من غزة إلى طنجة.. لوحات فنية تقاوم صفقة القرن

على نقطة تماس قريبة من الاحتلال الإسرائيلي تجمهر عشرات الفلسطينيين، من الشباب والفتيات، متشحون بالكوفية الفلسطينية، وبيدهم اليمنى كتابهم الجامعي، وفي اليد الأخرى حجر، يقاومون به من احتل أرضهم قبل 71 عاماً.

أما المشهد الآخر، كان لشابين في ريعان شبابهم، ينشدون أهازيج فلسطينية على وقع أنغام موسيقية، بآلة الجيتنار خاصتهم، قبالة قبة الصخرة ويستظلون تحت ظل أشجارها المقدسية.

المشهدان السابقان، كانا للوحات فنية واقعية، جسدهم مهرجان “على طريق القدس” الفني الفلسطيني العربي، والذي انطلق من قطاع غزة وليس انتهاءً في طنجة المغربية، على وقع الذكرى الـ 71 للنكبة الفلسطينية.

null

وافتتحت مؤسسة رواسي فلسطين بالتعاون مع الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، والحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، فعاليات مهرجان فلسطين الدولي الخامس للثقافة والفنون (على طريق القدس) في مخيمات العودة شرقيّ غزة.

واحتشد عشرات الفنانين الفلسطينيين والعرب في محافل فنية مقاومة ومتزامنة، بداية من فلسطين مروراً بالعاصمة اللبنانية بيروت ومخيم برج البراجنة والعاصمة التونسية تونس، وليس انتهاءً بمدينة طنجة المغربية، رفضاً لـ”صفقة القرن” وإحياءً للنكبة الفلسطينية.

ورسم عشرات الفنانين، الواقع الفلسطيني المقاوم والعاشق للحياة بكرامة، بريشتهم الفنية وألوانهم الزاهية والداكنة المعبرة عن حبهم للمقاومة والحياة، ورفضهم لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

null

الفنان التشكيلي خالد عيسى، المشارك في المهرجان الفني، بمخيم العودة شرقي مدينة غزة، رسم بريشته الفنية لوحة “الانتفاضة الثالثة” معبراً من خلالها عن حب الفلسطيني للحياة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال عيسى لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “اللوحة من لوحات المدرسة الواقعية، ونعبر من خلالها عن واقع المقاومة الفلسطينية، بشبابها المثقف والمتعلم والفتاة المقاومة”.

وأوضح أن رسالته من المشاركة الفنية بلوحات عدة، هي للعالم بأن الشعب الفلسطيني يحب الحياة ولا يبحث عن الموت كما يدعون، قائلاً: “لا نبحث عن الموت، ونعشق الحياة ونبحث عنها ونستحقها”.

null

أما الفنان التشكيلي محمد الكرنز، أشار إلى أن مشاركة فنانين عرب في المهرجان الفني رسالة إلى أن العرب إلى جانب الفلسطينيين يرفضون صفقة القرن، قائلاً لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال”.

ومن أمام لوحته الفنية التي جسد خلالها الكرنز معاناة أهالي الضفة الغربية من الجدار الإسرائيلي الفاصل، والذي كتب عليه “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، وجه التحية إلى كل الفنانين العرب المشاركين في المهرجان الفني.

من جهته قال محمد الحسني المدير التنفيذي لمؤسسة رواسي فلسطين، إن عشرات الفنانين في الدول العربية الأربعة شاركوا في محافل فنية، لإسناد القضية الفلسطينية ورفض صفقة القرن، ومشاريع التصفية التي تحاك ضد فلسطين.

وأضاف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “رسالتنا إلى العالم أن الشعوب العربية لا تقبل القسمة للشعب الفلسطيني، وعلى العدو الصهيوني الرحيل”، متمنيًّا أن تكون الأعوام القادمة أعوام نصر وفرج للشعب الفلسطيني والأمتتين العربية والإسلامية.

null

وعن رسالة إقامة المعرض في مخيم العودة شرقي مدينة غزة، بين الحسيني أن مخيمات العودة تحمل بين جنباتها قصص كبيرة للجريح والشهيد وأمه ومعاني التحية والفداء التي يتسم بها الشعب الفلسطيني، التي تؤكد على إجرام الاحتلال الإسرائيلي النازي، الذي لا يرحم صغيراً ولا كبيراً.

وتضَّمن المهرجان الفني في محافله المتعددة، فقرات فنيّة وثقافيّة، وإنشاديه ثوريّة، إضافةً لحكايات فلسطينية، ولوحات فنية تشكيلية شارك فيها أكثر من 100 فنان ومثقف، مع غرس لأشجار الزيتون، وإطلاق جداريات فنية.

null

null

null

null

null

null

null