الجمعة 28/يونيو/2024

رمضان بمخيم البداوي .. حركة نشطة تتحدى الأوضاع الصعبة

رمضان بمخيم البداوي .. حركة نشطة تتحدى الأوضاع الصعبة

مع دخول العشر الأواخر من أيام رمضان المبارك، ينبض مخيم “البداوي” للاجئين الفلسطينيين الواقع شمالي لبنان، حياة وحيوية بزينة أسواقه، وإقبال سكانه على محال الحلويات والعصائر التي اعتادوا عليها خلال الشهر الفضيل.

ومن داخل أسواق المخيّم وشوارعه تتقاطع زينة رمضان بعشوائية، تمتد حتى أزقته القريبة، تشعّ جمالا على تلقائيتها وقلة ترتيبها، رغم الأوضاع المعيشية الصعبة.

مراسل “قدس برس” جال في المخيم، راصدًا الأجواء الرمضانية داخله، حيث استوقفه “السوق الفوقاني”، والذي يُعد من ضمن الأسواق الرئيسة في المخيم.

إفطار جماعي
فقبل الإفطار، افترش أصحاب المحال التجارية يرافقهم الأهالي القاطنون فيه، الشارع الرئيس، تحضيرًا لإفطار جماعي كانوا قد تجهزوا له، عبر طاولات ممتدة، عليها من الطعام والعصائر، ما جاد به الأهالي المشاركون في الإفطار.

وما أن انتهى الإفطار، حتى عادت الحركة من جديد إلى السوق، على وقع الأناشيد والأهازيج الرمضانية.

تتنوع المحال التجارية في أسواق البداوي، من ألبسة، ومطاعم، وحلويات، ومصانع شوكولا، ومقاهٍ ومحال لبيع الخضار والفاكهة، إلا أن القاسم المشترك بينها، أن جميع أصحاب تلك المحال يراعون الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان.

وهذا ما ساعد أهالي المخيم على التبضع بحسب الحاجة، رغم ضيق الحال، كما امتد رخص الأسعار النسبي، إلى اللبنانيين القاطنين بجوار المخيم، حيث يتوافدون في هذا الشهر، بكثافة لشراء ما يحتاجونه من أسواقه.

عوامل جذب
“أبو محمد”، أحد أصحاب المحال التجارية يقول: إن “الأسعار التنافسية وانخفاضها مقارنة مع الأسعار خارج المخيم، هي عامل جذب رئيس يدفع أبناء المخيم واللبنانيين من متوسطي الدخل على حد سواء إلى القدوم للمخيم”.

ويضيف لـ”قدس برس”: إن حركة الشراء تنعكس على عموم الحركة التجارية في المخيم، إلا أنها تزاد أفضل خلال شهر رمضان وفي الأعياد.

أحمد ديوان، أحد قاطني المخيم، يقول: إن “البداوي يتميز بالروابط الاجتماعية بين سكانه”، عبر جمع التبرعات للمحتاجين أو المرضى، رغم صعوبة أحوال الناس.

ويضيف ديوان لـ”قدس برس”: “المراكز والروابط العائلية لها احترام كبير بين سكان المخيم، نظرًا للبيئة العشائرية القادم منها سكان المخيم”.

وأشار إلى أنه من ضمن العائلات التي تقطن المخيم عائلات: “زيد”، و”الشعبي”، و”شتلي”، و”عودة”، و”عزام”، و”درويش”، و”حميد”، و”عياش”، و”عبد الوهاب” و”عبد الغني”.

وبيّن أن تلك العائلات قدمت من قرى وبلدات فلسطينية، منها: “سحماتا”، و”الدامون”، و”فرعم”، و”صفوري”، و”نحف”، و”الحولة” و”عين الزيتون”.

أعباء متنوعة
وبيّن ديوان أن “المخيم يتحمل أعباء عديدة، منها البطالة المنتشرة بين سكانه وسوء الخدمات الصحية، بالإضافة إلى الأعباء السكانية بسبب نازحي مخيم نهر البارد جراء أحداث عام 2007، وغيرهم من النازحين السوريين جراء الأحداث السورية والعمال الأجانب”.

يشار إلى أن مخيم البداوي أسس عام 1955، برعاية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

ويقع المخيم عند تلة شمالي لبنان، على مساحة تقدر بـ 5 كيلومترات إلى الشمال من مدينة طرابلس اللبنانية.

وتقدر أونروا تعداد سكان مخيم البداوي بحوالي 15 ألف لاجئ فلسطيني، إلا أنه ازداد ليصل إلى 30 ألف لاجئ فلسطيني مع نزوح سكان مخيم نهر البارد إليه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات