السبت 03/مايو/2025

الطفل إياد السلول.. معاناة مرعبة والسبب تطعيم

تعيش أسرة الطفل إياد السلول (4 سنوات) حيرة دائمة فلا هي قادرة على علاجه وليس بإمكانها السيطرة على معاناته التي تتخطى الوصف.

هالني ما رأيته في بيت السلول؛ فالطفل إياد يمشي على غير هدى، ويتحرك بعنف مؤذياً نفسه ومتسبباً في جروح متكررة ما اضطرهم لربطه أحياناً قريباً من باب الشقّة حتى لا يسقط على سلم البيت كما وقع مراراً.

ولد السلول بشكل طبيعي، وحصل على جرعة تطعيم تقدمها المراكز الصحية للمواليد اسمها (DPT) كتطعيم اعتيادي لحديثي الولادة من الأمراض، لكن حالته الصحيّة بدأت في التدهور تأثراً من لقاح التطعيم نفسه.



ويتعرض كثير من الأطفال في قطاع غزة لأمراض سببها عدم تجاوبهم مع التطعيم الذي حذر من استخدامه كثير من الأطباء، فيما تتكتم كثير من المؤسسات عن سبب إصابة أطفال حديثي الولادة بمشاكل في الدماغ والأعصاب.

ومنذ عشرات السنين، تركت معظم الدول لقاح التطعيم (DPT) لأنه يسبب تلفا في الدماغ فيما لا زالت عدد من الدول العربية من بينها فلسطين تستخدمه ما يؤدي لإصابة عشرات الحالات بأمراض كثيرة.

بداية القصّة

يقول محمد والد السلول: “بعد ساعات من التطعيم أصيب بارتعاشات وتشنجات ثم غيبوبة، ثم التوت أطرافه وتباينت تشخيصات الأطباء في البداية بين نقص الكالسيوم وحالة نادرة تظهر عند التطعيم”.

تكررت زيارات السلول للمستشفى، ولم يحصل سوى على مهدئات الأعصاب، وبدأ بعض الأطباء يعالجوه ظنًّا منهم أن لديه زيادة كهرباء في الجسم.

ويتابع في حديثه لمراسلنا: “قال أحد الأطباء إن لديه ضمورا في الدماغ، زادت التشنجات ووصلت 12 مرة في اليوم، ولما بلغ 4 أشهر زادت ودخل العناية المركزة، وأصدر الأطباء تقريراً بحالة صرع وتشنجات دائمة، وأن التطعيم المسمى DPT لم يكن يناسبه والمناسب وهو جرعات مخففة لحالات نادرة مثله”.

ويقول د.أحمد شاهين والد أحد الأطفال الذين تشابهت حالتهم مع الطفل السلول؛ إن التطعيم الذي يحصل عليه الأطفال على ثلاث جُرعات منفصلة، في فترة بلوغهم شهرين و4 أشهر و6 أشهر، ضد أمراض الشاهوق والسعال الديكي والكزاز هو سبب إصابة طفله بالشلل الدماغي.

وتعرّض طفل الدكتور شاهين عثمان لذات المشكلة قبل أعوام ما حرّضه على إعادة البحث والتقصّي عن المشكلة المتواصلة مصدراً كثيراً من المخاطبات والتقارير برفقة عدد من أطباء غزة عن خطورة الأمر.

وأشار أن السُعال الديكي الخلوي الذي يشكل واحداً من مركبات التطعيم الثلاثي تسبب بالكثير من حالات الشلل الدماغي عالميًّا مما دفع الدول المتقدمة إلى تغييره إلى لقاح السعال الديكي اللا خلوي، وهو تطعيم أفضل يستخدم في معظم الدول.

ويتابع: “اللقاح الأول المضرّ انتهى في العالم الأول واستبدلوه بآخر أفضل لأنه يسبب تلفا في الدماغ، وقد خاطبت مع زملائي الأطباء وزارة الصحة لوقف استخدامه، واستيراد المؤسسات العاملة في القطاع لذات اللقاح، لأنه يسبب إعاقة، ولم يحدث شيء”.

معاناة يومية

تقف والدة الطفل إياد عاجزةً عن التصدي لفرط حركته وعدم تجاوبه مع محاولاتها إطعامه أو رعايته؛ حيث يلزمه حفاضات وأدوية لا تملك الأسرة ثمن توفيرها.

ويقول والد السلول: “إياد لا يتكلم نادراً ما يطلب الطعام، أنا عاطل عن العمل ولا أستطيع توفير علاج ولا مستلزمات رعايته، وهو إن تحرك ممكن يتعرض لكسور أو جروح، لأنه ممكن أن يصطدم بأي شيء، تحيرنا ماذا نفعل وكيف نساعده؟!”.

وتقدمت أسرة السلول برفع شكوى رسمية لوكالة الغوث في قطاع غزة بعد تأكيد الأطباء إصابة السلول بإعاقة دائمة جرّاء التطعيم الذي تلقاه من مركز الصحة التابع لوكالة الغوث، وحتى الآن لم تتجاوب الأونروا مع الشكوى.

وتكررت في قطاع غزة حالات الأطفال مثل الطفل السلول التي ترك التطعيم القديم عليها حالات مرضية مزمنة ومعاناة دائمة، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام سؤال، طالما تعرف المؤسسات الصحية احتمال إضرار التطعيم القديم بعدد من الأطفال؛ لماذا تبقي على استخدامه حتى اليوم؟.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات