فيسبوك تحارب المحتوى الفلسطيني.. قتل الحقيقة انحيازًا للمحتل!

تفاجأ المئات من الصحفيين والإعلاميين والنشطاء المؤثرين في قطاع غزة، مؤخرًا، بحذف حساباتهم على موقع “فيسبوك” نهائيًّا، بالرغم من عدم ارتكاب مخالفات تتعارض مع سياسات الموقع.

بالإضافة لحذف حسابات المئات من النشطاء والمؤثرين، حذف موقع “فيسبوك” صفحات إعلامية وعامة يتابعها آلاف الفلسطينيين، أبرزها صفحة مؤسسة القدس الدولية المتخصصة بأخبار القدس والأقصى، والتي يتابعها أكثر من مليون شخص.

تعمد واضح

كما اشتكى العديد ممن حذفت حساباتهم من عدم قدرتهم على إنشاء حسابات جديدة، ما يؤكد أن هناك نية مبيتة لتغييب الصوت الفلسطيني.

وتدعي “فيسبوك” أن ملايين الحسابات التي حذفت حول العالم “وهمية”، إلا أن النشطاء والصحفيين الفلسطينيين الذين حذفت حساباتهم أكدوا أن هذه الخطوة من الموقع هي تساوق وتواطؤ مع الاحتلال، من أجل إخراس الصوت الفلسطيني.

الحسابات التي حذفت مؤخرًا، تعود لصحفيين ونشطاء بارزين، يتابع صفحاتهم مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم، ما يشير لتعمد في عملية الحذف.

حراك وضغط

الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة: تقدمت بشكوى لمنظمة العفو الدولية وطالبتها بالضغط على إدارة فيسبوك لإعادة حسابي حيث إنه يعبر عن المشهد الصحي وتفعيلاته الميدانية، ويرتبط بعمل إنساني ينسجم مع القانون الدولي الإنساني وقانون نشر المعلومات وإتاحتها للجمهور.

كما قال رئيس المركز الإعلامي الشبابي إياد القرا: بخصوص إغلاق الحسابات للإعلاميين والنشطاء الفلسطينيين، فقد تواصلت مع أحد المعنيين في مجال حقوق الإنسان وكذلك منظمة العفو الدولية، وستخاطب شركة الفيسبوك حول قراراتها.

وأضاف: لذلك نرجو منكم التأكد من توثيق الحسابات، ومخاطبة امنستي والاتحادات الدولية للصحفيين، لتشكيل ضغط على شركة فيسبوك.

وأكد القرا أنهم سيطلقون حملة فلسطينية تفضح ممارسات شركة الفيسبوك ضد المحتوى الفلسطيني.

جديد قديم!

وقد رصد مركز “صدى سوشال” 24 انتهاكاً ضد الصفحات والحسابات الفلسطينية خلال شهر إبريل/نيسان الماضي، وتركزت تلك الانتهاكات على موقعي “فيسبوك” و”إنستغرام”، وشملت الحذف والحظر وإلغاء النشر.

من جهة ثانية، رصدت إحصائية صادرة عن “حملة المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي” وجود منشور تحريضي إسرائيلي كل 66 ثانية عبر “فيسبوك” خلال 2018، مقارنة بمنشور كل 71 ثانية خلال 2017.

ووفقاً للإحصائية، فإن عدد المنشورات التي تضمّنت دعوة لممارسة العنف وتعميم عنصريّ وشتائم ضد الفلسطينيّين في 2018 كان 474250 منشورا مقارنة بـ 445 ألفا خلال 2017، إلى جانب أن 1 من أصل 10 منشورات عن العرب تحتوي على شتيمة أو دعوة لممارسة العنف ضد الفلسطينيّين.

يذكر أنه خلال عام 2018 رصد مختصون في مجال مواقع التواصل الاجتماعي قيام “فيسبوك” بنحو 370 انتهاكًا بحق المحتوى الفلسطيني، وهي النسبة الأعلى بين مواقع التواصل الأخرى، علماً أنه المنصة الأكثر انتشاراً بين الفلسطينيين.

وتنوعت الانتهاكات بين حذف الحسابات الشخصية بشكلٍ نهائي إلى جانب تعطيل الحسابات ووقف نشر المنشورات لفترات متفاوتة، وحذف الصفحات التابعة للمؤسسات الصحافية والإعلامية والعامة، وهو ما يلحق ضرراً كبيراً بمالكي هذه الحسابات.