الخميس 08/مايو/2025

عاصمة الحلويات في فلسطين تتزين بألذ الأطايب للصائمين

عاصمة الحلويات في فلسطين تتزين بألذ الأطايب للصائمين

هي عاصمة الحلويات في فلسطين، فإليها تنسب أهم حلوى فلسطينية، وهي الكنافة النابلسية، لكنَّ مدينة نابلس في رمضان المبارك، تواري الكنافة قليلاً، لتقدم للصائمين المزيد من الحلويات الرمضانية، التي تضفي على حياة وموائد الصائمين طعم ورائحة رمضان الفلسطيني الأصيل.

ينهمك الشاب محمد عيد منذ ساعات الصباح الأولى في إعداد عجينة القطايف، ليستعد لاستقبال زبائنه في محله في شارع النصر، الشارع الرئيس الذي يخترق البلدة القديمة في مدينة نابلس، ويؤكد عيد في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الصائمين يتوافدون عليه بكثرة خلال نهار رمضان لشراء القطايف؛ إحدى أهم حلويات الشهر الكريم.

ويشير عيد وهو يسكب العجينة السائلة على صاج ساخن: “القطايف حلوى لا نحضِّرها إلا في الشهر الفضيل، والزبائن يأتوني من كل مكان لشرائها”،.



ويواصل عيد حديثه وهو يرفع أقراص القطايف عن الصاج ساخنةً بعد أن نضجت: “إن مَحَلي في الأيام العادية عبارة عن مطعم، لكنني في شهر رمضان ومع ازدياد الطلب على القطايف، أتحول لبيع هذه الحلوى، والتي يطلبها الناس بمختلف الأحجام، فمنها الصغير والمتوسط والكبير، والذي تحشى إما بالجبنة أو بالقشطة أو المكسرات، وهناك البعض من يحشوها بالشوكلاتة”.

أما الحاج السبعيني مازن حلاوة فيشير وهو يقف خلف عدة سدور كبيرة وممتلئة بحلوى أصابع زينب والعوامة، إلى أنه يعمل في الحلويات منذ 50 عاماً، وهو في الأيام العادية يبيع التمرية وهي حلوى نابلسية، لكنه في رمضان يشتغل بالعوامة والقطايف وأصابع زينب، حيث يزيد الإقبال عليها كثيرًا في رمضان.



ويقول في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: كل بيت في هذا الشهر يتناول نوعاً من هذه الحلويات، فمدينة نابلس معروفة بالحلويات، وهي أصناف مشهورة وشعبية وسعرها مناسب حيت يباع الكيلو الواحد من أصابع زينب بـ 16 شيكلاً للكيلو، أي ما يعادل 4 دولارات، والقطايف بـ(8 شيكل /2 دولار) للكيلو”.

تفنّن في صناعتها
رغم أن رمضان هو شهر للعبادة، لكن فرحة الإفطار، يبدع بها الصائمون، خاصة بعد ست عشرة ساعة، من الامتناع عن الطعام والشراب، حيث يقبل المواطنون على شراء الفلافل الذي يعدّ طبقاً جانبياً، شبه دائم لدى الكثير من الأسر.

ويتفنن الباعة في أشكال الفلافل وحشواته، حيث يُحشى باللحم المفروم أو بالبصل والسماق، أو حتى بالجبنة الصفراء، كما تنتشر بكثرة محال وعربات بيع المشروبات الباردة، من التمر الهندي والخروب والليمون، وعصير الشمام، مع جمال مناظر العرض.

إلا أن البعض اشتكى، من ضعف الحركة الشرائية، للوضع الاقتصادي العام، حيث يشير محمد حسني عوض، وهو صاحب محل مشهور لبيع المشروبات الرمضانية قرب الدوار الرئيس وسط مدينة نابلس، إلى أن “المبيعات والإقبال لهذا العام ليست كما في الأعوام الماضية، ويبدو أن الوضع الاقتصادي العام قد ألقى بظلاله على حركة المتسوقين”.



وتتحول الكثير من المطاعم في رمضان، إلى محال لصنع الحلويات، لتلبية الطلب الكبير عليها، وتعويض الصائم ما فقده من سكر خلال الصيام، فتتراجع مبيعات الكنافة، التي لا تؤكل إلا ساخنة، لمصلحة حلوى أصابع زينب والعوامة، والتي تؤكل بكل أوقاتها.

ويشير جمال القاسم وهو يبتاع كيلو من حلوى أصابع زينب: “أن الحلوى جزء أصيل من مائدة الطعام في نابلس”، مضيفاً في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك بعض المواطنين يبدؤون إفطارهم بالحلوى ويؤخرون الطعام إلى ما بعد التراويح، ومنهم من يجعلها من مائدة الإفطار، أما هو فيفضلها بعد التراويح كما قال”.

عاصمة الحلويات
تعدّ نابلس عاصمة الحلويات في فلسطين والتي نُقلت إلى مختلف المدن الفلسطينية، ومن ثم إلى الكثير من الدول العربية والإسلامية، وهو ما أكده لنا الباحث المختص بتاريخ نابلس المهندس طاهر باكير.

يقول باكير: إن “محل أباظة للحلويات كان قديماً من أشهر محلات الحلويات في مدينة نابلس، وقد روى لي أحد أصحاب محلات الحلويات في الشام، أن أباظة هذا هو من علمنا صناعة الكنافة، وقد أخذها الأتراك عن صُنَاع الشام بعدما أخذناها من نابلس”.

وقد قال ابن بطوطة عن مدينة نابلس في كتاب رحلاته: “هي بلدة صناعية، وتشتهر بصناعة الحلويات والطحينية إلى جانب الصابون”.

 ويضيف باكير: “من أشهر صناعات المدينة في الحلويات الكنافة والقطايف والقلاز (يسمى بلهجات أخرى الكلاج) المهلبية العوامة، وصناعة عجينة القلاز كانت تتم في البيوت، وما جعل هذه الصناعة زاخرة هو توفر الأجبان البلدية الجيدة من حليب الماعز، ووجود السمن البلدي”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...