تجار التصاريح… مناصفة لقوت العامل بدائرة الابتزاز

يجدُّ العامل علي أبو لبن في العمل في قطاع البناء في أراضي ال48 ولا يستطيع أن يتغيب يوما واحدا عن عمله ذلك أنه يدفع مبلع 2600 شيقل شهريا بدل ثمن تصريح العمل الذي يدخل به إلى مكان العمل، وبالتالي فهو ملزم بدفع هذا المبلغ سواء عمل أم لم يعمل.
يقول أبو لبن لمراسلنا: إن حاله هو حال كل من يعمل خارج إطار مكتب العمل “الإسرائيلي”؛ فمن يعمل وفق إجراءات مكتب العمل يحصل على تصريح وكامل الحقوق العمالية دون أن يدفع أتاوات أو رشاوى، ولكن كثيرين لا يستطيعون الحصول على هذه التصاريح.
شبكات فساد
وبحسب أبو لبن؛ فإن آلية تصاريح الشراء أو الأصفار أو الزراعة أو غيرها تتم من خلال سماسرة بطرق مختلفة، ويتقاضون مبالغ تصل أحيانا إلى نصف أجرة العامل، فهم يقاسمون العامل لقمة عيشه.
ويصنف المحامي المتابع لقضايا العمال بأراضي ال48، محمد واكد لمراسلنا هذه الأنواع من التصاريح، فبعضها من خلال شبكات فساد بين عملاء وضباط مخابرات صهاينة يصدرونها خارج إطار اللوائح الرسمية ويتقاضون مبالغ طائلة عليها، وقسم منها من خلال متعهدين وشركات في الداخل تسجل هؤلاء العمال على لوائحها، وتحصل لهم تصاريح دون أن يعملوا لديها فيما يدفعون لها مبالغ طائلة.
سماسرة الفواتير:
ولكن واكد يشير إلى معاناة من نوع جديد برزت في الشهور الأخيرة منذ مطلع العام الجاري، وهي المرتبطة بإجراءات الاحتلال المرتبطة بتصاريح الغرف التجارية، وهي اشتراط الاحتلال للحصول على تصريح للغرفة التجارية توفير فاتورة مقاصة لا تقل قيمتها عن ثلاثين ألف شيقل.
وأضاف: جعل ذلك المئات ممن كانوا يحصلون على تصاريح عبر الغرف التجارية مضطرين بابتزاز مالي من نوع جديد، وهو دفع مبالغ عالية للحصول على هذه الفاتورة، وأحيانا بعد رفع الطلب للاحتلال، يتبين أن الفاتورة مزورة أو غير صحيحة البيانات، فيذهب ما دفعه العامل سدى.
وأردف: انتشرت في الشهور الأخيرة بوضوح وعلنية تجارة فواتير المقاصة على حساب قوت العامل، حيث تدفع مبالغ كبيرة للحصول على هذه الفواتير حتى يتمكنوا من تقديم معاملة تصريح تجاري؛ ولكن من يتابع الأمر يشعر حجم النصب والاحتيال في هذه الفواتير.
وأضاف: تبين من كشف واحد تقدمت به غرفة تجارة وصناعة جنين للجانب الإسرائيلي للحصول على تصاريح أن ( 53 ) معاملة رفضت غالبيتها بذريعة أن الفواتير مزورة أو غير صحيحة، بالرغم من أن العمال دفعوا مبالغ كبيرة للحصول عليها.
ويرى العامل حسن دقة لمراسلنا أن العامل ضحية الابتزاز المركب في هذه الحالات، وهؤلاء السماسرة شبكات متصلة في الضفة الغربية مع الداخل ، وحين يقع النصب لا يتم محاسبتهم ولا أحد يتابعهم فيما لا نملك أي خيارات أخرى تمكننا من الحصول على تصريح لتوفير قوت أبنائنا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...

جماعة أنصار الله: واشنطن تجاهلت تحذيراتنا لأنها لا تأبه بحياة الصهاينة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت جماعة أنصار الله اليمنية، الأحد، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تأبه بحياة الإسرائيليين رغم توجيه تحذير لها...

مدير المستشفيات الميدانية بغزة: المجاعة قادمة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن أغلب سكان قطاع غزة يعيشون تجويعاً ينفذه...

إصابة 43 فلسطينيًا باقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 3 فلسطينيين بينهم طفل، برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي و40 آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر اقتحام...

كتائب القسام تكشف تفاصيل كمين مركب شرقي رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد، عن تفاصيل كمين مركب نفذته في قوة من جيش الاحتلال...

الصحة العالمية: غزة تفتقر إلى كل شيء والوضع قريب من الهاوية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه "كارثي وقريب من من الهاوية"،...

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلو النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...