الأربعاء 26/يونيو/2024

تحت النار.. هكذا أرغمت المقاومة إسرائيل على العودة للتفاهمات!

تحت النار.. هكذا أرغمت المقاومة إسرائيل على العودة للتفاهمات!

قال الخبير والمفكر محسن صالح: إن المواجهة الأخيرة التي جرت في قطاع غزة (3-6 أيار الجاري) أكدت أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، وأن غزة تنتزع حقوقها وحريتها انتزاعًا.

ونبه صالح، في مقال تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنه كان حذر من أن الاحتلال يتعامل مع التفاهمات بطريقة تكتيكية، وأنه سينتهز الفرصة للتنصل منها، ويحاول إفراغها من محتواها، ومتابعة السعي لإخضاع وتطويع القطاع وقوى المقاومة.

استعراض للجرائم الإسرائيلية

واستعرض صالح الأحداث التي جرت بدءًا من يوم الجمعة (3 أيار) واستشهاد 4 مواطنين، وما جرى بعدها وصولا لجولة قتال قوية أسفرت عن استشهاد وإصابة المئات، ومقتل 4 صهاينة وإصابة مئات آخرين.

وقال: كان من الواضح أن الجانب الإسرائيلي يريد أن يثبت شروطه وقواعده في إدارة اللعبة، وأن يتعامل مع غزة كصاحب يدٍ عليا، وأن يُحدث حالة من “كيِّ الوعي” لدى المقاومة في القطاع.

وتابع: كما يبدو أن نتنياهو بعد فوزه في الانتخابات، وبين يدي تشكيله حكومته اليمينية المرتقبة، أراد أن يؤكد “صقوريته” لدى ناخبيه، وأن يقدم لهم انتصارا سريعا يُسوِّق به نفسه لدى المجتمع الصهيوني، على حساب دماء ومعاناة أبناء القطاع.

المقاومة تفشل المخططات الإسرائيلية
إلا أن الخبير استدرك: ولكن، مرة أخرى، فقد أفشلت المقاومة رغبات ومخططات الاحتلال، وأدارت معركتها بوعي واقتدار، بالرغم من محدودية الإمكانات وضعف الدعم العربي والدولي، وتمكنت من إدخال نتنياهو في مأزق حقيقي اضطره للعودة إلى التفاهمات، وأفرغ مكاسبه السياسية والإعلامية من محتواها، بل وجعله عرضة لانتقادات لاذعة.

وأشار إلى أنه لم يكن هدف المقاومة كما ذكر إسماعيل هنية الذهاب إلى حرب جديدة، ولكن لجم العدوان، ومنعه من فرض قواعد اللعبة، وإلزامه بالتفاهمات التي سبق الوصول إليها.

إدارة المواجهة
وأكد أن إدارة المقاومة للمواجهة، من خلال استهداف “غلاف غزة” بالصواريخ، وتوسيع الاستهداف توسيعًا مدروسًا، قدّم المقاومة في صورة حكيمة وحازمة، “وكانت قدرة المقاومة على تحقيق ضربات نوعية وإصابات مباشرة في الجانب الإسرائيلي، رسالة قوية، سرعان ما فهمها لاحتلال الذي طلب الهدنة”.

وتابع قائلا: في هذه المرة، أطلقت المقاومة خلال يومين نحو 700 قذيفة وصاروخ، في بيئة يراقب فيها العدو بوسائله التَّجسُسية المتطورة كل حركة وسكنة، واعترف الجانب الإسرائيلي بمقتل أربعة وجرح أكثر من مائة.

وأكمل صالح أن مقاطع الفيديو التي بثَّتها المقاومة تثبت أن خسائره أكبر، وأن هناك ما يتعمد إخفاءه عن أعين مجتمعه، فالضربة الصاروخية التي دمرت ناقلة الجنود، والأخرى التي دمرت جيبا، كلتاهما تشيران إلى وقوع خسائر كبيرة (يُقدّرها البعض بـ11 قتيلا في الناقلة و4 قتلى في الجيب)، لم يعترف الاحتلال حتى الآن بحجمها.

