كورنيش بحر غزة.. ملاذ المحاصرين للإفطار السياحي برمضان

كانت الشمس تقترب من تمام غروبها، حينما بدأت أقدام المارة تتلاشى قبل لحظات من رفع المسجد الساحلي القريب لآذان المغرب، تصافحت يدا الصديقين محمد ومحمود في العشرينات من عمرهما على إحدى الطاولات الخشبية التي استأجراها لتناول طعام إفطارهما في اليوم السادس لشهر رمضان المبارك.
الصديقان أكدا لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنهما يتفقان بينهما منذ أعوام خلت على تحديد يوم أو يومين خلال الشهر الكريم للمجيء هنا والإفطار على شاطئ البحر.
يقول محمد: “إنهما يستشعران بالأجواء السياحية الجميلة بعيداً قليلا عن أجواء البيت، ونحن هنا نأتي بطعامنا جاهزا من أي مطعم نختاره، ومشروباتنا على اختلافها”.
وعند سؤالهما، عن اختيار هذا المكان، قاطع أحمد صديقه ليقول: “شو نعمل يعني؟! .. نروح على فندق أو مطعم بوفيه مفتوح وندفع عن كل شخص ما لا يقل عن 50 شيكلا”، ومضى ضاحكاً “إحنا هنا، بناكل وبنشرب سخن وبارد وتسالي، بتكلفناش الطشة إحنا الاثنين 50 شيكلا” حسب قوله.

null
من طعام البيت
قبل أن يلتف أفراد عائلة أبو صلاح حول مائدة كبيرة حجزوها قبل ساعات من حضورهم لأحد المقاهى على كورنيش البحر، بدت الأم الكبيرة تنادي أولادها “نزلتوا كل إشي من السيارة” وهي تقصد كل مستلزمات الإفطار.
بدا أفراد العائلة الذين قارب عددهم على العشرة أشخاص متلهفين لسماع آذان المغرب، ليتذوقوا طعم المقلوبة بنكهة مختلفة خارج البيت.
ابتسمت الحاجة أم صلاح وهي تتحدث لمراسلنا، عن سعادتها بالتفاف أفراد أسرتها حولها، على مائدة طعام من جهزته ليتناولوه خارج البيت، ليقاطعها زوجها وأصابعه تلتف حول مسبحته “الصراحة، أكل البيت خارج البيت، وبالذات بهذا المكان له طعم ونكهة مختلفة”.
وبلكنة غزواية وجهتها الحاجة الفلسطينية من قلبها لأرباب الأسر، “اطلعوا، اتفسحوا، أفطروا بعيدا عن جو البيت، عيشوا حياتكم وابعدوا عن تنغيص الاحتلال والحصار لحياتكم، ولو على لقمة بسيطة”.
ويعيش أهالي قطاع غزة في حصار خانق منذ ما يزيد عن اثني عشر عاماً، الأمر الذي يستحيل معه على الأهالي الوصول لما يريدون من شراء الاحتياجات أو زيارة الأماكن التي يشعرون فيها بالترفيه سوى البحر.
ووفقاً لآخر الإحصائيات فإنّ معدلات الفقر والبطالة في تصاعد غير مسبوقة، حيث وصلت نسبة البطالة إلى 54.9% ومعدلات الفقر فاقت 80% كمؤشر خطير يعبر عن تردي الوضع الاقتصادي وتدهور القطاعات الحياتية المتعددة في غزة، في حين بلغ عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 295 ألف عامل خلال العام 2018.

null

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...