عاجل

الجمعة 27/سبتمبر/2024

فلسطينيو سوريا يلتمسون ليلة القدر خارج المساجد

فلسطينيو سوريا يلتمسون ليلة القدر خارج المساجد

في حين تكتظ المساجد بالمصلين الراجين عفو الله في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يبدع آخرون في الشمال السوري بتلمّس هذه الليلة خارج بيوت العبادة.

“قدس برس”، تجولت بين الفلسطينيين في شمال سورية، لترصد عشرات القصص مما يعكف عليه اللاجئون من أعمال في هذه الأيام المباركة.

مبادرات فردية
وأوضح “أبو فراس”؛ وهو لاجئ فلسطيني يملك بقالة صغيرة، لـ”قدس برس”، أنه مع دخول العشر الأواخر من رمضان جاءه صديق فلسطيني “ميسور الحال” وسدد ديون زبائن في البقالة.

وفي صورة أخرى، يقوم الشاب الفلسطيني “عمر”، من مخيم خان دنون بدمشق، وبعض أصدقائه بإطعام عائلة فقيرة كل يوم على أن يجهز الطعام في بيت واحد من الأصدقاء في كل مرة وتقاسم التكاليف.

وأضاف عمر في حديث لـ”قدس برس” أنه ورفاقه شكّلوا صندوقًا لجمع التبرعات لشراء الحاجيات الضرورية للمحتاجين.

وأكد: “لا نفرق بين فلسطيني أو سوري، كلنا في هم واحد”، منبّهًا: “ولكن أحوال الناس في المخيمات أشد قسوة”.

وأشار: “هناك عائلات تتسحر وتفطر على الماء والزعتر والزيت، ولك أن تتخيل فرحة أطفال تلك العائلات عند تقديم وجبة معتبرة مع بعض الحلوى بعد مدّة طويلة من الحرمان”.

ديون على أعتاب العيد
وبيّن الناشط الفلسطيني إبراهيم الشهابي: “مع عدم توفر المال والأشغال اضطر الناس للاستدانة خلال الـ 20 يومًا الماضية من رمضان. والـ 10 الأواخر ستكون أصعب بكثير”.

وقال الشهابي لـ”قدس برس”: إن الناس “في حيرة من أمرها” كيف ستكمل الشهر وسط تراكم الديون، وكيف ستؤمن تكاليف العيد، وكيف سيدخلون الفرحة على أطفالهم.. وبعد العيد الهم الأكبر كيف سيسددون ديونهم؟”.

وأردف: “هناك آباء يتمنون أن تكون الأيام كلها رمضان، ليس لسبب إلا لعدم قدرتهم على إطعام أبنائهم سوى صنف واحد من الطعام وربما وجبة واحدة!”.

وأفاد: “ليلة القدر قد تجدونها في خيمة بائسة أو دمعة أرملة أو ضحكة يتيم”.

وطالب الجميع بالتماس ليلة القدر بين الفقراء والمحرومين من أبسط مقومات الحياة في الخيام، متسائلًا عن سبب تقصير المنظمات الإنسانية في تقديم يد العون لأهالي المخيم.

مخيم دير بلوط
بدوره شدد المسؤول الإعلامي في هيئة فلسطينيي سورية للإغاثة والتنمية، على أن الهيئة وزعت منذ بداية رمضان أكثر من 1300 سلة غذائية فضلًا عن الوجبات الغذائية على مخيمات الشمال السوري.

وذكر أن حالة الاستنفار والتنافس تسود بين كوادر هيئة فلسطينيي سورية في رمضان في تلبية حاجات الناس خاصة في العشر الأواخر طمعا في تحصيل الأجر الأكبر.

وأضاف: “نحن نعلم أن ظروف مخيمي دير بلوط والمحمدية في عفرين تكاد تكون الأصعب لذلك نعطيهم الأولوية دائمًا، ونسعى للتخفيف عنهم فلسطينيين كانوا أم سوريين”.

وانتقد “الإجراءات المشددة من إدارة المخيم هذه المرة، والتي حالت دون وصولنا إليهم في رمضان”.

يذكر أن أكثر من 1500 عائلة فلسطينية هجرت من مناطق مختلفة في سورية، وخاصة من مخيم اليرموك، باتجاه الشمال السوري ليتوزعوا على مخيمات في أعزاز وادلب وعفرين، في حين استقر البعض في مدن تلك المناطق وبلداتها.

وتعاني معظم هذه العائلات من أوضاع معيشية صعبة، إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين منهم من اغتنام شهر رمضان وخاصة العشر الأواخر، لإطلاق مبادرات فردية وجماعية تتجلى فيها معاني التكافل والتآخي بين الفلسطينيين والسوريين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات