النبي يامين.. مقام عريق مرتبط باسم اليامون في مرج بن عامر

لا ينفك الشيخ علي عباهرة رغم مرضه وكبر سنه يخدم مقام النبي يامين في بلدة اليامون غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، والذي يعدّ من المقامات القديمة في فلسطين.

يرتبط مقام النبي يامين بتاريخ قديم اختلفت الروايات حوله، ولكنه جزء من مقامات عديدة تنتشر في أماكن مختلفة من فلسطين، وتعدّ جزءا من هوية فلسطين التاريخية ودلالة على تعاقب العصور والشعوب المختلفة على هذه الأرض.

يعبر الشيخ عباهرة عن حبه الكبير للمقام ويعدّه جزءا من حياته الشخصية، حيث يصر على إقامة الأذكار داخله سيما خلال شهر رمضان.

يقول الباحث في تاريخ اليامون محمد خلف لمراسلنا: إن مقام النبي يامين له روايات مختلفة، ومنها أنه نسبة إلى بنيامين شقيق النبي يوسف عليه السلام، والذي عاش في هذه المنطقة ويقال إنه دفن فيها.

وتشير بعض الروايات إلى أنه كان رجلا صالحا، كما أن اسم اليامون مشتق بالأساس من اسم المقام ومن كلمة بنيامين.

يطل مقام النبي يامين على مرج ابن عامر، أكبر سهول فلسطين، كما أنه جزء من منطقة تاريخية مهمّة جدا؛ فهو قريب من منطقة مجدو ذات الروايات التاريخية المرتبطة بمختلف الأديان.

جزء من تاريخ البلدة
حافظ أهالي اليامون على مقام النبي يامين عبر فترات التاريخ المختلفة، ولقي من الاهتمام من مختلف الأجيال، ففي القدم كان أشبه بتكية، كما كان وما يزال دارًا للصوفية تقام به حلقات الذكر.

ويحوي المقام غرفة مسجد ومحرابًا، كما أنه مقام على مغارة أثرية مرتبطة بالمقام وقبور عديدة في المكان لا تعرف هويتها.

يقول الشيخ عباهرة لمراسلنا: إن مقام النبي يامين مسجل وقفًا لدى وزارة الأوقاف؛ فهو جزء من أراض وقفية، وكان قديما مركزا للبلدة واجتماعاتها.

وبحسب الباحث في التاريخ محمد جرادات؛ فإن ظاهرة المقامات إحدى مشكلات الهوية في البلدات الفلسطينية، حيث تمتد مئات المقامات في ربوع الضفة الغربية، بعضها غير معروف تاريخ الإنشاء، وبعضها له روايات محددة.

وأضاف لمراسلنا: إن “غالبية المقامات تتعرض للإهمال وعدم المتابعة سواء من وزارة الأوقاف أو من وزارة السياحة والآثار في الوقت الذي يعمد فيه المستوطنون إلى عمليات تزوير لأصول هذه المقامات سيما المهملة منها والسيطرة عليها كما يجرى في المناطق التي تشكل مناطق أطماع استيطانية في نابلس وسلفيت والخليل”.