السبت 29/يونيو/2024

محاكم الأسرى في رمضان.. قطعة من العذاب

محاكم الأسرى في رمضان.. قطعة من العذاب

لا ينفك الاحتلال الصهيوني يبتدع أساليب جديدة تخلق معها حالة من العذاب والقهر للأسرى الفلسطينيين في سجونه وذويهم، سيما في رحلة الزيارة إلى السجون أو تلك التي تكون لأجل حضور محاكم أبنائهم في محاكم الاحتلال.

عدا أن حضور ذوي أسير لمحكمة ابنهم في محاكم الاحتلال يعد بحد ذاته قطعة من العذاب، إلا أنّ المعاناة والاستفزاز تتضاعف بحقهم في شهر رمضان المبارك، حيث تتحمل عوائل الأسرى مشاق السفر منذ السحور وحتى بعد منتصف النهار.

وتعد ما تسمى بـ”محكمة سالم” العسكرية أحد أوجه معاناة ذوي الأسرى، الذي يخوضون رحلة ممزوجة بالعذاب والقهر والإجراءات الأمنية المعقدة، والانتظار والتفتيش بأنواعه، وصولاً إلى قاعة المحكمة لأجل حضور دقائق معدودة لمحاكمة ابنهم الأسير، ليمارس فيها القاضي ساديته ضد من لا حول لهم ولا قوة.

أكثر قسوة
والد الأسير الطفل أحمد صبري، عيسى صبري، تحدث لـ”مكتب إعلام الأسرى” حول معاناة هذه الرحلة، يقول: “قبل يومين ذهبت إلى محكمة سالم لحضور محاكمة ابني أحمد في قسم الأطفال في سجن مجدو، وكانت الرحلة في شهر رمضان أكثر قساوة من الرحلة السابقة قبل حلول الشهر الفضيل، فالسفر من قلقيلية إلى محكمة سالم يزيد عن 200 كم ذهاباً وإياباً”.

يضيف صبري “كما أن إجراءات المحكمة الأمنية تزيد من الطين بلة، فالاحتلال يزيد من إجراءاته متعمدًا في شهر رمضان، وقد شاهدت آثار التعب الجسدي والنفسي في صفوف العائلات التي خرجت بعد تناول وجبة السحور حتى تحجز دوراً للدخول إلى قاعة الانتظار قبل بدء المحاكم العسكرية”.

يؤكد صبري أن الإرهاق الجسدي والنفسي ليس وحده ما يواجه عائلات الأسرى، فرؤية الأبناء داخل المحكمة بعد رحلة عذاب لهم في البوسطة من سجنهم إلى المحكمة أيضاً تكون من العذابات التي تواجه عائلات الأسرى، ومع كل هذه العذابات تتحمل العائلات من أجل رؤية الأبناء ورفع معنوياتهم، فالتضحية ليس لها سقفٌ لعائلات الأسرى التي تصل محكمة سالم من جميع أنحاء شمال الضفة الغربية”.

تعمد التضييق
بدورها تحدثت زوجة الأسير المريض لؤي فريج حول معاناة هذه الرحلة التي لمستها شخصياً، بالقول: “الرحلة إلى سالم صعبة، وفي رمضان تكون أكثر ألماً ووجعاً، فالزوجة تترك العائلة وتذهب لحضور المحكمة، وتعود في وقتٍ متأخر، ويكون هناك صعوبة في تجهيزها للطعام، إضافة إلى تعمد الاحتلال التضييق على العائلات عبر تشديد الإجراءات والتأخير المتعمد، وهذا التأخير يؤثر علينا كعائلات أسرى وعلى الأسرى أنفسهم، فقد أخبرونا بعد التمكن من زيارتهم لاحقاً أن حضور المحكمة في شهر رمضان كابوسٌ يؤثر عليهم لعدة أسابيع بعد انتهاء المحكمة”.

أما المسن محمود عفانة (80 عاماً) من سكان قلقيلية، فيقول: “يقبع أولادي محمد سامح وميسرة في سجن مجدو منذ قرابة العام، ولا أستطيع حضور المحكمة في شهر رمضان، كما لا تستطيع والدتهم أيضا حضور المحكمة، فالسفر والانتظار والتأخير لا يقوى عليه أمثالنا، ويحتاج إلى أقوياء؛ فالاحتلال يجعل من حضور عائلات الأسرى المحكمة العسكرية قطعة من العذاب حتى تمتنع العائلات من القدوم مرة ثانية، فأنا أستطيع وصف محكمة سالم بالمحكمة القاتلة التي تقتل بصمت قلوب وأجساد عائلات الأسرى القادمة من مناطق بعيدة”.

ويقول شقيق الأسير المسن عبد الحليم باشا (59 عاماً)، إسماعيل باشا، والذي يعاني من عدة أمراض: إن “حضور محكمة سالم في شهر رمضان له عدة أخطار على العائلات، لأن السفر يكون مبكراً، وعند العودة تكون العائلات في حالة إنهاك من إجراءات المحكمة، أما الصعوبة الأكبر فهي على الأسرى المرضى، فالاحتلال لا يراعي وضع الأسرى المرضى عند إحضارهم للمحكمة في شهر رمضان، فشقيقي الأسير عبد الحليم يحتاج لأنسولين ودواء الضغط، وفي حال استخدام البوسطة والحجز في غرفة المحكمة “الأمتنا” وغيرها من الإجراءات يزداد وضعه الصحي سوءاً”.

المحامي وسام إغبارية من الداخل الفلسطيني أوضح أن مصلحة السجون في شهر رمضان لا تراعي عملية النقل للأسرى، فالإجراءات تبقى كما هي، بل وتزداد تعقيداً.

ويضيف: “عند وصول الأسرى للمحكمة يتم تأخيرهم كما أفاد الكثير من الأسرى في لقاءات معهم بعد الزيارة داخل سجونهم، وبالرغم من التقدم بعدة طلبات لتسهيل محاكمة الأسرى في شهر رمضان لهيئة المحكمة وتأجيل المحاكم، لا توجد استجابة بل إصرار على إجراء المحاكمات بذات الروتين المعمول به على مدار العام، بينما في أعيادهم ومناسباتهم يتم أخذ الأمر بجدية وتؤجل المحاكم العسكرية لأجل ذلك”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات