الأربعاء 07/مايو/2025

المرابطون في مواجهة أساطير نتنياهو حول القدس

ناصر ناصر

لم يسعف مشهد المئات من قوات الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح وهي تطلق النار والغاز المسيل للدموع على آلاف المصلين المسلمين في المسجد الأقصى المبارك لمنعهم من التعرض لأكثر من 1200 مستوطن جاؤوا لاقتحام المسجد الأقصى واستفزازهم في أكثر الأوقات حساسية للمسلمين وهي الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وقد كانوا يرقصون رافعي الأعلام (قبل ذلك وبعده) هاتفين بالموت للعرب، لم يسعف هذا المشهد أو يدعم مزاعم نتنياهو في خطابه أمس بمناسبة ذكرى 52 لاحتلال “القدس الشرقية”، والذي أكد فيه وأعاد مقولاته التوراتية التي أسست لسياسة “إسرائيل” الاستيطانية والإحلالية.

لقد أظهر الفلسطينيون بحرصهم وإصرارهم على مواجهة قوات أعتى جيش في الشرق الأوسط من أجل حماية مسجدهم الأقصى المبارك، مدى هشاشة وتداعي مقولات “عودة وسيادة شعب الله المختار القادم من المنفى إلى وطنه العتيق على أرض الميعاد”، ففلسطين لها أهلها منذ آلاف السنين وما زالوا باقين حول الأقصى المبارك يدافعون عنه من المحتل الأجنبي المستوطن الغاشم عبر العصور، والذي لا يمكنه الدخول إلا بعد مواجهات وتظاهرات كبيرة يستخدم فيها الفلسطيني ما تيسر له من قوة كالكراسي التي “يقدسها الزعماء” والأحذية وبعض الحجارة أمام ترسانة هائلة من السلاح والتكنولوجيا الأمريكية.

ولتبرير فشله في فرض وقائع احتلاله على عقول ونفوس ومواقف الفلسطينيين، استحضر نتنياهو في خطابه ما أصبح معروفا في السنوات الأخيرة من نجاحه في فرض مواقفه التوراتية حول القدس وفلسطين على بعض قادة العرب الذين وصفهم بأنهم باتوا يدركون ويؤمنون بأحقية المستوطنون اليهود بأرض ميعادهم وبـ”أورشليم”، ولا يبتعد هذا عما نشرته أمس صحيفة نيويورك تايمز من تحقيق حول مبادرة أحد كبار زعماء الخليج واقتراحه على كوشنير الأفكار المؤسسة لخطة القرن، التي تتلخص بالنسبة له بالكرسي وضرب الإخوان وإيران مقابل كل مقدسات المسلمين وقضاياهم في فلسطين.

كما استخدم نتنياهو إنجاز “إسرائيل” القديم ومنذ اعتراف بريطانيا بأحقية اليهود في فلسطين بناءً على مرجعية دينية خاطئة لا تتعلق بالقوانين والقرارات الدولية. هذا الإنجاز المزعوم الذي تلقى دفعة هائلة باعتراف ترمب بمقولات نتنياهو التوراتية وإعلانه القدس عاصمة لدولة اليهود، استخدمه نتنياهو لتعزيز شرعية سياساته الاستيطانية العنصرية في القدس.

لقد نجح الفلسطينيون وعلى رأسهم المرابطون في القدس ومن خلال بقائهم على أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم منذ مئات بل آلاف السنين، ودفاعهم عن مسجدهم الأقصى المبارك في إحباط محاولات نتنياهو والمطبعين وترمب في حسم الصراع حول القدس وفلسطين. 

والمعركة ما زالت مستمرة.. والنصر دوما للمستضعف المقاوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات