بـالكعك والفسيخ.. الغزيون يستقبلون العيد رغم آلام الحصار

منذ صبيحة الثلاثين من رمضان انطلقت الخمسينية أم رائد، لشراء أفضل ما تحب أن تستقبل به عيد الفطر المبارك، ألا وهو الفسيخ، وبعضاً من حلوى الكعك.

تقول أم رائد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” وهي تنتقل من بسطة إلى أخرى لتنتقي أجود أنواع الفسيخ وأفضلها سعراً، “لا نشعر بعيد الفطر، إلا بوجبة الفسيخ التي نستفتح بها نهارنا صبيحة يوم العيد، فهذا شيء مقدس لي ولعائلتي إن لم يكن لغزة كلها”.

null
ويتفنن الفلسطينيون خصوصاً في قطاع غزة في إعداد الفسيخ، وهو سمك يتم تجفيفه ووضعه في ملح خشن لشهورٍ عدة، حتى يكتسب لوناً فضيًّا ورائحة مميّزة، إلا أنّ الفلسطينيين يصبغونه باللون الأصفر ترغيباً للزبائن بشرائه.

ويستقبل أهالي قطاع غزة، عيد الفطر هذا العام، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي منذ 13 عامًا، وعقوبات السلطة منذ أكثر من عامين، وما أسفرت عنه من نتائج كارثية.

وفي غزة، تبدع العوائل الفلسطينية في طهو “البندورة المقلية مع البصل والفلفل الأخضر والليمون، إلى جانب الفسيخ الذي ينقع بالماء لأكثر من ساعة قبل طهيه، وذلك لتخفيف حدة الملح الموجودة فيه”.

ويعتقد بائع الأسماك رامي طلال (40 عاماً) أنّ أسماك الفسيخ والرنجة ليست ذات فائدة، بل هو طقس من الطقوس التي يستقبل بها الناس عيد الفطر في كل عام، ويشير إلى أنّ الفسيخ يعد من فواتح الشهية نظراً لملوحته الشديدة؛ حيث يكسر الناس فيه روتين الصيام المتواصل طوال شهر رمضان.

null
كعك العيد
المواطنة أم أحمد الحاج، قالت: “لا يمكن أن نستشعر حضور العيد بدون تحضير الكعك، فهو شيء لابد منه لإدخال الفرحة على البيت والعائلة والجيران”.

وتعتقد الأم الفلسطينية، في حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّها ملزمة لأن تقدم الكعك الذي تبدأ بإعداده في العشر الأواخر من رمضان بكميات كبيرة، لكل من يحل ضيفا عليها، “كما وتقوم سنويًّا بتوزيع حصص على جيرانها وصديقاتها من النساء اللواتي صاحبنها في صلاة التراويح خلال شهر رمضان” كما تقول.

null
وتجتهد النساء في إعداد الكعك والمعمول وسط مشاركة عائلية واسعة في البيوت الغزية، حيث تعبق رائحته النفاذة والشهية شوارع وحارات غزة، معلنة حلول عيد الفطر، ورغم صعوبة الظروف الاقتصادية إلا أنّ كثيرا من العوائل لا تتخلى عن هذا الطقس السنوي.

null
null