترام مع جهود الوسطاء، والتعامل بمزاجية عالية، وعدم التزامه بالاستحقاقات المطلوبة منه.
وأكد أن حماس متمسكة بهذه التفاهمات بسبب حرصها على إنهاء المعاناة داخل غزة، وتهدف إلى توفير حياة كريمة للمواطنين، وتوفير لهم حرية الحركة، وتجنيب شعبنا العدوان.
وأوضح أن حماس اجتهدت في كل الاتجاهات لكسر هذا الحصار وصولا إلى التفاهمات التي جرت برعاية مصرية أممية قطرية، لكن للأسف حتى الآن لم يشعر المواطن الفلسطيني في غزة بثمرة هذه التفاهمات.
وبيّن هنية أن الاحتلال حتى الآن لم يوفر حرية الحركة عبر المعابر، ويتعامل بابتزاز بما يخص مساحة الصيد، ويعيق تنفيذ مشاريع الكهرباء، ومشاريع التشغيل وبناء المناطق الصناعية، ويفرض قيودا شديدة على دخول الأموال إلى غزة.
وأوضح للصحفيين الأجانب أن قطاع غزة يتعرض لحصار ظالم عقابا على خيار الديمقراطية، وقد تعرض القطاع لحروب طاحنة عدّة، ودفع أهلنا جراء هذه الحروب آلاف الشهداء وآلاف البيوت وآلاف المعاقين.
وبيّن أن هذه الحروب الظالمة تجرى في إطار عدم تكافؤ بالمطلق بين الوسائل البسيطة والقوة الإسرائيلية الغاشمة.
ونبّه هنية لأن شعبنا فكر كثيرا في كسر الحصار بالكثير من الوسائل، بما في ذلك مسيرات العودة التي خرج فيها عشرات الآلاف من شعبنا في إطار المقاومة الشعبية السلمية، لترفع الصوت عاليا بضرورة رفع الحصار عن غزة، لكن الاحتلال واجه هذه المسيرات بالرصاص الحي، وبالقتل المتعمد.
وأضاف: لقد ارتقى أكثر من 300 شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى، والآلاف منهم أصبحوا معاقين بعدما بترت أطرافهم.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: إن اللجان الأممية التي تشكلت للتحقيق في أحداث مسيرات العودة قررت أن التظاهر كان سلميًّا، وأن “إسرائيل” استخدمت القوة المفرطة وارتكبت جرائم تصل إلى جرائم حرب.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي ما يزال عاجزا عن إلزام الاحتلال بتطبيق القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، بل يعطي أحيانا الضوء الأخضر للاحتلال بالإمعان في سياساته القمعية وإيذاء الشعب الفلسطيني، وشطب وجوده شعبًا وكيانًا ومقدساتٍ وهويةً.
وشدد على أن صمت المجتمع الدولي عن حصار غزة، والجدار والمستوطنات في الضفة الغربية، وتهويد القدس، ومحاولات شطب حق العودة، شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم.
وأكمل حديثه هنية: للأسف الشديد بعض الدول لم تكتف بالصمت والتشجيع؛ بل صنفت حركات المقاومة بالإرهابية، مبيناً أن هذا تنكر لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال.
وتابع: نحن نعرف أن شعوبا كثيرة بما فيها الأوروبية في مرحلة ما قاومت الاحتلال والاستعمار، وحققت الاستقلال، متسائلاً: “كيف تتمتع بالاستقلال بفضل حق مارسته مسبقا ثم تصنف الشعوب المقاومة بالإرهاب لأنها مارست الحق ذاته!”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...

جماعة أنصار الله: واشنطن تجاهلت تحذيراتنا لأنها لا تأبه بحياة الصهاينة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت جماعة أنصار الله اليمنية، الأحد، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تأبه بحياة الإسرائيليين رغم توجيه تحذير لها...

مدير المستشفيات الميدانية بغزة: المجاعة قادمة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن أغلب سكان قطاع غزة يعيشون تجويعاً ينفذه...

إصابة 43 فلسطينيًا باقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 3 فلسطينيين بينهم طفل، برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي و40 آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر اقتحام...

كتائب القسام تكشف تفاصيل كمين مركب شرقي رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد، عن تفاصيل كمين مركب نفذته في قوة من جيش الاحتلال...

الصحة العالمية: غزة تفتقر إلى كل شيء والوضع قريب من الهاوية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه "كارثي وقريب من من الهاوية"،...