الحاج أبو ديب.. 71 عاما من النكبة ولا يزال حلم العودة حاضرًا

على تلة مرتفعة أمام ثكنات الاحتلال الممتدة على طول الأطراف الشرقية لخانيونس جنوب قطاع غزة، يقف الحاج محمود أبو ديب بهندامه الفلسطيني الأصيل مستشرفًا رائحة بلاده الرازحة تحت الاحتلال “الإسرائيلي”.

وعلى مشارف مدينة النقب المحتلة التي ينحدر منها يرتقب الثمانيني أبو ديب بلاده التي هجر منها إلى بلدة بنى سهيلا جنوب قطاع غزة.

71 عاماً مرت من النكبة ولا يزال حلم العودة يراود الحاج أبو ديب، حيث حضر برفقة عدد من أحفاده إلى مسيرات العودة التي لم ينقطع عنها منذ بدايتها مستغلاً نشاطه وصحته من أجل بث روح الحماسة في نفوس المتظاهرين.

null
سيف القوة
وبلباسه الفلسطيني الأصيل وسيفه الذهبي المطرز والملتف على خاصرته، يبدأ الحاج أبو ديب بالتلويح بالسيف أمام المشاركين في مسيرات العودة، لافتاً إلى أنه يستعمله للتعبير عن القوة.

null

ويشير أبو ديب أن له من الأولاد والأحفاد ما يقارب الـ 150 فرداً، مؤكدا أنه لا ترهبه قوة الاحتلال ولا غطرسته ولا رصاصاته الغادرة، قائلاً: “الحق أقوى من كل معتدٍ”.

وبين الفينة والأخرى يبدأ الثمانيني أبو ديب بتحفيز الشباب وحثهم على عدم نسيان موطنهم وبلادهم التي هجروا منها؛ فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وفق قوله.

مفتاح العودة
ويصر صاحب الطلة التي باتت معروفة في مخيمات العودة شرق خانيونس على المشاركة في مسيرات العودةـ، على الرغم من الرصاص وقنابل الغاز التي يطلقها جنود الاحتلال تجاه المتظاهرين.

ويحمل أبو ديب مفتاح العودة في يد ويعلق النسر الذي يدل على الشموخ والعزة على رأسه، مبدياً استعداده لتقديم روحه وأبنائه جميعًا فداءً للوطن والبلاد التي يتمنى أن يعود إليها قبل وفاته.

الحاج محمود أبو ديب يرفع مفتاح العودة
ويستذكر الحاج محمود أرضهم التي تصل مساحتها إلى 1000 دونم في مدينة بئر السبع المحتلة، والتي كانوا يزرعونها بأشهى أنواع الثمار واللوزيات والخضار.

null
null