الخميس 01/مايو/2025

في أفران مغلقة.. هكذا يعيش الأسرى خلال رمضان وموجات الحر!

في أفران مغلقة.. هكذا يعيش الأسرى خلال رمضان وموجات الحر!

كان رمضان هذا العام صعبا على الأسرى؛ نظرا لتدهور العلاقة بين مصلحة السجون والأسرى، إضافة إلى موجة الحر الشديدة التي تزامنت مع النصف الثاني من الشهر الفضيل، والتي لا يملك الأسرى مقومات للتعامل معها.

يصف أسرى محررون واقع الحر في سجن النقب “لاسيما في أقسام الخيام البلاستيكية” بالقول: لا يوجد كائن بشري يستطيع البقاء داخلها في ظهر يوم كهذا في رمضان، فهي أفران وخاصة الأبراش العلوية القريبة من سقف الخيمة؛ فإن خرجت خارج الخيمة تجد شمساً تلظّى، فإن بحثت عن ظل ستعاني، فإن وجدت فستلفح وجهك نسمات هواء من حرارتها”.

ويضيف الأسرى في وصفهم: “أنت مضطر لأن تغسل وجهك ورأسك وجسمك عشرات المرات في نهار كل يوم،  وما أن تكاد الشمس تقترب من الغروب حتى يبدأ الجو بالتخفيف، وقتها تكون قد شارفت على الانتهاء، فإن صدح صوت المؤذن بـ الله أكبر حتى تشعر بنصف إفراج، والله لئن كان للصائم منا فرحتان عند فطره فإن لهم أفراحاً عند فطورهم لا يعلم بها إلا الله”.

مكيفات الحرية

ويقول والد الأسير عزمي النفاع عن التعامل مع الحرارة في سجن جلبوع،  نقلا عن الأسرى خلال زيارة نجله: “إن الأسرى يغلقون مصارف المياه، ويملؤون أرضية الغرفة بالماء، ويسبحون ويلعبون بالماء، كي يخففوا من الحر.. أسميتها مكيفات الحرية”.

وأكد النفاع لمراسلنا أن محاولات التكييف التي يقوم بها الأسرى نابعة من روح التحدي، ولكنها تتطلب التحرك العاجل لمناصرة الأسرى في الخارج وإبراز معاناتهم في هذه الظروف الاستثنائية؛ حيث لا مقومات لديهم في التعامل مع موجات الحر الشديد تزامنا مع شهر رمضان.

وكان مركز أسرى فلسطين أكد أن الأسرى في سجون جنوب فلسطين المحتلة التي تقع في إطار صحراء النقب وهي (النقب، وريمون ونفحة وإيشل) عانوا هذه الأيام ظروفًا صعبة وقاسية للغاية بسبب موجة الحر الشديد؛ حيث وصفوا السجون أنها “قطعة من جهنم”.

ونقل المركز عن الأسرى في السجون الأربعة التي تقع في منطقة صحراوية ترتفع فيها درجات الحرارة إلى معدلات كبيرة، أنهم يشعرون أن الغرف والخيام تحولت إلى أفران مشتعلة نظرًا لموجة الحر التي ضربت المنطقة، وبعضهم شعر بالاختناق خاصة وأنهم في شهر الصيام، وهناك نقص شديد في وسائل التهوية كالمراوح، وكذلك إغلاق الغرف بإحكام.

لا خيار سوى الصبر

وتتعدد أوجه المعاناة -بحسب الأسير المحرر علي أبو بكر لمراسلنا-؛  فهناك أسرى معزولون انفراديا في الحر الشديد، في حين تتلاعب مصلحة السجون أحيانا بأوقات إدخال طعام السحور والإفطار، وكذلك تمنع إدخال كثير من المواد ومنها التمور من الخارج؛ ما يجعل الشراء من خلال الكانتينا هو الخيار الوحيد والذي يستنزف الأسرى ماليا.

وأضاف: إن الحر الشديد في رمضان يبقى الأكثر إيلاما للأسرى؛ فلا مقومات للتعامل معه سوى الصبر في حين لا تبالي مصلحة السجون بتقديم أي شيء استثنائي مراعاة لرمضان في موجات الحر الشديد.

ونبّه إلى أن الأسرى عبّروا خلال الأيام الماضية عن معاناة شديدة لهم في رمضان هذا العام جعلت من الأسرى طريحي الفراش وغير قادرين على الخروج للفورة التي ينتظرونها عادة بفارغ الصير كل يوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...