الأحد 04/مايو/2025

على أعتاب العيد بغزة.. بضائع مكدسة وجيوب خاوية

على أعتاب العيد بغزة.. بضائع مكدسة وجيوب خاوية

بابتسامة منقوصة استلم المواطن فهد أبو هاني (40 عامًا) المساعدة المالية والتي تبلغ قيمتها 100 دولار، فهي أول مرة منذ زمن بعيد تلامس يداه عملة من هذا الحجم، لكن سرعان ما عاد وجهه إلى حالة الشحوب التي كان عليها، جراء تراكم الالتزامات عليه من جهة، وعدم قدرته على الإيفاء بمتطلبات أسرته وأطفاله.

أبو هاني الذي يعيل 6 أطفال أكبرهم صبية تبلغ 14 عامًا، وأصغرهم رضيع (عام ونصف)، يؤكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الـ 100 دولار لا تساوي أكثر من 360 شيكلاً في غزة، ماذا ستفعل في ظل أجواء رمضان وقدوم العيد؟.

بدت الحيرة على وجه المواطن المقهور، عندما سألناه عما سيشتريه بهذا المبلغ، لكنه رد أنّ أطفاله منذ أربعة أو خمسة أعياد لم يشتروا ملابس للعيد، لكنه تذكّر أنّ أقل كسوة لطفل تتجاوز 70 شيكلا، وقد تصل إلى 100 شيكل وأكثر، وهو ما لا يكفي لكسوة جميع أولاده، فذهب ضاربًا يديه في بعضهما ويردد “والله ما أنا عارف!!”.

وكان الجهاز المركزي للإحصاء، كشف مؤخرًا عن ارتفاع حاد في نسبة البطالة في قطاع غزة؛ حيث بلغت 52% مقابل 44% في العام 2017، لافتًا إلى انخفاض نسبة العاملين في السوق المحلي بنسبة 9% لنفس الفترة.

بضائع مكدسة

ورغم تردي القدرة الشرائية للمواطنين في قطاع غزة بسبب الحصار من جهة والعقوبات التي تفرضها سلطة رام الله على القطاع، إلا أنّ تجار القطاع لا يتوقفون عن دورة النشاط الاقتصادي ويأتون بالبضائع، علّها تخلق حالة عمل تمكنهم من العيش وعوائلهم.

صاحب أحد المحلات يدعى أبو عبد الله، أكّد لمراسلنا، أنّ البضائع كثيرة ولكن قدرة المواطنين على الشراء تتراجع عامًا بعد آخر، معللاً ذلك بأن “الناس هنا تشتري المستلزمات الأكثر الأهمية”.

وأكّد التاجر الفلسطيني، أنّ هناك تراجعًا حادًّا في البيع والشراء وخاصة في سوق الملابس مع حلول عيد الفطر، مبيناً أنّ كل عام يأتي أسوأ من الذي قبله في عدم وضع حلول للحالة الاقتصادية المتردية في القطاع.

حالة كساد

الخبير الاقتصادي أسامة نوفل، أشار إلى أنّ مع قرب الأعياد في كل البلدان يزداد الطلب على البضائع الاستهلاكية كالملابس وغيرها من المستلزمات، إلا أنّ الحالة في قطاع غزة مختلفة تماماً.

وأكّد نوفل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ القدرة الشرائية للمواطنين تتردى عامًا بعد عام، وأن حالة الكساد تعتري الأسواق بغزة، بسبب تراجع القدرة الشرائية، مبيناً أنّ التجار يتجهزون لمواسم الأعياد إلا أنّهم يصطدمون بواقع اقتصادي متردٍّ قل نظيره.

وبين الخبير الاقتصادي، أنّ النشاط الاقتصادي بقطاع غزة محدود جدًّا ولا يكاد يذكر، وهو ما تخلقه المؤسسات الإغاثية التي تقدم المساعدات والتي تنشط غالباً في شهر رمضان.

ويشير نوفل، إلى أنّ انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين في قطاع غزة تجاوز نسبة 60% في ظل غياب حلول لأزمات غزة، وارتفاع نسبة الفقر لحوالي 80%.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات