الجمعة 28/يونيو/2024

هنادي حلواني.. مرابطة الأقصى

هنادي حلواني.. مرابطة الأقصى

ما بين اعتقال وإبعاد وتنكيل، تعددت صور استهداف الاحتلال “الإسرائيلي” للمرابطة المقدسية هنادي حلواني، في محاولة لقمعها ومنعها من العودة للرباط على أبواب الأقصى، إلا أنها في كل مرة تغادر فيها باب السجن تعود مرة أخرى لمهمّتها المقدسة.

أحدث تنكيل تعرضت له حلواني، ظهر أمس الخميس، عندما اعتقلتها قوات الاحتلال من منزلها في القدس المحتلة، بعد أن عاثت فيه خراباً بالمحتويات قبل أن تكبل يديها وتقتادها إلى السجن وتحتجزها عدة ساعات.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعتقل فيها حلواني؛ إذا اعتقلت 25 مرة على الأقل خلال مسيرة رباطها على أبواب المسجد الأقصى.

وتروي حلواني لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” ما تعرضت له مؤكدة أنها كانت محاولة أخرى “فاشلة” لإبعادي عن الطريق الذي أسير فيه!”.


هنادي الحلواني

حكاية الاعتقال
تؤكد حلواني، أنّ الحكاية بدأت باقتحام قوات الاحتلال، بيتها، حاملين بأيديهم ورقة مخطوطًا في سطورها أمر تفتيش دقيق لبيتي.

وتضيف: “قلبوا البيت رأساً على عقب، وصادروا بعض ممتلكاته، واستهزؤوا بـ”ورق الدوالي والمقلوبة” التي كنتُ أعدها للمرابطين في ساحات الأقصى، ثم اقتادوني بلا رحمةٍ لغرف التحقيق”.


هنادي حلواني.. رباط على أبواب الأقصى

وتسكن المرابطة حلواني في منطقة وادي الجوز قرب المسجد الأقصى المبارك، وبدأت رحلة رباطها منذ كانت صغيرة، ولكن الرباط اليومي وعملها مدّرسة في المسجد بدأ منذ عام 2011، حيث تعطي الدروس وتقيم جلسات العلم من الساعة 7 صباحًا حتى 3 بعد الظهر، وبدأ بروز تأثيرها خلال عام من ذلك فبدأت قرارات الإبعاد منذ ذلك الحين ولا تزال مستمرة بحقها؛ لدورها في تجميع الطالبات والتصدي للمستوطنين حين يقتحمون المسجد الأقصى.

وتساءلت المعلمة الفلسطينية: “لا أدري متى سيكف هذا الاحتلال عن ملاحقة نساءٍ لا يملكن سلاحاً ولا منصباً؟!”.

وأضافت “متى ستحترم أجهزته وقواته نفسها وتدرك أي حمقٍ هو ذاك الذي يدفعك لتحرك جيشاً لاعتقال امرأةٍ عزلاء؟!”.

تشير هنادي أنها عندما وجهت هذه الاستنكارات للمحقق الصهيوني، رد عليها قائلاً: “أنت لست امرأة.. أنت رجل بلباس امرأة”.

لتضيف: “نعم يا هذا.. نساؤنا رجال إذا ما جدّ الجد، ورجالنا لظى”.


null

إبعاد
وتوضح المحررة المقدسية أن التحقيق معها استمر ثلاث ساعات، بذريعة أن وجودها في مدينة القدس “خطر”.

وذكرت أن الاحتلال أبلغها بإبعادها عن مدينة القدس كلها، وأن تبحث عن بيت لها في الضفة.

وأضافت: “جادلته (المحقق) وغضبت. رفضت الإبعاد، ثم انسحبت لأتصل بالمحامي معترضةً على القرار. فلحق بي يخبرني أن قرار الإبعاد عن القدس لاغٍ”.

وتمضي: “لا أدري هل هو قرار مؤجل، أم أنها لعبة استفزاز وحرق أعصاب، لكن ما أؤمن به أنهم يمكرون بالخفاء أمراً كبيراً هذه المرة”.

المقلوبة
وفي كل إبعاد عن المسجد الأقصى تلجأ حلواني للرباط والصلاة على أبواب المسجد، واشتهرت بطبخة المقلوبة التي تتناولها برفقة أطفالها والمرابطات في نقاط الرباط على حواجز الاحتلال.


وحول حكايتها مع المقلوبة توضح في تصريحات سابقة أنها أحضرتها أول مرة في رمضان عام 2015، حين كان أول إبعاد لها برمضان.

وقالت: “كنت قد وعدت أبنائي أن أطبخ لهم مقلوبة، ولما صدر قرار إبعادي عن الأقصى أكلتها معهم على باب السلسلة -أحد أبواب المسجد الأقصى- الذي كنت أرابط عنده، ثم بدأت بعملها في كل مكان بالأقصى، وتناولناها عند باب حطة وباب العمود، سميناها فيما بعد طبخة النصر، وأعددتها يوم قرار ترمب، كنت حين أقلب المقلوبة كأني قلبت قراراتهم، هي لها رمزية في التراث الفلسطيني وحين نقلبها في المسجد الأقصى يتجمع المرابطون والمرابطات. لهذا تزعجهم”.


هنادي حلواني.. رباط مستمرّ على أبواب الأقصى

وتبدي حلواني تصميما على المضي في طريق رباطها قائلة: “لست خائفة”، مجددة دعوتها التي نشرتها على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لحضور ختمة طالبة لها على مقاعد الإجازة اليوم الجمعة، على أبواب الأقصى في ليلة السابع والعشرين من رمضان.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات