تكية أهل الجود.. الفرح المنثور رغم ظلمات الحصار

كخلية نحل يعملون، كل هدفهم إنجاز المهمة، ورسم الفرحة على شفاه المحرومين، أحدهم يسكب الأرز الشهي، وآخر يجهز الدجاج للشوي، وكلهم فرح وسعادة ونشاط.

في تكية “أهل الجود” بخانيونس، انهمك الشاب أحمد بإعداد صواني الأرز بالدجاج، كان العرق يتصبب منه، إلا أن البسمة لا تفارقه، يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“:  نعمل على مدار ساعات طويلة من أجل تجهيز الوجبات للأسر المتعففة.

يضيف ويده لم تقف عن سكب الأرز والدجاج فوقه، أن التكية عمل رائع، يشعر فيه بالسعادة، ويقول: “نيال من رسم الفرحة على شفتي محروم”.

null
ومع اشتداد الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 13 عامًا، والعقوبات المشددة التي تفرضها السلطة الفلسطينية، تخرج من رحم المعاناة مبادرات فردية وجماعية للتخفيف من وطأة الألم الذي طال المواطنين في القطاع.

ومن أبرز تلك المبادرات هي “التكية” التي انتشرت في قطاع غزة، والتي من أبرز أهدافها نشر الخير بين الناس، وسد رمق المحرومين والفقراء في ظل أوضاع اقتصادية صعبة.

null
مروان أبو شمالة مسؤول العمل التطوعي بخانيونس، وأحد القائمين على “تكية أهل الجود” بحي الأمل غرب المدينة يقول إن المشروع بدأ قبل شهر رمضان (في 19 إبريل)، وسنواصل العمل على مدار العام.

ويضيف في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إننا نستهدف الفئات الأشد فقرًا، والأكثر حاجة، “ممن لا يتذوقون طعم اللحم والدجاج”.

وأشار أبو شمالة إلى أن التكية مشروع تطوعي بحت، من حيث الدعم والقائمين والتوزيع، والمشاركين في العمل بكل مفاصله.

وأكد أن ما يميز “تكية أهل الجود”؛ أن التوزيع يكون عن طريق إيصال الوجبات إلى منازل الفقراء، دون الحاجة لمجئهم إلى مكان التكية، للحفاظ على كرامة الفقراء.

وتابع أبو شمالة أن التكية لاقت ترحيبًا من رجال الأعمال والميسورين في المنطقة، وشرعوا بتقديم الدعم اللازم لها، من أجل إتمام عملها، ورسم السعادة على وجوه المحرومين.

مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” رافق الشبان خلال توزيعهم الوجبات وإيصالها لمنازل الفقراء في الحي.

وما أن وصلنا إلى بيت أحد الفقراء، خرجت سيدة لم نر ملامحها، كل ما سمعناه أن دعت الله بالخير، وقالت: “الله يجزيكم الخير على ما تقدموه”.

وارتفعت نسبة البطالة في غزة في الوقت الحالي، إلى نحو 52 بالمائة، وتخطت نسبة الفقر الـ80 بالمائة، حسب كل من المركز الفلسطيني للإحصاء (حكومي)، واللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة (غير حكومية).

وفقا لتقرير أصدره برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإن نحو 70 بالمائة من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

null
null