“واللافت في الأمر، هو الجانب الأخلاقي الذي تحلَّت به المقاومة عند ضرب صاروخها الجيب، حيث ظهر في الفيديو قطار، وهو يتحرك في مرمى الصاروخ، وكان يسهل استهدافه وإيقاع خسائر كبيرة، لكن المقاومة ضربت هدفا عسكريا. وفي ذلك ردّ واضح على الادعاءات الإسرائيلية باستهداف المقاومة للمدنيين، وعلى ادعاءات أطراف في السلطة حول “عبثية” أسلحة المقاومة، وعلى أنها مجرد “ألعاب نارية”، وفق صالح.

وأكد أن هذه الحقائق والأرقام أثبتت هذه المرة، كما تثبت في كل مرة، أن المحتل هو الذي يتعمد إيقاع أكبر قدر من الخسائر في وسط المدنيين.

هدنة بشروط المقاومة
وأكد أن التفسير لسرعة الطرف الإسرائيلي في الموافقة على الهدنة وفق شروط المقاومة، يثبت أن ضربات المقاومة كانت موجهة.

وأشار إلى أن المقاومة استفادت من عدم رغبة الاحتلال في إطالة أمد المواجهة؛ لأنه كان يُرتب لإقامة احتفالات للجيش، ولإقامة احتفالات “ذكرى الاستقلال”، وكان يُرتب لتظاهرة إعلامية دعائية سياحية كبيرة، من خلال استضافة تل أبيب المهرجان العالمي “يوروفيجين”، وكان يريد أن يُسوِّق نفسه كواحة للاستقرار السياسي والأمني والازدهار الاقتصادي، في حين كان استمرار المواجهة سيفضحه ويكشف عورته، وبشاعة مشروعه الاستيطاني، وجرائمه في حقّ الشعب الفلسطيني.

وتطرق صالح إلى الانتقادات القاسية التي تلقاها نتنياهو، والتي عبرت عن خيبة الأمل، وعن الاستياء من نتائج المواجهة، وكان من أبرزها تصريح بني غانتس، رئيس أركان الجيش السابق ورئيس حزب أزرق أبيض (المنافس الرئيس لليكود في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة)؛ الذي أشار إلى أن “إسرائيل” فقدت القدرة على الردع، وأن الطرف الإسرائيلي استسلم لما أسماه “ابتزاز” حماس ومنظمات المقاومة، وتوقع عديدون أن هذه المواجهة هي مجرد جولة، ستتبعها جولات، وأن ما حدث هو مجرد إرجاء للحرب القادمة.

وذهب صالح في حديثه إلى حالة الإحباط الشعبية من أداء السلطة في رام الله، إذ كان بينما غزة تواجه العدوان تابعت السلطة تنسيقها الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وعقوباتها ضدّ قطاع غزة، ومطاردتها لقوى المقاومة في الضفة الغربية.

وقال: “بينما كان على السلطة القيام بواجبها تجاه القطاع، كما كان عليها التقاط الدعوة التي أطلقها إسماعيل هنية في 27 نيسان/ أبريل 2019 لوحدة وطنية فلسطينية، ووضع رؤية استراتيجية لإسقاط “صفقة القرن”. لقد أثبتت هذه الدعوة رفض قوى المقاومة كل مترتبات “صفقة القرن”، وما يراد لغزة من فصل عن الضفة، وهو ما يرُدُّ على ادعاءات واتهامات عدد من قيادات فتح لحماس وقوى المقاومة بهذا الشأن، ويضع الكرة في ملعبهم لإثبات جديتهم في مواجهة “صفقة القرن””.

وختم قائلا: “وهكذا، تنتزع غزة حقوقها وحريتها، وتعبر عن عزة وكرامة الأمة، وتفرض شروطها على العدو، في الوقت الذي يهرول فيه قادة وزعماء عرب لاسترضاء أمريكا و”إسرائيل” رغبا ورهبا. وتستعلي غزة على جراحها، بينما يسلقها “المخلفون” من أصحاب السلطان والعسكر والمال بألسنة حداد، ويطعنون ظهرها ويشاركون في حصارها. فلا نامت أعين “المُطبِّعين””!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...