في أفران مغلقة.. هكذا يعيش الأسرى خلال رمضان وموجات الحر!

كان رمضان هذا العام صعبا على الأسرى؛ نظرا لتدهور العلاقة بين مصلحة السجون والأسرى، إضافة إلى موجة الحر الشديدة التي تزامنت مع النصف الثاني من الشهر الفضيل، والتي لا يملك الأسرى مقومات للتعامل معها.
يصف أسرى محررون واقع الحر في سجن النقب “لاسيما في أقسام الخيام البلاستيكية” بالقول: لا يوجد كائن بشري يستطيع البقاء داخلها في ظهر يوم كهذا في رمضان، فهي أفران وخاصة الأبراش العلوية القريبة من سقف الخيمة؛ فإن خرجت خارج الخيمة تجد شمساً تلظّى، فإن بحثت عن ظل ستعاني، فإن وجدت فستلفح وجهك نسمات هواء من حرارتها”.
ويضيف الأسرى في وصفهم: “أنت مضطر لأن تغسل وجهك ورأسك وجسمك عشرات المرات في نهار كل يوم، وما أن تكاد الشمس تقترب من الغروب حتى يبدأ الجو بالتخفيف، وقتها تكون قد شارفت على الانتهاء، فإن صدح صوت المؤذن بـ الله أكبر حتى تشعر بنصف إفراج، والله لئن كان للصائم منا فرحتان عند فطره فإن لهم أفراحاً عند فطورهم لا يعلم بها إلا الله”.
مكيفات الحرية
ويقول والد الأسير عزمي النفاع عن التعامل مع الحرارة في سجن جلبوع، نقلا عن الأسرى خلال زيارة نجله: “إن الأسرى يغلقون مصارف المياه، ويملؤون أرضية الغرفة بالماء، ويسبحون ويلعبون بالماء، كي يخففوا من الحر.. أسميتها مكيفات الحرية”.
وأكد النفاع لمراسلنا أن محاولات التكييف التي يقوم بها الأسرى نابعة من روح التحدي، ولكنها تتطلب التحرك العاجل لمناصرة الأسرى في الخارج وإبراز معاناتهم في هذه الظروف الاستثنائية؛ حيث لا مقومات لديهم في التعامل مع موجات الحر الشديد تزامنا مع شهر رمضان.
وكان مركز أسرى فلسطين أكد أن الأسرى في سجون جنوب فلسطين المحتلة التي تقع في إطار صحراء النقب وهي (النقب، وريمون ونفحة وإيشل) عانوا هذه الأيام ظروفًا صعبة وقاسية للغاية بسبب موجة الحر الشديد؛ حيث وصفوا السجون أنها “قطعة من جهنم”.
ونقل المركز عن الأسرى في السجون الأربعة التي تقع في منطقة صحراوية ترتفع فيها درجات الحرارة إلى معدلات كبيرة، أنهم يشعرون أن الغرف والخيام تحولت إلى أفران مشتعلة نظرًا لموجة الحر التي ضربت المنطقة، وبعضهم شعر بالاختناق خاصة وأنهم في شهر الصيام، وهناك نقص شديد في وسائل التهوية كالمراوح، وكذلك إغلاق الغرف بإحكام.
لا خيار سوى الصبر
وتتعدد أوجه المعاناة -بحسب الأسير المحرر علي أبو بكر لمراسلنا-؛ فهناك أسرى معزولون انفراديا في الحر الشديد، في حين تتلاعب مصلحة السجون أحيانا بأوقات إدخال طعام السحور والإفطار، وكذلك تمنع إدخال كثير من المواد ومنها التمور من الخارج؛ ما يجعل الشراء من خلال الكانتينا هو الخيار الوحيد والذي يستنزف الأسرى ماليا.
وأضاف: إن الحر الشديد في رمضان يبقى الأكثر إيلاما للأسرى؛ فلا مقومات للتعامل معه سوى الصبر في حين لا تبالي مصلحة السجون بتقديم أي شيء استثنائي مراعاة لرمضان في موجات الحر الشديد.
ونبّه إلى أن الأسرى عبّروا خلال الأيام الماضية عن معاناة شديدة لهم في رمضان هذا العام جعلت من الأسرى طريحي الفراش وغير قادرين على الخروج للفورة التي ينتظرونها عادة بفارغ الصير كل يوم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قاض أميركي يأمر بالإفراج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي
المركز الفلسطيني للإعلام أمر قاض فدرالي أميركي، اليوم الأربعاء، أمرا بالإفراج عن محسن مهداوي، الطالب الفلسطيني الذي اعتُقل هذا الشهر أثناء حضوره...

حماس تدعو إلى مواصلة الحراك العالمي تضامناً مع غزة وضدّ العدوان الصهيوني
المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم إلى مواصلة الحراك الجماهيري العالمي،...

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...

حرائق كبيرة في إسرائيل والسلطة تعرض المساعدة
المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت حرائق كبيرة في كيان الاحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، وفشلت السلطات المحتلة في السيطرة عليه، في حين عرضت السلطة...

الاحتلال يصيب طفلاً في جنين وينصب بوابات حديدية جنوبي الأقصى
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل، اليوم الأربعاء، برصاص قوات جيش الاحتلال في جنين شمالي الضفة الغربية، فيما نصب الاحتلال حواجز عسكرية في...

أوكسفام وشبكة المنظمات الأهلية: مخازن المواد الغذائية نفدت تماما
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت منظمة "أوكسفام"، وشبكة المنظمات الأهلية في غزة تزايد الأوضاع الإنسانية في القطاع صعوبة بشكل كبير منذ 2 مارس/آذار...

إغلاق مدارس الأونروا في القدس يهدد حق 800 طفل بالتعليم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إغلاق سلطات الاحتلال مدارس المؤسسة الأممية في...